اليوم أكثر من أي وقت مضى يفتخر السعوديون ببلادهم التي تحقق التقدم في شتى المجالات، وتسير فيها الرؤية الوطنية المباركة 2030 على قدم وساق، ولعل الفخر الحقيقي هو ألا تنسى أن تكون إنسانًا تشعر بمعاناة الآخرين.

إن عمليات الإجلاء من السودان المستمرة، هي تأكيد أن المملكة العربية السعودية هي مملكة الإنسانية ودائمًا ما ترفع معايير القانون الدولي الإنساني لمراحل جديدة. السفن العسكرية السعودية تحركت بكامل طاقتها لتحمي الإنسان دون أي تمييز ليشعر الجميع بالأمن والأمان، والسفن السعودية هي أراض سعودية وفقًا للأعراف الدولية، ويعني ذلك أن أي إنسان تتم مساعدته ويكون على متنها تكون له كامل الحماية والطمأنينة من أي هجوم مضاد.

إن الإنسانية السعودية حكومة وشعبًا ليست أمرًا غريبًا فالقيم كالكرم والجود وإغاثة الملهوف هي امتداد لتاريخ ثقافي عريق، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على السياسة السعودية.

إن مما يثلج الصدر مشاركة الجنود نساءً ورجالًا في عمليات الإجلاء، مع توفير أطقم متخصصة من كافة الجهات المساندة ذات العلاقة في مهمة خطيرة وسط أوضاع أمنية لا يمكن التنبؤ بها. إن صورة المرأة السعودية العسكرية وهي تحمل ذلك الطفل هي تحمل تاريخًا عريقًا من دولة وشعب كان الكرم ومساعدة الآخرين عنوانهم لفترة طويلة من التاريخ. إن مثل هذه اللقطات الإنسانية تحدث في السعودية كل يوم ولحظة، ولكن الكاميرا لا يسعفها أحيانًا نقل الأحداث ولأن السعوديين معتادون على ذلك.

السعودية عندما تقدم المساعدة لا تفرق بين مسلم وغير المسلم وبين أبيض أو أسود، نقدم المساعدة من منطلق الإنسان أولًا وأخيرًا، واليوم بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، حفظهما الله، السعودية تطلق برنامج أثر السعودي التطوعي في السودان لعدد واسع من التخصصات الطبية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

السفارة السعودية في الخرطوم هي ملجأ من لا ملجأ له، وقد لعبت دورًا تاريخيًا. وهكذا هو الخير السعودي ممتد وشامل.