نفذ المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بالتعاون مع برنامج استمطار السحب، مبادرة نثر البذور وحصاد مياه الأمطار؛ بهدف تأهيل وتنمية الغطاء النباتي في 33 موقعًا تتوزع على مختلف مناطق المملكة.

ويمثل هذا التعاون نموذجًا متقدمًا للتخطيط البيئي المتكامل، إذ رُبطت بيانات المواقع المستهدفة لإعادة التأهيل مع خرائط عمليات استمطار السحب، بما يضمن توجيه الجهود نحو المناطق ذات الأولوية، وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة، وتهيئة الظروف المثلى لتحسين فرص إنبات البذور، وتعزيز نمو النباتات.

وتستهدف المبادرة إعادة تأهيل مساحات واسعة من الأراضي المتدهورة عبر نثر نحو 80 طنًا من بذور النباتات الرعوية المحلية ذات القيمة البيئية والاقتصادية، وذلك باستخدام 40 نوعًا منها اختُيرت وفق أسس علمية.


وتشمل المواقع المستهدفة مناطق: الجوف، والحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، والرياض، والمنطقة الشرقية، وعسير؛ بما يضمن تغطية جغرافية واسعة وتنوعًا في البيئات الطبيعية.

3 أهداف

وضع المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر 3 أهداف لربط حصاد مياه الأمطار ونثر البذور وربط برنامج استمطار السحب، حيث يسعى البرنامج التعاوني إلى ربط بيانات المواقع المستهدفة لإعادة التأهيل مع خرائط عمليات استمطار السحب، وتعظيم الاستفادة من الموارد المائية المتاحة، وتوجيهها للمناطق ذات الأولوية، وتوفير الظروف المثلى لإنبات البذور ونمو النباتات.

وتأتي هذه المبادرة بمشاركة وثيقة بين المركز وبرنامج استمطار السحب ضمن عدد من المبادرات التي ينفذها المركز لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، بهدف إعادة تأهيل أراضي المراعي الطبيعية ومكافحة التصحر، والحد من زحف الرمال، وتحسين خصوبة التربة وقدرتها على الاحتفاظ بالماء، وتعزيز التنوع الأحيائي عبر تهيئة موائل ملائمة للنباتات المحلية، وإعادة الحياة الفطرية، إلى جانب الإسهام في تعزيز الأمن الغذائي من خلال تحسين المراعي الطبيعية.

تزامن مع الموسم

قد أطلق المركز مبادرة «تأهيل المراعي الطبيعية بنثر البذور» في 33 موقعًا بعدد من مناطق المملكة، بالتزامن مع دخول موسم الأمطار؛ وذلك بهدف تحسين جودة التربة، وتنمية الغطاء النباتي، وتعزيز الاستدامة البيئية.

وتبدأ المبادرة من منطقة الجوف، على أن تمتد لتشمل المناطق الأخرى المستهدفة. وتتم عملية التأهيل عبر نثر بذور الأنواع النباتية المحلية باستخدام أحدث الآلات والمعدات.

يأتي ذلك ضمن جهود المركز للإسهام في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء نحو زراعة 10 مليارات شجرة؛ حيث يُعد نثر البذور من الوسائل الفعالة لتأهيل الأراضي المتدهورة، وتحسين إنتاجيتها، من خلال النثر المباشر لبذور النباتات البرية والرعوية الملائمة لكل نظام بيئي.

وجاء ذلك بعد تنفيذ المركز عمليات جمع بذور النباتات الرعوية، التي شملت أكثر من 80 طنًا منذ بداية العام الحالي، شملت 40 نوعًا نباتيًّا محليًّا، من أبرزها: الغضا، والأرطى، والطلح النجدي، والسلم، والسدر البري، والعرفج، والسمر، والرمث، والضمران.

كما يعمل المركز على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها وتأهيل المتدهور منها حول المملكة، والكشف عن التعديات عليه، ومكافحة الاحتطاب، بالإضافة إلى الإشراف على أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، ما يعزز التنمية المستدامة، ويسهم في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء.