لكن موز ذي عين مر بعدة انهيارات، كادت تقضي عليه، وتجعل مصيره الاندثار، قبل أن يتم إنقاذه بمشروع استصلاح تم العمل عليه منذ 3 سنوات، حيث تم استصلاح أكثر من 10 آلاف متر مربع مزروعة الآن بالموز البلدي.
الموز نبات حساس
يقول الخبير الزراعي عبدالرحمن العمري الذي استصلح هذه المساحة المزروعة بالموز «كانت هناك أسباب لاندثار موز قرية ذي عين، ومنها القرود، وهو ما دفع المزارعين إلى استبدال الموز بالكادي الذي لا تأكله القرود».
وأضاف «الموز نبات حساس، وحتاج إلى عناية خاصة، ودعم بالعناصر والأسمدة، وهي مكلفة على المزارع».
وتابع «من الأسباب التي أدت إلى هجرة الأهالي زراعة الموز الرياح الموسمية التي تؤدي إلى سقوط أشجار الموز».
وعن خطة الإنقاذ التي نفذها، قال «تواصلت مع بعض ملاك الحوزات الزراعية المندثرة، وشرحت لهم خطتي التي وضعتها عام 2021، وفي مرحلة استصلاح الحوزات استصلحت مساحة 6000 متر في أول سنتين من عام 2021 إلى 2023 وزرعتها بالموز. وقد واجهتني كثير من التحديات ومنها صعوبة الحصول على شتلات الموز، وصعوبة نقل الحجارة بسبب اندثار حداد (جدران) المزارع بسبب الأمطار والسيول، ومازلت أعاني من هذه المشكلة، وخلال السنوات الـ3 الماضية كان التركيز على إنتاج شتلات الموز، ولله الحمد تم إنتاج ما يقارب 400 شتلة، وتم استصلاح حوالي 10000م بشتلات الموز الأصيل الذي ينتمي لقرية ذي عين».
تجاوز الأزمة
يؤكد العمري أنه تمت مرحلة الخوف من اندثار الموز البلدي الأصيل، وقال «أثناء العمل والبحث فيما يتعلق بالزراعات ذات الأصول الوراثية لقرية ذي عين وجدنا بعض الحجج والوثائق التي تثبت زراعة البن بالقرية التي يعود عمرها لأكثر من 165 سنة، ولله الحمد بدأنا زراعة البن بدعم من إمارة المنطقة ووكيل الإمارة عبدالمنعم الشهري، الذي حرص على أن تكون هناك خطة للتشجير، ووكيل الإمارة للشؤون التنموية المهندس جديع القحطاني، ومن فرع وزارة البيئة والمياه، ونجحت الزراعة وأنتجنا وحصدنا، حيث تمت زراعة الشتلات الأمهات والعناية بها لمدة 9 إلى 10 أشهر، وخلال هذه الفترة تكون الأمهات أنتجت شتلات صغيرة، يكون عمرها ما بين 3 أشهر و4 أشهر، وتكون جاهزة لفصلها عن الأم ونقلها إلى مكان آخر».
طريقة العمل والكيفية
ذكر العُمري أنه تلقى بعض الدعم خلال تنفيذ خطته من العائلة والملاك وبعض الأقارب، وقال «في السنوات الأولى كانت الجهود فردية، بينما في العام الماضي دعمتني جمعية ذي عين التعاونية بـ400 شتلة موز، وفرع الزارعة والبيئة والمياه بـ1100 شتلة بن، ووضعنا جدولة لزراعتها بما يتناسب مع نظام الأطواف (سقيا الماء) بالقرية، وقد تولت أمانة الباحة نقل الشتلات ونظافة الممرات وغيرها».
احتياجات
يبين العمري أن مزارعي قرية ذي عين لم يتلقوا أي دعم مالي من أي جهة، وقال «نطالب بالنظر إلى وضعنا بحيث لا تندثر مزارعنا، وكل الدعم الذي حصلنا عليه شتلات فقط، بينما نحتاج دعم لشجرة الموز والكادي كونها هوية للمنطقة، ومن الزراعات الأصيلة في القرية، حتى نتمكن من زيادة الإنتاج، كما نحتاج إلى دعم لإعادة تأهيل المدرجات الزراعية واستصلاح المزارع المندثرة».
وأوضح «من ضمن الزراعات التي نحرص على عدم اندثارها البُن، وقد حصلنا على وثيقة قديمة يعود تاريخها إلى 270 سنة، ووثيقة أخرى يعود تاريخها إلى 165 سنة، كما يوجد لدينا نوع من أنواع الحمضيات وهو الليمون الحلو ذو المذاق اللذيذ الذي نعمل على إنتاج شتلاته حتى لا يندثر».
جهود رسمية
في إطار جهود وزارة البيئة والمياه والزراعة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة، تمت زراعة 1100 شتلة بن في قرية ذي عين، وذلك لدعم المزارعين وتشجيع زراعة البن في المنطقة، التي تتميز ببيئتها المناسبة لهذا المحصول الحيوي.
وأكد، مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة فهد مفتاح الزهراني لـ«الوطن» أن هذه المبادرة أطلقها أمير منطقة الباحة، وأفاد بدعم المزارع في قرية ذي عين بمشروع دعم المدرجات الزراعية الذي يهدف إلى إعادة تأهيل الأراضي الزراعية، وتحسين إنتاجيتها، مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي وزيادة دخل المزارعين.
وأضاف الزهراني «تعمل الوزارة على تقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين، إضافة إلى استخدام تقنيات حديثة لتحسين جودة الإنتاج وضمان استدامة المحاصيل»، مشيرًا إلى أن الاهتمام بزراعة البن يأتي تماشياً مع رؤية المملكة في تعزيز المنتجات الزراعية المحلية ذات الجودة العالية.
وأوضح أن قرية ذي عين تُعد واحدة من أبرز المناطق الزراعية في المملكة، حيث تتميز بتربتها الخصبة ومناخها الملائم لزراعة البن، مما يجعلها بيئة مثالية لتنفيذ مثل هذه المشاريع التي تدعم التنمية الزراعية والاقتصاد المحلي.
واختتم بأن «الدعم كان فقط للبن دون الموز».