وتقلد الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، جاء الأمير الشاب يحمل أحلاماً ورؤى ووطناً يفوق التصورات، ورؤية وطن يصعب تحقيقها في ظل راهنٍ يشبه إلى حد بعيد خيلاً قوياً جامحاً مكبلاً بالسلاسل، في حجرة من مرايا صدِئة، فكسر القيود وأخرجنا من قوقعة إدمان النظر لأصابع أقدامنا، والاعتقاد المزيف بخصوصية كانت تشد عباءة الوطن للوراء؛ كي لا يتجاوز مسقط نظرِه، وألا ينفتح على سواه، ففكّ وثاق الجياد الحالمة بوطن مختلف، وعبر بأحلامنا لمعارج الضوء.
وحطم محمد بن سلمان أفكار الظلام وخونة الأحلام، وجفف مستنقعات نقيق الضفادع، وأجهض حمل كل المآلات السوداء التي كان ينتظرها المتربصون بالبلاد على صفيحٍ ساخنٍ من الكراهية، أولئك المتشبثون بأجندات الخراب، الذين عطلوا ساعاتنا وغيّبوا أحلامنا وصادروا فينا الوطن، وضع محمد بن سلمان رؤيته العملاقة الحالمة (2030) فكانت البوصلة التي احتشد الجميع باتجاهها، وفكّ ودوزن الخطى العشواء المُثقلة بقيود المستحيل، كانت الرؤية(2030) حلماً عملاقاً وخارطة للإصلاح والتطوير، قاد بها الأرض والإنسان بهمة للقمة، فغيّر ما توهمنا أنه ثابت لا يتحول، وأطلق الإنسان السعودي أفئدة وأفكاراً في سباق لا يتوقف لتحقيق الأحلام التي أُختُطِفت زمناً طويلاً،
وفعّل مقدرات الوطن الكبيرة التي كانت تنام على ضفافه ملء عيون الحاسدين بهجة، وغصة في حناجر الحالمين، وبنى التحالفات الإستراتيجية مع الدول الكبرى لمصلحة الوطن، فصنع وطناً شامخاً متعالياً بسمو بمقدراته المذهلة، وحاشداً لطاقات شبابه في ورشة عمل كبرى، بامتداد خارطة اخضرار النوايا والرؤى وفي كل اتجاهات السمو،
وها نحن اليوم في احتفالاتنا بيومنا الوطني (95) نفخر بوطن هو الأكثر والأسرع نمواً على مستوى العالم، وطن يهرول إليه المختلفون معه قبل الأصدقاء لمد جسور التوافقات، وحل الخلافات، يحتفل السعوديون اليوم بوطن قفز إلى مراتب متقدمة جداً في مؤشرات النمو واستدامة التنمية وجودة الحياة ومختلف المؤشرات العالمية الدالة على كفاءة وقوة الأداء الحكومي.
وها هي ذي المملكة العربية السعودية تقود العالم لإنسانية أرحب وفق منظورها العميق سياسياً واقتصادياً وتنموياً. يحتفل السعوديون اليوم بوطن أذهل العالم بتجربته الخاصة في التطوير و الإصلاح والنمو، ورؤيته العملاقة التي نجحت في تحقيق الكثير من مستهدفاتها قبل أوانها، حتى غدت التجربة السعودية إلهاماً لدول العالم، الساعية نحو الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة وجودة الحياة.
يحتفل السعوديون اليوم بوطن يحتضن في عاصمته مختلف المناسبات الدولية بنجاح لافت، الرياض التي صارت مقصداً عالمياً للفرقاء والمتوافقين على حد سواء، وباتت السعودية وسيطا موثوقاً ومحايدا لحل الخلافات الدولية حتى بين الدول العظمى، وتأتي ذكرى يومنا الوطني المجيد الخامسة والتسعين ونحن نشهد في كل يوم خطوة واسعة باتجاه الحلم الكبير ومنجزاً وارفاً للفخر، يجعل كل مواطن سعودي يفخر بوطن شامخ وقيادة عظيمة جعلت همها الأول رفعة الوطن وأمن ورفاه المواطن.
إنها المملكة العربية السعودية قصة القرن وحكاية لمجد طارفٍ وتليد.
كل عام وأنت يا وطني ضياء للإنسانية وإلهام لحضارات البشر، ودمت يا وطني عزيزاً شامخاً، لا يطالك اللئام، ولا يفتّ في عضدك الأقزام.
كل عام وأنتم سعوديون في وطنٍ عزيز آمن مستقر.