ويعد تطبيق الأبعاد الثمانية هذه ميزة تنافسية بحد ذاتها. ومن مخرجاتها تحقيق رضا العملاء، وتحسين سمعة المنظمة المنتجة وتقليل التكاليف، وزيادة الربحية، والتميز التنافسي الذي من شأنه أن يبنى للمنظمة اسما في عالم التميز، الذي ينعكس على المنافسة في عالم الأعمال. فعلى سبيل المثال وفي تصميم وإدارة البرامج التعليمية التدريبة أو التخصصية المهنية يمكن تطبيق أبعاد الجودة لضمان تقديم تعليم أو تدريب ذي جودة عالية. ففيما يتعلق بالأداء يجب أن يحقق البرنامج أهدافه التعليمية مثل إعداد المنتسبين للبرنامج لاحتياجات سوق العمل وتنمية المهارات المهنية. أما على صعيد المميزات والخصائص، فيشمل ذلك تقديم كل ما من شأنه تنمية المهارات البشرية والقدرة المعرفية والمهارات العملية من خلال فرص التدريب العملي.
كذلك يجب أن يكون البرنامج قادرا على تقديم المستوى المطلوب من الجودة عبر سنوات ودورات متعددة دون تفاوت في الأداء. ويجب أن يتوافق مع المعايير الوطنية والدولية. أيضا تقاس قدرة البرنامج على الاستمرار والتطور في ظل المتغيرات التكنولوجية والاقتصادية مع الحفاظ على جودته. كما أن سهولة التسجيل وتوفر الدعم اللوجستي وسرعة الاستجابة وتوفير مصادر تعلم متنوعة تضمن تحقق مبدأ سهولة الاستخدام. أما على مستوى جاذبية البيئة التعليمية فتصميم القاعات وواجهات الأنظمة الإلكترونية والمطبوعات له أثر بالغ في تحقيق هذا البعد. ويرتبط انطباع المستفيدين من الطلبة وأولياء الأمور والمجتمع أيضا عن البرنامج من خلال تعزيز الحملات الإعلامية المنظمة والمنتظمة وقصص النجاح والتقييمات المستقلة.
الجودة هي حجر الأساس في نجاح أي مشروع وبخاصة في المجال التعليمي، ومن خلال تعريفات الجودة الثلاثة والأبعاد الثمانية يمكن للمؤسسات التعليمية تصميم وتنفيذ وإدارة برامج تلبي احتياجات سوق العمل وتحقق التميز وتضمن استدامة الأداء العالي في التعليم، وتطبيقها بشكل منهجي علمي يسهم في بناء بيئة تعليمية محفزة، ويعزز مكانة المنظمة أو المؤسسة التي تقدم البرنامج في المجتمع المحلي التي تنتمي إليه أولا، ثم على المستوى الوطني والدولي بعد ذلك.