ترتكب كثير من عربات بيع الآيسكريم والأطعمة السريعة شرط تركيب كاميرات المراقبة الذي ورد في نظام استخدام كاميرات المراقبة الأمنيَّة، وسط تذمر كثير من مرتادي الواجهة البحرية في جدة من تدني مستوى النظافة، والمخالفات الصحية الجسيمة المهددة لسلامة المستهلكين التي تخلفها تلك العربات.

وتجد هذه العربات إقبالا من الأطفال والشباب، لسهولة الوصول إليها، ولأسعارها المنخفضة، لكن واقعها يعكس غياب الاشتراطات الصحية التي يفترض أن تلتزم بها.

مطالبة بالرقابة


يشدد محمد الغامدي على أنه يُلاحظ في العربات المتنقلة وجود عمالة لا تلتزم بالنظافة الشخصية، فملابسهم تفتقر للنظافة، كما أن الآلات التي يستخدمونها لصنع الآيسكريم قديمة فقيرة النظافة مما يجعل هذه العربات مكان ملائماً لتوالد البكتيريا والفطريات التي قد تصيب الإنسان بأمراض خاصة في الجهاز الهضمي.

وطالب بأن تكون هناك رقابة صارمة على تلك المركبات من البلديات، وتطبيق لائحة البلدية التي تلزم أصحاب المركبات بوضع كاميرات مراقبة حتى تتم مراقبة العامل للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية لحماية المستهلكين والأطفال.

أدوات ملوثة

بدوره، يوضح سعيد الشهري أن «المركبات المتنقلة تستخدم أدوات ملوثة، وتخزن الأطعمة في درجات حرارة غير مناسبة بثلاجات قديمة، إضافة إلى تعرض المواد الغذائية لأشعة الشمس المباشرة والغبار نتيجة عدم الحفظ بطرق سليمة، كما تفتقر عدد من هذه العربات إلى التراخيص الرسمية، فضلاً عن غياب الفحوص الطبية للعاملين فيها، الأمر الذي يثير مخاوف من انتقال الأمراض المعدية والتسمم الغذائي».

وتبدو هذه الظاهرة مقلقة لكثيرين يطالبون بفرض رقابة صارمة، واتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الجهات المعنية، تضمن تطبيق معايير الصحة والسلامة، حفاظاً على صحة المجتمع، خصوصاً مع الإقبال الكبير على منتجات هذه العربات خلال المواسم والأعياد التي تقدم خدمات مهمة، لكن بعض باعتها لا يهتمون بالنظافة.

شرط النجاح

من جانبه، يؤكد جميل أحمد، وهو صاحب عربة متنقلة لبيع الآيسكريم أن «العربات المتنقلة يمكن أن تكون مشروعاً ناجحاً ومفيداً إذا ما التزمت بالقوانين والاشتراطات البلدية، وتم توفير برامج توعية وتدريب للعاملين».

وأشار إلى أن «الأطعمة المباعة على تلك العربات تكون سريعة التلف، مثل منتجات الألبان واللحوم التي تحتاج إلى درجات حرارة معينة للحفاظ على سلامتها، وإهمال هذه الاشتراطات قد يؤدي إلى حالات تسمم غذائي خطيرة».

عمل عشوائي

يصر عبدالله الأحمدي، وهو صاحب عربة مرخصة على أن كثيراً منهم ملتزمون بالتراخيص والاشتراطات الصحية، لكنه قال «مع ذلك هناك من يعمل بشكل عشوائي ويشوه سمعة الجميع. ونحن نطالب بتمييز العربات المرخصة عن غيرها، وفرض عقوبة صارمة على من يقوم بتجهز مركبة لبيع الأطعمة أو الآيسكريم دون ترخيص، أو مع وجود ترخيص لكنها تفتقر للنظافة والاشتراطات الصحية».

النظام غير واضح

أما إبراهيم الشهري، فأكد عبر منصة «بلدي» وهو صاحب مركبة متجولة للبيع، فقال «لا يوجد لائحة واضحة. البلدية تغرمنا، وقد تفرض غرامات على العمال تكون غير واضحة، أو أحيانا لأسباب لا تذكر».

وأضاف، «هناك عدة لوائح، منها لائحة مكتب العمل، ولائحة هيئة الدواء والغذاء، ولائحتان للبلدية، وكل فترة تزيد لائحة، ونحن نطالب باختصار تلك اللوائح بلائحة واحدة حتى نعرف كأصحاب للمركبات المتجولة ما لنا وما علينا، وحتى لا يأتي مراقب ويفرض عدة مخالفات هدفه منها تحقيق ما يراه إنجازاً على حساب أصحاب المركبات دون إنذار ودون أي توجيه مسبق».

ضعف الوعي

يرى مختصون في الشأن الاجتماعي أن انتشار العربات المتنقلة بطرق عشوائية، وافتقار بعضها للنظافة، لا يشكل تهديداً صحياً فحسب، بل يعكس أيضاً ثقافة استهلاكية غير واعية لدى بعض أفراد المجتمع. فالإقبال الكبير على شراء منتجات هذه العربات، على الرغم من وضوح المخالفات يدل على ضعف الوعي بأهمية اختيار الطعام الصحي والآمن.

ويؤكد الباحث الاجتماعي المستشار فهد صالح أن «المسؤولية لا تقع على الجهات الرقابية وحدها، بل تمتد إلى دور الأسرة في توعية الأطفال والشباب بضرورة الحذر من شراء الأطعمة من مصادر غير موثوقة، إضافة إلى مسؤولية المجتمع المدني في دعم المشاريع النظامية وتشجيعها على حساب الممارسات العشوائية وتشمل عدة مخالفات منها مخاطر صحية محتملة».