فمنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 بقيادة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وسدد خطاه شهدت المملكة نقلة نوعية في جميع المجالات كان من أبرز هذه المشاريع الضخمة مشروع نيوم الذي يعد واحدًا من أكبر وأهم المشاريع العالمية في الابتكار والتطوير المستدام إلى جانب مشروع القدية الذي سيكون واجهة ترفيهية ورياضية عالمية، كما تم التركيز على الطاقة المتجددة من خلال مشاريع مثل مشروع الطاقة الشمسية الأكبر في العالم ، ما يعزز من مكانة المملكة كقوة رئيسية في مجال الطاقة النظيفة. فلقد تجاوزت المملكة العربية السعودية العديد من مستهدفات الرؤية قبل الموعد المحدد وذلك بفضل التخطيط الاستراتيجي والعمل المتواصل والدعم المستمر من القيادة الحكيمة ايدها الله، فالاقتصاد أصبح أكثر تنوعًا واستدامة، كما تم تعزيز القدرات البشرية من خلال التعليم والتدريب وتمكين الشباب والمرأة بشكل غير مسبوق.
اما التطور التكنولوجي فقد شهدت المملكة العربية السعودية قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا وأصبحت اليوم تحتل مكانة ريادية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، و تأسيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ، ما يعكس التزام المملكة بأن تكون مركزًا عالميًا للابتكار الرقمي، إضافةً إلى ذلك تم تسريع التحول الرقمي في القطاع الحكومي، حيث أصبحت العديد من الخدمات الحكومية متاحة إلكترونيًا ، ما يساهم في تحسين جودة الحياة وتسريع الخدمات للمواطنين والمقيمين.
ولا نغفل قوة المملكة ومكانتها العالمية على الصعيد العالمي تواصل المملكة تعزيز مكانتها السياسية والاقتصادية من خلال رئاستها لمجموعة العشرين في عام 2020، وأثبتت المملكة قدرتها على قيادة الملفات الدولية الكبرى، كما تعززت شراكاتها مع دول العالم في مختلف المجالات، كما تواصل المملكة في دبلوماسيتها بالدور الرئيسي في حل الأزمات الإقليمية والدولية من خلال دبلوماسيتها المؤثرة وجهودها الإنسانية.
ولا ننسى تميز وتقدم الجامعات السعودية في مراكز متقدمة عالميًا، ولعل من أبرز الإنجازات في عام 2024 هو تقدم عدد من الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كاوست، وجامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة جازان وغيرها من الجامعات التي احتلت مراكز متقدمة في تصنيفات الجامعات العالمية، ما يعكس التفوق الأكاديمي والبحثي الذي حققته المملكة في هذا المجال. هذا التقدم هو نتيجة للاستثمار في التعليم العالي وتحسين البنية التحتية الأكاديمية بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة لتطوير البحث العلمي.
ختامًا في هذا اليوم الوطني نرفع أكف الدعاء والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله - على ما يقدمانه من جهود جبارة من أجل رفعة الوطن وازدهاره، كما نتوجه بالشكر للقيادة الرشيدة وكل مواطن سعودي يساهم في بناء هذا الوطن العظيم. حفظ الله المملكة العربية السعودية وحكامها وشعبها، وجعل أيامنا القادمة متميزة ومليئة بالإنجازات والنجاحات.