جازان: موسى كليبي

في عمق الطبيعة البكر في منطقة جازان، وتحديدًا شمال شرق محافظة أحد المسارحة، يتوارى واديًا ساحرًا بين الجبال الشاهقة، ينساب في هدوء حاملا عبق التاريخ وروعة المشهد الطبيعي، في تناغم قلّ نظيره. إنه وادي «مسلة»، أحد الكنوز الطبيعية التي لا تزال تنتظر أن تُكتشف بما يليق بمكانتها.

وبين جمال التضاريس وتدفق السيول والقرى الريفية الأصيلة، تنبع فرص سياحية وتنموية واعدة، تشكّل رافدًا مهمًا نحو تنويع مصادر الدخل وتنمية السياحة البيئية.


لوحة طبيعية

يشق وادي «مسلة» - المعروف محليًا بوادي «الخمس» - طريقه بين الجبال والسهول، ليشكل لوحة طبيعية تأسر الزوار بجمالها، خصوصًا في مواسم الأمطار والطقس المعتدل، حيث يتحول المكان إلى مقصد سياحي محلي يجمع بين الجاذبية الطبيعية وسهولة الوصول.

ويمر الوادي محاذاة طريق رئيسي يربط محافظتي أحد المسارحة والعارضة، ما يمنحه موقعًا إستراتيجيًا يعزز من قيمته السياحية والحركية، ويجعله مهيّئا ليكون نقطة التقاء بين الطبيعة والمشروعات التنموية المستقبلية.

مصب 4 أودية

يشكل وادي مسلة نقطة التقاء طبيعية لعدد من السيول التي تتدفق من الجبال المحيطة به، أبرزها سيل «الديك» المنحدر من جبل «معكم»، وسيل «الرواكب» القادم من جبل «العاصم»، إضافة إلى سيل وادي «جبران» الشهير، وسيل «نميرة» المتدفق من جبل «طحنان» الذي يُعد أحد أكبر الجبال في المنطقة.

هذا التنوع الجغرافي يجعل من الوادي مركزًا حيويًا للمناظر الخلابة والتجارب البيئية الفريدة.

قرى ريفية

تحيط بالوادي قرى صغيرة تنبض بأصالة الحياة الريفية، مثل «المرواغ»، «المرماد»، و«الصفو»، ويعتمد سكانها على تربية الإبل والأغنام كمصدر دخل رئيس، في نمط معيشي يعبّر عن ارتباطهم العميق بالأرض والطبيعة، ويشكل عنصر جذب إضافي لعشّاق السياحة الثقافية والريفية.

بنية تعزز الاستثمار

رصدت جولة «الوطن» توفر بنية تحتية جيدة في منطقة الوادي، تشمل طريقًا يمتد لأكثر من 10 كيلومترات، يربط بين قرية الجعدية وقرى المصقع وحصامة المحازرة. كما تتوفر خدمات الكهرباء والاتصالات والإنترنت، ما يعزز من فرص الاستثمار السياحي والبيئي، ويجعل الوادي مؤهلًا لاستقبال مشاريع تنموية دون الحاجة إلى تجهيزات ضخمة.

وجهة سياحية مستدامة

يمتلك وادي مسلة كافة المقومات اللازمة لتحويله إلى وجهة سياحية مستدامة، إذ تتناسب طبيعته الجغرافية مع أنشطة مثل التخييم، الرحلات الجبلية، وإنشاء مرافق ترفيهية بيئية.

ومع إيلاء الحكومة أهمية كبرى لتطوير السياحة الداخلية وتحفيز الاستثمارات في المناطق ذات الخصوصية البيئية والجاذبية الطبيعية فإن الوادي بما يمتلكه من مقومات يحقق إمكانية التحول إلى وجهة سياحية مستدامة، وهو يحتاج فقط إلى عين تخطيطية ورؤية استثمارية شاملة ليتحول إلى مركز جذب سياحي وتنموي يخدم المنطقة وسكانها. فالموقع بما يتمتع به من جمال فطري وموارد متاحة، مرشّح بقوة ليكون إحدى المحطات البارزة على خارطة السياحة الوطنية.

وادي مسلة

1. الموقع الجغرافي

شمال شرق محافظة أحد المسارحة

يمر عبر طريق يربط أحد المسارحة بالعارضة

سهل الوصول عبر شبكة طرق ممهدة

2. الأودية المغذية

سيل الديك (من جبل معكم)

سيل الرواكب (من جبل العاصم)

سيل وادي جبران

سيل نميرة (من جبل طحنان)

3. القرى المحيطة

المرواغ

المرماد

الصفو

سكانها يعتمدون على تربية الإبل والأغنام

4. الخدمات الأساسية

طريق ممهد بطول يزيد عن 10 كيلومترات

كهرباء متوفرة لجميع المنازل

برج اتصالات يدعم الإنترنت والهواتف

5. الفرص الاستثمارية

مشاريع تخييم ومخيمات بيئية

مسارات مشي وتسلق جبلي

مطاعم ومقاهٍ ذات طابع ريفي

منتجعات بيئية متكاملة

رحلات استكشافية للمجاري المائية

6. القيمة السياحية

مناظر طبيعية خلابة

مناخ معتدل في مواسم الأمطار

قابلية عالية للترويج ضمن السياحة الداخلية