وتعد السدود من أفضل الطرق والتقنيات المناسبة لحصاد مياه الأمطار، بناءً على الخصائص المناخية للمملكة، وكميات وتوزيع الأمطار، حيث يصل عدد السدود القائمة في المملكة إلى (574) سدًّا، يبلغ إجمالي سعتها التخزينية التصميمة 2.6 مليار متر مكعب.
وتعد مياه الأمطار من أفضل أنواع المياه وأنقاها، وتعمل دول عدة على تجميعها بشكل مستمر للاستفادة منها في الزراعة أو في أغراض أخرى.
وحصاد أو تجميع مياه الأمطار ليس مفهوما جديدا، وهو يعني ببساطة تجميع المياه في المناطق التي تتمتع بانهمار مطري، وتخزين المتجمع منها ليستفاد من استخدامه في وقت لاحق.
تجميع في الأرياف
يلجأ عدد من الأرياف إلى تجميع المياه عبر أسطح المباني، حيث تجمع في خزانات خاصة تستخدم للاستهلاك المحلي.
ويمكن جمع مياه الأمطار في المدن والضواحي، من خلال توجيه التدفق عبر مزاريب، ومن ثم إلى أماكن التخزين، ويعد هذا الخيار ناجعا وجديرا بالاهتمام.
ولجمع الأمطار عن أسطح المباني فإن هذه الأسطح تبنى بطريقة مائلة، حتى تسمح للمياه بالانحدار من جوانب المنزل، ويتم تركيب مزاريب وأنابيب جانبية تتصل بخزانات مخصصة لتجميع المياه بها، وهذه الأمطار لا تحتوي على أي نوع من الترسبات الضارة، فضلا عن أنها تحتوي على نسب بسيطة من الأملاح المعدنية، وتحتوي على نسب مرتفعة من النيتروجين.
وتستخدم المياه المجمعة بهذه الطريقة في الأغراض المنزلية مثل التنظيف وسقاية المزروعات وسقي الماشية.
ويمكن لمياه الأمطار التي تم جمعها من فوق أسطح المنازل أن تسهم في تعزيز مستوى المياه الجوفية وزيادة المساحات الخضراء. ويمكن استخدام الفائض من مياه الأمطار في تعزيز مستوى المياه الجوفية وتسمى هذه العملية (إعادة تغذية المياه الجوفية).
أنظمة متعددة
هناك عدة أنواع من أنظمة جمع مياه الأمطار، تتراوح بين نظام منزل بسيط، إلى نظم صناعية معقدة. والمعدل الذي يمكن جمع المياه من أي نظام يعتمد على مساحة المنطقة المستغلة، وكفاءتها، وشدة هطول الأمطار (أي كمية الأمطار السنوية (ملم سنويا) × متر مربع من منطقة التجمع = لتر لكل محصول السنة) ويجب تغطية (صهاريج - برك) التخزين لمنع تكاثر البعوض والحد من التبخر، والتلوث ونمو الطحالب. وأن تكون كبيرة بما يكفي لتحمل تدفقات الذروة، ويمكن أن تكون مصنوعة من المعدن أو البلاستيك.
وتلعب خفة الوزن، والتصميم الجيد للوحدات، دورا مهما في سرعة وأمان ورخص تركيب الصهريج الذي يجب أن يكون جزء منه مكشوفا لجمع الماء مع ضرورة معالجة المنطقة خوفا من تسرب الملوثات والجراثيم، وقد تكون هذه الصهاريج إما بباطن الأرض أو على سطحها.
فوائد الحصاد المائي
يحقق الحصاد المائي عدة فوائد، حيث يقلل الاعتماد على أنابيب المياه، ويخفض استهلاك المياه الرئيسة مما يؤدي إلى خفض تكاليف الصرف المائي، وتوفير المياه الصالحة للشرب للمستقبل.
ويمكن عن طريق الحد من الجريان السطحي لمياه الأمطار حماية الملكية عبر تقليل احتمالات حدوث فيضانات في المناطق الحضرية تضر بالممتلكات.
كما تزيد هذه المياه من نسب العشب الأخضر والحدائق، إذ إنها تساهم في ري المزروعات والمساحات الخضراء.
وتشكل عملية جمع مياه الأمطار عن أسطح المنازل ضمانة لمنع تلوث تلك المياه الناتج عن اختلاطها بملوثات التربة، فضلا عن أن اعتراض المياه الساقطة من مكان مرتفع يُسَهِّل عملية جمعها، ويزيد كميتها، ويقلل من الفاقد المائي على الأرض وبداخل التربة.
وتعتبر الأسطح الإسمنتية من أفضل الأسطح لجمع مياه الأمطار، وذلك من ناحية كمية المياه التي يمكن جمعها منها، والمحافظة على نظافتها، وبالتالي نظافة الماء. بحيث يكون السطح محميا من التلوث الناتج عن مخلفات الحيوانات والطيور والغبار.
ويعد استعمال المِزْراب من أفضل الطرق لنقل مياه المطر من موقع الجمع إلى موقع التخزين، إلى البئر، مع وضع شبكة أو مصفاة، عند فتحة انسياب الماء أو عند فتحة المزراب، وذلك لتفادي مختلف أنواع الملوثات، مثل البلاستيك والحجارة والورق وأوراق الشجر.
إستراتيجيات للجمع
أشارت الوزارة إلى أنها عملت على عدة برامج وإستراتيجيات للاستفادة من حصاد مياه الأمطار؛ منها مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وحصاد مياه الأمطار، التي نفّذت عددا من المشاريع في عسير والباحة والطائف وجازان لخدمة الأغراض الزراعية، إضافة إلى وضع شروط وضوابط لاستخدام مصادر المياه السطحية، وأعدت دليلًا فنيًا هندسيًا وإجرائياً للتوسع في مشاريع أخرى لحصاد مياه الأمطار.
كما قامت بإجراء دراسة تفصيلية لتحديد أفضل تقنيات حصاد مياه الأمطار، والمواقع الواعدة للحصاد في عددٍ من المناطق.