(1)

اجتمعت «ثلة» من البنات الأسبوع الماضي حول شاب يتحدث عن فوائد «اللبان الذكر» على البشرة وهو يمسح وجهه - بإتقان - بمنديل خاص بـ«الميك أب»، مقدِّمًا نصائح لتحقيق النتائج الكاملة من أجل بشرة صحية نضرة ومشرقة، ثم يعرج للحديث عن عنايته بـ«شعره»، وهن يحاصرنه بالأسئلة ثم الشكر الجزيل.

(2)


شاب آخر يتحدث مع صديقه حول الأزياء والتناسق و«الماركات»، ثم يقدِّم النصائح للمستمعات الكريمات اللائي تفاجأن بكمية المعلومات من جهة، وجهلهن مقابل معرفته من جهة أخرى.

وكان الشاب «بارعًا» وهو يغوص في التفاصيل، لا سيما في الأزياء الملائمة، و«الميك أب» المناسب للحامل والنفساء!.

إحداهن قالت: «حرفيًا.. تأسرني لطافته».

(3)

شاب آخر بـ«شنب ذي نهايات مدببة» يتحدث عن التمارين المناسبة للحوامل في الأشهر الأربعة الأولى، وكان في غاية «اللطافة» وهو يشرح «عمليًّا» الطريقة «الصحية» في المشي والوقوف والجلوس والنوم.

(4)

لقد بلغت «اللطافة» حدودًا لا يمكن للنفس السليمة تحمُّلها في رجال الغد، حتى أصبح التجنيد الإجباري أمرًا لا مفر منه، ولا شك أن العطلة الصيفية لخريج الثانوية مناسبة جدًا للتجنيد الإجباري ولثلاثة أشهر فقط.

(5)

العائلات، والوطن، والأمة؛ ليست بحاجة لشباب لطيف بل لشباب على قدر من الوعي والمعرفة والقوة.

(6)

الحركات النسوية ترفض التجنيد الإجباري وتدّعي أن ذلك يعزز العنف، كذلك الليبراليون يقفون ضد هذا الاقتراح ويرون أنه نوع من «الاستعباد»، وهذان الموقفان كافيان لتطبيق هذا المقترح دون قيد أو شرط!.

(7)

الأمر لا يتعلق بـ«العسكرة» والسلاح، بقدر ما يتعلق بصنع شباب قوي بدنيا ومعرفيا وتنمية الحس الإنساني والوطني، لتطمئن الأمة على شباب يهتم بـ«الشعب» لا الشَعر، والبشر لا البشرة، و«الظفر» لا الأظافر.