(1)

يتداول المراهقون والعشرينيون - من الجنسين - مصطلح «الاكتئاب» بشكل خاطئ، ولن يكون مجانبا للصواب من يشك أن ثمة جهات تروّج للاكتئاب، لتصنع من هذا «الوهم» مبررا للتصرفات الغبية، والسلوكيات المنحرفة، والإغواء، والإغراء.

(2)

لا مبرر مقبول للانحراف، ولكن هناك من يحاول تضليل العامة، وإيهام المراهقين بأن «الاكتئاب» سبب في خروج البعض عن النص، بل المسار الإنساني، وأن كل شعور سلبي ومزاج سيئ هو «اكتئاب» يمنح العذر للمصاب به فعل ما يخالف العقل والمنطق والشرع.

(3)

قالت دورية «سي. إن. إس. سبكترام» في نوفمبر 2014 إن الأشخاص المصابين بالاكتئاب يصابون بخلل في الذاكرة، ويعانون كثرة الإخفاقات، وصعوبة تحديد الأولويات، بالإضافة إلى عدم القدرة على تذكر الكلمات والمعلومات واتخاذ القرارات، فضلا عن صعوبة التركيز، وضعف التفكير.

(4)

المعالجة السلوكية والمتخصصة في علم النفس الدكتورة ناتاشا سانتوس - نقلا عن «إيفري داي هيلث» - قالت إن الاكتئاب يتجاوز المشاعر السلبية وتقلبات المزاج، إذ يُحدث اختلافات هيكلية في الدماغ.

المهم هنا هو ما أكده باحثون من أن التركيز على العلاج النفسي، إلى جانب الأدوية العلاجية، أمر بالغ الأهمية للحد من آثار الاكتئاب.

(5)

حسابات مليونية في «السوشيال ميديا» تروّج للاكتئاب بشكل مضر للوعي، إلى حد أن أحدها وضع صورا لشبان قبل الاكتئاب وبعده. والمتأمل لن يجد اختلافا، بل إن غير واحد من أولئك الشبان يبدون أكثر وسامة في جزء «بعد الاكتئاب»!. والطريف أنه قبل أسبوع، تعرضت حساباتي في «السوشيال ميديا» لمحاولات اختراق فاشلة وهجوم شرس من أشخاص يدّعون الإصابة بالاكتئاب، فقط لأنني وقفت بوجه موجات ترويج المرض المريبة، فاستغربت كيف جمعوا بين «الاكتئاب» والمهارات التقنية.

(6)

«المبالغة» والارتجال في تشخيص الشعور السلبي، واعتباره اكتئابا، أمر خطير يجب استنفار الجهود ونشر الوعي، لإيقافه.