المشهد المحرج والمنفر يبين مدى الحالة السيئة في البيئة السكنية للحي، وقد أوصل سكانه بعد التذمر والتقزز إلى رفع بلاغات وشكاوى لحل هذه المشكلة، بالرغم من أن الحي من المخططات الجديدة، فإنه لم ينل حظه بعد من البنى التحتية والخدمات بما فيها خدمة الصرف الصحي وشفط المجاري، حتى باتت فكرة السكن فيه منفرة.
معاناة مستمرة
يعاني الحي من مشاكل طفح المياه وغرق الشوارع، والروائح السيئة، وتجمع المياه الآسنة الكريهة التي تسبب تجمع الحشرات وانتشارها فضلاً عن التشوه البصري، وتتركز هذه المعاناة على وجه التحديد وبشكل أوضح في النطاق الوسط بين المخطط الجديد وحي النمر الشمالي (حي قرطبة)، وقد طالب أهالي الحي بحلول لهذه المشكلة، ورفع عدد منهم بلاغات لم تنته بنتيجة حاسمة حتى الآن بالرغم من رفعها منذ أكثر من سنة.
يقول محمد الداوود، أحد ساكني الحي، وأحد المتضررين «قدمت أنا وجيراني عدة بلاغات إلى شركة المياه الوطنية، وإلى بلدية المحافظة، لكن الأمر استمر بلا حلول جذرية».
وأضاف «لقد طالبنا بالعمل على حفر شبكة لتصريف المياه من البيوت التي تشتكي من الرائحة الكريهة والحشرات، ومن المياه الآسنة التي تتحول إلى مياه خضراء مليئة بطحالب لزجة تحاصر مداخل البيوت والمباني في الحي».
وأوضح «تأتي سيارات الصرف الصحي مرة في الأسبوع لشفط المياه، مع أن الوضع لا يحتمل معالجته بهذا الشكل المقتصر على مرة واحدة فقط، بل يحتاج إلى أكثر من ذلك حيث لا يخلو شارع يوميًا من مياه الصرف».
حلول مؤقتة
لفت الداوود إلى أن «هناك من وجد حلاً مؤقتا بالتعاقد مع شركات لشفط مياه الصرف بين وقت وآخر، وهو ما يعد حلًّا مكلفًا بحد ذاته، بينما يبقى آخرون خاضعين للأمر الواقع المتمثل بفيضان مياه الصرف التي تغمر الشوارع أمام البيوت».
منازل متضررة
يؤمّن محمد سليسي على كلام جاره الداوود، ويقول «يفتقد الحي لخدمة شفط المجاري، هناك كثير من المنازل المتضررة، وهناك منازل تعتمد اعتمادًا كبيرًا على شفط البيارات (المجاري) على حسابها الخاص، أما سحب المياه عن طريق شركة المياه الوطنية الجهة المسؤولة عن ذلك، فإنه يحتاج إلى مزيد من الصبر».
وأضاف «حاولت مجموعة من ساكني الحي المطالبة بحلول، وتابعت مع شركة المياه، ولكن الرد كان غالبًا هو نفسه، ومفاده أنه تم اعتماد خدمة المجاري والصرف الصحي للحي، وأنه أحد المشاريع القادمة التي تنتظر التنفيذ قريبًا.. ونحن منتظرون».
مشروع وإجراءات
تواصلت «الوطن» مع فرع شركة المياه الوطنية في القطاع الشرقي، ورفعت لهم بلاغ المواطنين ومطالبهم.
وبشأن الخدمات البيئية في الحي، ذكر متحدث شركة المياه فهد الحميدي أن الشركة ضمّنت هذا الحي ضمن أحد مشاريعها البيئية بمحافظة القطيف، حيث تعمل على إنهاء الإجراءات التعاقدية، في الوقت الذي يتم خدمة السكان بنزح البيارات عبر الصهاريج لحين اكتمال منظومة الخدمات البيئية بالحي وربطها بالشبكة العامة.
مشاريع مستقبلية
وكانت شركة المياه الوطنية، ممثلة بالقطاع الشرقي قد أعلنت مطلع مايو الجاري عن البدء في تنفيذ 12 مشروعًا بنحو 1.5 مليار ريال لتعزيز مكونات منظومتها في المنطقة الشرقية بهدف زيادة نسب التغطية بالخدمات، ورفع الضرر البيئي عن سكان 50 حيًا في مدينة الدمام ومحافظات الخبر والقطيف والأحساء وحفر الباطن.
منها 3 مشاريع في محافظة القطيف أحدها بتكلفة تجاوزت 250 مليون ريال لتطوير محطات الرفع القائمة، وتنفيذ خطوط وشبكات صرف صحي بإجمالي طول 52 كيلو مترًا طوليًا، وتطوير 9 محطات صرف صحي قائمة بسعة إجمالية 283 ألف متر مكعب في اليوم، وذلك لإزالة الضرر البيئي عن أحياء: (صفوي-العوامية-حلة محيش-عنك- أم الحمام- سيهات- الجش).
واستمرارًا في تنفيذ مشاريع الخدمات البيئية يأتي مشروع استكمال توسعة محطة المعالجة الثنائية في صفوى بتكلفة تجاوزت 92 مليون ريال بسعة 30.000 متر مكعب في اليوم، لرفع كفاءة المحطة التشغيلية، وتحقيق أفضل معدلات الأداء. وفيما يتعلق بالجانب المائي شرعت الشركة في استكمال تنفيذ مشروع بتكلفة تجاوزت 15 مليون ريال لمد خطوط شبكات مياه بطول 32 ألف متر طولي، مع استبدال المحابس القديمة بأخرى حديثة لخدمة أحياء: (الخويلدية، الجش، حلة محيش، الجارودية، تاروت، سيهات، القديح، التوبي).