استطاع فريق من مركز الفلك الدولي متابعة وتصوير «الكوايزر» J0529-4351، الذي يعتبر من ألمع الأجسام الفلكية في الكون، وقد تم التقاطه وتصويره أثناء وصول «الكوايزر» إلى أقصى ارتفاع (نحو 22 درجة) من مرصد الختم الفلكي في أبوظبي، وكان لمعانه من القدر 15.7، والقدر الحدي في ذلك اليوم وفي تلك البقعة من السماء كان 17، وهذه الصورة هي عبارة تجميع عدة صور، ومدة تعريض كل صورة 3 دقائق، ويظهر «الكوايزر» في الصورة على شكل نجم ما بين الخطين الأصفرين، وإن رصد هذا «الكوايزر» والذي يحتاج ضوؤه إلى 12 مليار سنة لكي يصل إلينا يشكل رسالة من الأضواء الخافتة القادمة من الماضي المبكر للكون، ويعطي لمحة فريدة عن طفولة الكون، وفقا لمركز الفلك الدولي.

«الكوايزرات» هي المناطق المتضاغطة حول الثقب الأسود أو الثقوب السوداء في أنوية المجرات النشطة، حيث تقوم الثقوب السوداء بالتهام المادة المحيطة بها، ونتيجة انهيار المادة في مرحلة الالتهام تنبعث منها كميات هائلة من الطاقة والضوء، وتعتبر «الكوايزرات» هي من أكثر الأجرام الكونية سطوعًا، مما يعني أنه حتى الأجسام البعيدة جدا يمكن رؤيتها أو رصدها من الأرض.

ويذكر أن هذا «الكوايزر» قد اكتشف باستخدام التلسكوبات الكبيرة التابعة للمرصد الأوروبي الجنوبي، وأنه ليس فقط من ألمع «الكوايزرات» بل إنه الجسم الأكثر سطوعا الذي تم رصده على الإطلاق، حيث إنه أكثر إضاءة من الشمس بـ500 تريليون مرة، وأن الثقب الأسود في هذا «الكوايزر» حطم الأرقام القياسية، حيث إنه يلتهم مادة كبيرة حوالي نجم بحجم شمسنا كل يوم، ما يجعله الثقب الأسود الأكثر نموا حتى الآن، وتبلغ كتلته 17 مليار مرة من كتلة الشمس وموجود في أنوية المجرات النشطة، وهو يبتعد عنا أكثر من 12 مليار سنة ضوئية، وأن نصف قطر التراكم للثقب الأسود يساوي تقريبا المسافة بين الأرض ونجم ألفا قنطورس، ويعتبر أكبر قرص متراكم في الكون، وأن هذا الاكتشاف المتشكل بعد 1.7 مليار سنة من الانفجار الكوني العظيم، قد يضع النماذج الكونية على المحك وبخاصة نظريات تشكل المجرات والثقوب السوداء العملاقة في الماضي المبكر للكون.