شنت إسرائيل «حصارًا كاملا» على غزة، كما هو متوقع، ردًا على هجوم غير مسبوق من قبل الجناح المسلح لحركة حماس «كتائب القسام» في 7 أكتوبر الماضي، والغارات الجوية التي تشنها قوات الاحتلال هي أكثر حدة من وابل القصف المعتاد خلال الاشتباكات مع فلسطين.

وفي الوقت الذي تهدد فيه حماس بقتل الرهائن، وتنتشر المخاوف من حرب إقليمية أوسع يمكن أن تدخل فيها لبنان بسبب تنظيم حزب الله المحسوب على إيران، فإن تكتيك تل أبيب العسكري لا يتطابق مع هدفها السياسي المتمثل في إسقاط الحركة الفلسطينية على الأرض.

هل تهاجم إسرائيل غزة؟

بعد 6 أيام من الحرب، لم تكن هناك علامات على هجوم بري على غزة كجزء من الانتقام الإسرائيلي، لكن المناوشات المتزامنة مع جماعة حزب الله اللبنانية في شمال إسرائيل تشير إلى أن تل أبيب في مأزق بين المغامرة بالدخول إلى غزة أو مواجهة هجمات حزب الله الشديدة على جبهتها الشمالية.

وهذا يشير إلى أن مجموعتي المقاومة تنسقان أعمالهما للضغط على إسرائيل، وكان حزب الله قد هدد بالفعل بالهجوم من الشمال إذا دخلت إسرائيل فعليًا إلى غزة.

وعادة ما تشن إسرائيل غارات جوية ثقيلة وعقابية أثناء قتالها مع حماس، هذه المرة ازدادت حدة الحركة، وهو ما لن يكون كافيًا «لتدمير» حماس بالكامل، كما أعلن رئيس الوزراء نتنياهو، اعتادت حماس على الغارات الجوية الشديدة، لذلك من غير المرجح ألا تتوقع قصفًا أكثر تدميرًا ردًا على هجومها المفاجئ وغير المسبوق في 7 أكتوبر.

ولكن بدون توغل بري كلاسيكي، وهو أمر ضروري لتدمير عدو متحصن في منطقة حضرية مكتظة بالسكان، قد لا تحقق إسرائيل هذا الهدف، وبالتالي فإنه يسلط الضوء على تعبئة «حزب الله» على طول الحدود الشمالية لإسرائيل والاشتباكات الصغيرة مع «جيش الدفاع الإسرائيلي».



الغارات الجوية لا تفاجئ حماس

ذهب محللون من جميع أنحاء العالم وفقًا لموقع (Eurasiantimes)، إلى أن الغارات الجوية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تفاجئ حماس، وذلك لأن هذه الحركة معتادة على العمل تحت سماء معادية بشكل دائم، النجاة من القصف الحالي هو مجرد امتداد لتلك العادة.

لقد حاصرت إسرائيل غزة بالفعل من البر والبحر، لذلك لا شيء يمكن أن يدخل أو يخرج دون سيطرة إسرائيل عليه، ثانيًا قطعت إسرائيل أيضا الكهرباء والغذاء والوقود عن غزة، هذه الموارد الأولية هي حاجة للجميع، وخاصة الجيوش، سواء كان المدافع أو المهاجم.



إدانة عربية

أدان وزراء الخارجية العرب، في بيان، عقب اجتماع طارئ، الأربعاء، كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من «عدوان وانتهاكات لحقوقه»، مؤكدين على «ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بشكل فوري بإدخال المساعدات الإنسانية».

وجاء الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لبحث سبل التحرك السياسي على المستويين العربي والدولي لوقف «العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية». وطالب وزراء الخارجية العرب بـ«إلغاء قرارات إسرائيل الجائرة، ووقف تزويد غزة بالمياه وقطع الكهرباء عن القطاع». ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إلى «وقف فوري لإطلاق النار وإلى وقف التصعيد الخطير على قطاع غزة، حتى لا ننزلق إلى ما هو أشد خطورة، وبما يُعرض استقرار المنطقة بأسرها إلى تهديد جسيم».



وأشار إلى أن هناك احتمالات جادة لانفلات الأوضاع، وربما اتساع نطاق المواجهات، وهي احتمالات أتمنى عدم تحققها؛ لأنها يمكن أن تدفع بالمنطقة كلها إلى وضع غير معلوم، مؤكدًا أن هذه اللحظة الخطيرة تقتضي –من الجميع- ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والنظر إلى العواقب.

وأوضح أن العمليات الانتقامية التي تمارسها وتجهز لها قوات الاحتلال الإسرائيلية لن تجلب الاستقرار، بل ستدخلنا في المزيد من دوامات العنف والدم، والعقوبات الجماعية التي تمارسها ضد سكان غزة مرفوضة ومدانة في القانون الدولي، نحن نتضامن مع الفلسطينيين من سكان قطاع غزة الذين يتعرضون اليوم لمجزرة يتعين إيقافها فورُا، وإدانتها بأشد العبارات.



مصاعب ستواجه الجيش الإسرائيلي حال دخوله بريًا إلى غزة

ستكون العملية خطيرة للغاية.

حماس خططت مسبقُا لصد رد فعل إسرائيل.

ستتم زراعة المنطقة بأكملها بالأفخاخ المتفجرة والألغام ومواقع القناصة والكمائن وأنفاق الهجوم.

حماس تمتلك ترسانة قوية من الصواريخ، ويمكن أن تخطط لمزيد من الكمائن.

أي هجوم بري على غزة يمكن أن يتصاعد أيضا إلى صراع على جبهات متعددة بالنسبة لإسرائيل.