بيّن تقرير، أعدته The Economist، أنه يتوقع أن تكسب السعودية نحو 200 مليار دولار أمريكي (750 مليار ريال) في حال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال العام الحالي، وذلك حسبما أشار نائب رئيس الشؤون الحكومية العالمية والسياسات العامة في Google، كاران بهاتيا، أمام مجموعة من المختصين، خلال لقائه بهم الثلاثاء الماضي في الرياض، مركزا، وهو الخبير في الذكاء الاصطناعي، على أن مستقبل الذكاء الاصطناعي واعد في المملكة، مع توفير البيئة المناسبة، والسياسات، والمهارات التي ستساعد الأفراد والأنشطة التجارية والمجتمعات في المملكة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأوضح بهاتيا، الذي يشغل كذلك منصب المستشار الرئيس لمجلس إدارة الشركة وكبار المديرين والرئيس التنفيذي لشركة Google فيما يخص الشؤون السياسية، ويرأس جهود الشركة مع كبار القادة السياسيين وأصحاب القرارات حول العالم: «المملكة مستعدة بوضعها الحالي للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مع وجود عدد كبير من المتعلمين والمتعلمات من الشباب والفتيات، بالإضافة إلى التزام المملكة بدفع عجلة الابتكار».

عمود فقري

شدد بهاتيا على أن الذكاء الاصطناعي يشكّل العمود الفقري في منتجات وخدمات Google منذ عدة أعوام، إذ قال: «منذ 6 سنوات، أعادت Google أولوياتها، معتمدةً على الذكاء الاصطناعي بالتزامن مع استثمارات عدة متعلقة بالمنتجات والخدمات مثل محرك بحث Google وخرائط Google وحلول Google Cloud».

وأضاف بهاتيا: «تتبع Google نهجًا جريئًا ومسؤولًا تجاه استخدامات الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت هذا الشهر تطورات عدة متعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في المنتجات والخدمات، لجعلها أكثر فائدة للناس حول العالم، من ضمنها النماذج اللغوية، وإطلاق Bard في دول إضافية، وتطورات متعلقة بمحرك بحث Google، وخرائط Google، وأنظمة Android، وهواتف Pixel، وميزات Workspace، وغيرها».

ولفت إلى أن خدمة المحادثات التجريبية «Bard» أصبحت متوافرة باللغة الإنجليزية في السعودية، وقريبًا باللغة العربية.

تفاؤل محدد

أبدى بهاتيا، وهو الذي عمل، قبل انضمامه إلى Google في 2018، رئيسا للشؤون الحكومية والسياسات في شركة GE. كما شغل مناصب رفيعة المستوى في الحكومة الأمريكية، من ضمنها وزارتا التجارة والنقل، مما أسهم في تشكيل إطار سياسات الاقتصاد الأمريكية، تفاؤله بمستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة، حيث أكد: «مع وجود سياسات مناسبة داعمة للذكاء الاصطناعي، ستتمكن المملكة من توفير البيئة المناسبة للشركات والاقتصادات، وتدفعهم للاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي بأكبر قدر ممكن».

توسعة النطاق

أوضح بهاتيا، الحاصل على بكالوريوس من جامعة برينستون، وماجستير من كلية لندن للاقتصاد، وشهادة في القانون من جامعة كولومبيا، أن Google أعلنت عدة تقنيات في أثناء مؤتمر I/O السنوي، وذلك في إطار سعيها إلى توسعة نطاق الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في المنتجات والخدمات، مع الالتزام بخصوصية المستخدمين، وأمانهم الرقمي.

التزامات Google نحو المملكة

دعمت Google الاقتصاد السعودي بما يقارب 12.2 مليار ريال سعودي في 2021، وفقًا لتقرير أجرته شركة الأبحاث Public First.

وتسعى Google للاستمرار في دعم الأفراد والشركات بالمملكة، لتحقيق استفادة أكبر من المنتجات والخدمات المتوافرة.

وفي إطار دعم الاقتصاد السعودي، دعمت Google الأنشطة التجارية المحلية والتجارة الإلكترونية من خلال الشراكة مع البريد السعودي ومنتجات مثل Google Shopping وGrow my Store على سبيل المثال، بالإضافة إلى مركز البيانات.

كما تخرجت 7 شركات ناشئة من السعودية من «مسرعة Google للأعمال الناشئة» خلال 2021، وانضم أكثر من 700.000 شخص إلى الفعاليات التي أدارها مجتمع مطوري Google في السعودية.

