منذ أطلق صاحب السمو الملكي، الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير مبادرة أجاويد عبر مساراتها المتنوعة، تحولت المنطقة إلى لوحة كبرى من العمل المتناغم المبهج والمتواصل في مدينة أبها، وفي محافظات المنطقة، ولعل الشيء الملفت في هذه المبادرة أنها مبادرة غطت جوانب الإنسان المعنوية والحسية، وأشركت في برامجها فئات المجتمع المختلفة، وفتحت الباب على مصراعيه للقطاع الحكومي والخاص ليتنافس في شهر العمل والإنجاز، شهر رمضان المبارك، ضمن مسارات المبادرة النوعية، حيث «الوعي والقوة والعطاء»، وهي مسارات تستنهض الطاقات روحًا وفكرًا وجسدًا.

وقد سعدت في مطلع هذا الشهر بدعوتين كريمتين من الدكتور أحمد مريع رئيس نادي أبها الأدبي، ودعوة مماثلة من الأستاذ أنس بشاشة مشرف ملتقى دار أبها، لحضور فعاليات المبادرة، ثم تابعت وسائل الإعلإم ووسائل التواصل التي جعلتنا نتابع تفاعل المجتمع الكبير معها كل في مجاله، فهذا مذكر بفضائل رمضان وقدسيته، وذاك خبير في العادات والتقاليد يروي حكايات المكان مع رمضان، وهنا طبيب يتجه بالمتلقي نحو الصحة والسلامة الجسدية في رمضان، وهناك شعراء يتغنون بفضل رمضان وقدسيته، ومع ذلك حراك رياضي حيث وليت وجهك، وهو ما حول المنطقة بكاملها إلى حراك متوازن ومتناغم، وما أجمل العمل والنشاط حين لا يقل نصيب المراكز البعيدة عن المدينة، ولا يغيب المواطن والمواطنة عن عين الأمير المسئول الذي يجوب بهمة ونشاط المنطقة بجبالها وسهولها، ويصل إلى المواطن، حيث كان ويستمع إليه، ويوجه المسئول لقضاء احتياجاته، وبالتالي فلا غرو أن يكون المواطن والمواطنة والمقيم في صلب اهتمام هذه المبادرة، والأجمل أن يكون شعار هذه المبادرة التنافس الشريف؛ لتفتح المجال لكل العاملين والمتميزين للتنافس على أجمل مهمة وأجلها وهي «خدمة المواطن»، وأثق أن هذه المبادرة الرائعة ستكون تجربة ملهمة لمناطق المملكة المختلفة، وأثق أن عقل الأمير الحريص، وهمته لن تتوقف؛ فقد عودنا على كل مفيد وجديد، والقادم يبشر بمشاريع ومبادرات تتفق ونهج تركي بن طلال الذي يتابع ويباشر ويناقش ويقرر من خلال الرؤية العلمية الموضوعية المنصفة.

بقي أن أرسل رسالة حب وتقدير للزملاء في المبادرة الذين أشد على أيديهم، وأبارك جهدهم ولكن الإعلانعن المبادرة إعلاميًا لم يكن مبكرًا في توقيته بمدة كافية، وبتركيز وشمول أكثر؛ فمثل هذه المبادرة تحتاج أن تصل بشكل مبكر إلى المجتمع بأفراده ومؤسساته الخاصة التي تعد شريكًا أساسيًا في رؤية المملكة 2030 وهو ما يفسح المجال لأن تتفاعل المنظومة الحكومية والخاصة لتقدم لوحات من العمل المنسجم مع جماليات القيم والشيم.