هذا المشهد الحاضر في الذاكرة إبداعًا وخفة ظل، عاد لنا وبشكل حقيقي وواقعي، فها هي اليوم حياة الفهد وبعد ما يقارب الأربعين عامًا من المشهد تحدث جدلا واسعًا في شبكات التواصل الاجتماعي، وللسبب نفسه الذي ظهر في المشهد، فبعد عمليات تجميل وشد بدت «أم سوزان» وكأنها أصغر سنًا وأكثر وهجًا، تفاوتت ردود فعل الناس على صور حياة الفهد بين مؤيد ومبارك لها هذه الخطوة وبين منتقد وبشدة.
عمليات التجميل بجميع أنواعها موضوع شائك، لا أريد أن تذوب تفاصيل كلمات مقالي فيه، لكن ثمه تساؤلات تجد نفسها بحكم البراءة أثناء الخوض في هذا الموضوع، ألا يحق لكل واحد فينا أن يظهر بأجمل حلة؟، ألا يحق لكل واحد فينا أن يرى نفسه بالشكل الذي يريده؟
حياة وغيرها ممن يحبون الحياة، يريدون أن يستمتعوا بها، ويعيشون تفاصيل الجمال والتجديد مهما تقدم بهم العمر، على الأقل يريدون أن يشعروا أنفسهم بأنهم جميلين، وهذا حق مشروع للجميع، فضلا على أنني أجد الكثيرين ممكن يتخذ التقدم بالعمر محل سخرية وتهكم! فهذا حرفيًا استهزاء بسنة الحياة وقدرها بغباء، فمسامعنا فاضت بجمل مثل «والله وكبرت.. والله وشيبت»، لماذا الاستغراب من شيء محتوم ومقدر؟ فحياة الفهد التي تبحث عن تجديد الحياة بالشكل، ما هو إلا انعكاس لروح مليئة بالحب والحياة.
الاهتمام بالشكل الخارجي مهما تقدمت بالعمر يجب أن يكون من أولوياتك، وقبلها الروح التي تجعلك متربعًا على عرش الشباب.
يقول الشاعر أحمد الصافي:
«سِنّي بروحي لا بِعَدِّ سنيني... فلَأسْخَرَنّ غدًا من التسعينِ
عمري إلى السبعين يركضُ مسرعًا... والروحُ ثابتةٌ على العشرينِ».
فشكرًا لكل من يحب الحياة، ويذكرنا دائمًا بحبها والاستمتاع فيها.