منذ بداية شبابه، يراود الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حلم كبير باسترداد الرياض وإعادة تأسيس الدولة السعودية. نفذ هذا الحلم بعناية على مرحلتين مهمتين. في عام 1901م، حاول استردادها لكنه اضطر حينها لمغادرتها، ليعود لها في نهاية العام نفسه وبداية عام 1902م.

بدأ في تجميع مؤيديه والبدء بتنفيذ خطته لاستعادة الرياض. انطلق -رحمه الله- في هذه الرحلة مع مجموعة من الرجال، واختبأوا في رمال الجافورة شرقي هضبة الصمان لتجنب الكشف عن وجودهم. بقوا هناك لـ50 يوماً ثم انطلقوا نحو الرياض.

وصلوا إلى ضواحيها وقاموا بتنظيم أنفسهم. قسم الملك عبدالعزيز رجاله إلى ثلاث مجموعات، وشرع هو نفسه في الهجوم بمعية 7 من رجاله. في فجر الخامس من شهر شوال عام 1902م، شهدت الجزيرة العربية عهداً جديداً من البطولة والإصرار، عندما استطاع الملك عبدالعزيز -رحمه الله– تحقيق حلمه باستعادة الرياض ليكتب بذلك بداية جديدة في رحلة الوحدة والاستقرار والتقدم.

كان الملك عبدالعزيز رمزاً للإرادة والتحدي، وقائداً عظيماً، «والله جاب معزي ثاني» في إصراره وطموحه وإرادته وهو الأمير محمد بن سلمان آل سعود -حفظه الله- رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي أطلق في 2016 رؤية المملكة 2030، الرؤية الحالمة والطموحة لإعادة تشكيل الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وتحويل البلاد إلى مرحلة ما بعد النفط، في وقت كانت أسواق النفط تعاني من تدني مستوياتها، حيث وصل متوسط سعر النفط حينها إلى 43 دولاراً وهو أقل متوسط له منذ عام 2004. واستناداً إلى هذا التوجه، تم تطوير عدة برامج تندرج جميعها تحت ثلاثة محاور رئيسة هي إنشاء مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر ووطن طموح.

وأسلط هنا الضوء -على سبيل المثال لا الحصر- على بعض ما تحقق من مستهدفات الرؤية رغم ما مرت به من تحديات اقتصادية خلال جائحة كورونا، فقد ارتفع الناتج المحلي غير النفطي من 1526 مليار ريال في 2016 إلى 1804 مليارات ريال بنهاية 2022، كما تقدمت المملكة في 16 مؤشراً عالمياً في مجال التعليم وحصلت على تصنيف متقدم في مؤشر الحكومة الإلكترونية للأمم المتحدة.

وعلى مستوى الخدمات العدلية والقضائية، كانت 15% فقط منها تقدم رقمياً، تقتصر على تقديم طلبات أو استعلام، وبعد رحلة التحول الرقمي في هذا القطاع منذ إطلاق الرؤية، حقق القطاع العدلي تغيراً حقيقياً حيث تم رقمنة الخدمات القضائية بنسبة 100%، و85% من الخدمات العدلية تقدم رقمياً بشكل كامل.

كما عززت الرؤية قيماً أخرى كالثقافة الصحية وممارسة الرياضة والتطوع، فقد شهد عدد المتطوعين قفزة ملحوظة من 23 ألف متطوع في 2016 إلى أكثر من 650 ألف متطوع بنهاية 2022. وقلت مستويات البطالة بين السعوديين من 12.3% في عام 2016 إلى 8% خلال الربع الرابع من عام 2022 والذي يعد أدنى مستوى لها منذ 1999.

وفي اليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربية السعودية، نقول، نعم نحن السعوديين، نحلم ونحقق.