دعم الثقافة والسياحة

تجسد دعم Google للثقافة والسياحة في السعودية عبر عدة حملات إعلانية على محرك البحث Google، ومنصة YouTube.

كما تعاونت Google مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، لعرض المواقع التاريخية في المملكة على منصة Google للفنون والثقافة.

وواصلت منصة YouTube دعمها قطاعي الترفيه والإعلام في المملكة، بحكم كونها ذات عدد المستخدمين الأكبر في المملكة، وكونها تصدّر المحتوى السعودي للمحلي إلى العالم، مع نسبة مشاهدة تصل إلى 55% للمحتوى السعودي من مشاهدين خارج المملكة.

وتعتزم Google مواصلة دعمها قطاع الألعاب، وذلك عبر التفاعل مع الشركاء المحليين مثل مجموعة Savvy Games، وبرنامج مسرعة Nine66، والاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية، لتطوير بيئة الألعاب المحلية، وتوسيع النشر والتفاعل على منصة YouTube.

أمان رقمي

أطلقت Google برنامج أبطال الإنترنت، الذي ينشر أساسيات الأمان الرقمي للأطفال بين 7 و11 سنة، بالتعاون مع الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع، ووزارة التعليم في المملكة، ووصل عدد المشاركين فيه إلى الآن نحو 449 طالبا وطالبة من 45 مدرسة حكومية في الرياض وجدة، مع وجود خطة لتوفير مزيد من التدريبات في المدن السعودية الأخرى خلال العام.

تقنيات أعلنتها Google في مؤتمر I/O:

1ـ PaLM 2

أطلقت Google تقنية الذكاء الاصطناعي PaLM 2، وهي لغة الجيل القادم، وتعد أسرع وأكثر فعالية مقارنة بالنماذج السابقة. كما تضم نماذج بمختلف الأحجام، وهى النسخة الجديدة من النموذج اللغوي المطور، حيث بإمكانها فهم وتحليل عدّة لغات.

2ـ محرك بحث Google

أعلنت جوجل Search Generative Experience الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي في تزويد الأفراد بمعلومات كلية ونقاط أساسية لاستكشاف الموضوعات التي يتم البحث عنها.

يجمع Search Generative Experience لقطات من المنتجات بواسطة الذكاء الاصطناعي، كل منها يحتوي على صور ومراجعات وأوصاف مفيدة وأسعار حالية، مما يسهم في جعل تجربة التسوق على بحث Google أسرع وأسهل، خاصة بالنسبة للمنتجات التي تتطلب البحث بزوايا متعددة.

3ـ خرائط Google

ميزة Immersive View تستخدم الذكاء الاصطناعي في دمج مليارات الصور من ميزة التجول الافتراضي والصور الملتقطة جويًا، لتقديم نموذج غني ورقمي للعالم.

تلك الميزة ستكون متاحة للطرقات أيضًا، فبإمكان الأفراد رؤية وتخيل الطرقات قبل المضي فيها، سواء في السيارة أو على الدراجة الهوائية أو بالمشي على الأقدام (متوافرة في أوروبا فقط حاليا).

4ـ هاتف Pixel Fold

أول هاتف قابل للطي من Google، ويجمع بين مزايا هواتف Pixel، مع تصميم يتحوّل إلى جهاز لوحي صغير، وهو مزود بشريحة Google Tensor G2، مما يجعله سريعا وآمنا.

5ـ صور Google

لمحبي التصوير، يمكنكم تعديل الصور بطريقة احترافية، وبشكل سهل وسريع من خلال ميزة Magic Editor على صور Google.

تمكن هذه الميزة من تعديل شيء معين بالصورة مثل السماء أو الخلفية، أو تغيير مكان شخص ما في الصورة، وستكون متوافرة في هواتف Pixel خلال العام.

6ـ نظام تشغيل Android

أُطلق Creative Compose for Android، والخلفيات السينمائية، وخلفيات الذكاء الاصطناعي التوليدي التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تخصيص الهواتف.

ستتوافر هذه المميزات على Android 14 التجريبي خلال العام حول العالم.

7ـ مساعدة الأنشطة التجارية

تم تقديم Duet AI في منتجات Workspace، لمساعدة الأفراد على إكمال مزيد من المهام في Gmail، ومستندات Google.

العروض التقديمية من جوجل (Google Slides)، وجدول بيانات جوجل (Google Sheets)، وGoogle Meet تسهم في مساعدة الأفراد على كتابة الرسائل والرد عليها، وكتابة المستندات، وإنشاء عروض تقديمية، وتحليل البيانات، وغيرها.