في ملتقى مليء بالإلهام والإبداع، تمكن طلاب جامعة البترول والمعادن من تنظيم فعالية استثنائية يوم السبت الماضي وهو حدث تيدكس، ولمن لا يعرف تيدكس هي منظمة غير ربحية تكرّس جهودها لنشر الأفكار الجديرة بالاهتمام، وغالبًا ما تكون في شكل محاضرات قصيرة يقدمها كبار المفكرين والفاعلين والتي يجري تنظيمها بشكل مستقل في جميع أنحاء العالم. واللافت ورغم عدم احتراف الطلبة والطالبات وخبرتهم القليلة في مجال إدارة الفعاليات، استطاع هؤلاء الشباب وبكل براعة تنظيم كل تفاصيل الحدث بإتقان من تصوير الأحداث إلى إنتاج محتوى الفيديوهات، ومن التواصل مع المتحدثين والزوار إلى بيع التذاكر وإدارة العلاقات مع الضيوف البارزين، بالإضافة إلى الخطابة الحرفية على المسرح أبدى هؤلاء الشباب الطموحين من الجامعة مهارات لافتة في التعامل مع جميع جوانب الفعالية وقد برزوا بروح مهنية عالية وتفانَوا في تقديم تجربة استثنائية للحضور ولضيوفهم، وتجسيدًا لشعارهم «رسالة المعنى»، وهو العنوان الخاص بتيدكس نجح هؤلاء الشباب الواعدين في تحويل الأفكار الإبداعية إلى واقع ملموس، مُبررين بذلك وجودهم في الصف الأول من الشباب القادة والمبدعين. وهو في الواقع دليل حي على قدرتهم على تحقيق النجاح رغم التحديات، وتحويل كل فرصة إلى تحفيز للتفوق والتميز.

فعالية تيدكس هذا العام، ليست مجرد ساحة كبرى للخطابات المتنوعة، رغم أهمية ذلك، ولكنه أكبر من ذلك بكثير، فهو من أهم الملتقيات السعودية التي انطلقت هذا العام من سماء الشرقية إلى العالم العربي أثبت فيه شباب الجامعة أهمية الابتكار والإبداع في تحقيق التغيير الذي تسعى إليه المملكة وتبقى رسالة المعنى المحور الذي يوجههم نحو تحقيق الأهداف والتميز في كل ما يقومون به، سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه. ويُشارك في نسخة هذا العام 18 راعيا للحدث، والزوار كان أكثر من 1400 ويوجد لوحة فنية للرسامة المبدعة آلاء يحيى وفيلم سينمائي ومعرض ثقافي وفعاليات على هامش الملتقى بالإضافة لجوائز السحب والوجبات الخفيفة ووجبة العشاء، نعم هو كرنفال وطني شبابي، يستحق الفخر والإعجاب، يُدار بحرفية ومهارة من قبل فريق وطني من شباب وشابات الوطن، لا تتجاوز أعمارهم الثالتة والعشرين ربيعا يؤكدون قدرة وكفاءة أبناء هذا الوطن في صناعة الألق. كثيرة وكبيرة هي التفاصيل والملامح التي يُلامسها كل من يزور هذا الكرنفال الثقافي الرائع، ولكن ثمة حالة من الدهشة اجتاحت كل من حضر أو شاهد الفعالية والبساطة التي غطت على المتحدثين الثمانية، وهم الدكتورة عبير العليان والدكتور هادي فقيهي و محمد الموسى و عبد الرحمن التيماني و بدر الحمود وهديل العيسى و روان الغوينم وفاطمة القديحي. وما أجمل التكريم الأخير الذي طال كل رواد الملتقى من قبل ممثل رئيس الجامعة الدكتور محمد بن محسن السقاف وهو الدكتور خالد الشيخي وعميد شؤون الطلاب الدكتور خالد العنزي. ولأن المساحة هنا ضيقة لذكر أسماء كل فريق تيدكس من طلبة الجامعة وهم 79 عضوا يستحقون كل عبارات الثناء والشكر، وكما يقال ما لا يدرك كله لا يترك جله سأكتفي بذكر القادة وهم سليمان فخري، أحمد الهلالي، عبدالعزيز الأحمدي، شيماء الوادعي، محمد الدوسري، سليمان الدخيل، عمار العمودي، فراس البقشي، عبدالرحمن الناصر، حسام الدين الهوساوي، عبدالعزيز العثمان، تركي المطيري وكذلك المسؤول عن دعوة كتاب الرأي محمد خالد سعود. وأخيرا أقترح على الجامعة بعد هذا التميز أن تكون هناك شراكة لمدة عامين مع TED نتوسع فيها مع دعم المفكرين والباحثين والفنانين وصانعي التغيير في العالم العربي بكل أشكاله وألوانه، وذلك عبر مساعدتهم في نشر أفكارهم مع جمهور أوسع في كل أنحاء العالم.