وافق مجلس الوزراء في اجتماعه الثلاثاء، على انضمام المملكة العربية السعودية إلى المجموعة الاستشارية للمانحين لدى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (بعضوية كاملة).. ويعّد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكبر شبكة إنسانية في العالم تدعم الأمانة العامة للاتحاد الدولي للعمل المحلي لجمعيات للصليب الأحمر والهلال الأحمر في أكثر من 191 دولة، حيث يعمل نحو 16 مليون متطوع من أجل خير الإنسانية.

الاستجابة للكوارث

يعمل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر قبل وأثناء وبعد حدوث الكوارث وحالات الطوارئ الصحية لتلبية الاحتياجات، وتحسين حياة الأشخاص المعرضين للخطر، وهو منظمة ذات عضوية دولية توّحد 191 جمعية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وتدعمها من خلال أمانة عامة عالمية.


ويصل الاتحاد إلى 160 مليون شخص كل عام من خلال الخدمات طويلة الأجل وبرامج التنمية والاستجابة للكوارث. كذلك، يعمل على تحسين المعايير الإنسانية العالمية وإقناع القادة بالعمل لمصلحة الأشخاص الاكثر ضعفًا.

وتكمن قوة الاتحاد في شبكة المتطوعين، والخبرة المجتمعية، ولديه التزام بإنقاذ الأرواح وتغيير الأفكار، مسترشدًا باستراتيجية 2030 الخاصة بالاتحاد، وهي خطة عمل جماعية لمواجهة التحديات الإنسانية والإنمائية الرئيسية لهذا العقد.

ومن خلال عمل الاتحاد يتم تمكين المجتمعات لتكون آمنة وبصحة جيدة، وتقليل مواطن الضعف، وتعزيز صمود الناس أمام الأزمات والتحديات وتعزيز السلام في جميع أنحاء العالم.

الشفافية والحيادية

تتواصل مسيرة المملكة العربية السعودية الإغاثية الإنسانية والخيرية منذ نشأتها وحتى العصر الحالي بعطاءٍ سخي وعزم لا يلين ومبادئ ثابتة، إذ قدمت المملكة مساعدات إنسانية وتنموية تجاوزت 141 مليار دولار أمريكي، ونَفّذت ما يزيد على 7.983 مشروعًا في 173 دولة، مما رسّخ مكانتها بين أكبر الدول المانحة على مستوى العالم.

وفي خطوة لتعزيز هذا الدور الإنساني أنشأت المملكة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتاريخ 13مايو 2015 م بمبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ليكون الذراع الإنساني للمملكة في الخارج، مستندًا على مبادئ الشفافية والحيادية والاحترافية في أدائه، حيث نفذ المركز منذ تأسيسه 3.612 مشروعًا إغاثيًا وإنسانيًا في 108 دول، بقيمة تتجاوز 8 مليارات و141 مليون دولار أمريكي، استفادت منها ملايين الفئات المحتاجة دون تمييز.

إيصال المساعدات

في سياق دعم الشعب الفلسطيني الشقيق، حرصت المملكة على إيصال المساعدات إلى قطاع غزة للتخفيف من الظروف القاسية وأزمة المجاعة الكبيرة التي يشهدها القطاع، في ظل استمرار الحرب وتعقّد الوضع المعيشي للكثير من الأسر، حيث سيّر المركز جسرًا جويًا وآخر بحري وصل منه حتى الآن 58 طائرة و8 سفن، حملت أكثر من 7.180 طنًا من المواد الغذائية والطبية والإيوائية، كما جرى تسليم 20 سيارة إسعاف لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ووقّع المركز اتفاقيات مع منظمات دولية لتنفيذ مشاريع إغاثية داخل القطاع بقيمة 90 مليونًا و350 ألف دولار، إضافة إلى تنفيذ عمليات إسقاط جوي بالشراكة مع الأردن لتجاوز إغلاق المعابر وتأمين وصول المساعدات.

مساعدات طبية وإيوائية

في إطار مساندته للشعب السوري الشقيق سيّر المركز جسورًا جويّة وبريّة للجمهورية العربية السورية تحمل على متنها مساعدات غذائية وإيوائية وطبية لتقديمها للمتضررين والإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حاليًا، كما أطلق المركز برنامج «أمل التطوعي السعودي» لدعم الأشقاء في سوريا، والذي يتضمن تنفيذ 104 حملات تطوعية في مجالات طبية وتعليمية وتدريبية وتمكين اقتصادي، بمشاركة أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة من أبناء وبنات المملكة، ويغطي هذا البرنامج أكثر من 45 تخصصًا، بإجمالي ساعات تطوعية تقدر بـ 218.500 ساعة.

وفي استجابة عاجلة للكارثة الإنسانية الناتجة عن الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير 2023 م أطلق المركز جسرًا جويًا لتقديم مساعدات طبية وإيوائية وغذائية ولوجستية للمتضررين، إلى جانب تنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم»، وتدشين برنامج «سمع السعودية» النوعي لزراعة القوقعة والتأهيل السمعي.

الخدمات الطبية

تأسست هيئة الهلال الأحمر السعودي، وهي إحدى الهيئات الحكومية في المملكة، عام 1353هـ/1934م، ومرت بأربع مراحل تطويرية، بدأت بجمعية أهلية ثم جمعية إسعافية خيرية ثم جمعية للهلال الأحمر، وصولًا إلى أن أصبحت باسمها الحالي «هيئة الهلال الأحمر السعودي» عام 1429هـ/ 2008م، التي تقدم الخدمات الطبية الإسعافية الطارئة والسريعة بكفاءة وفاعلية للمواطنين والمقيمين في المملكة في الظروف العادية والكوارث، وتسهم في رفع مستوى الوعي الصحي.

وللهيئة هدف رئيس هو السعيُ إلى تخفيف حدة المصائب والآلام البشرية، دون تمييز أو تفرقة في المعاملة لأي سبب، وتعمل على الاستعداد والعمل في زمن السلم، وكذلك في الحرب بصفتها مساعدة للإدارات الطبية في القطاعات العسكرية السعودية، على سبيل التعاون والتكامل لمصلحة جميع ضحايا الحرب المدنيين والعسكريين المنصوص عليها في اتفاقات جنيف، وعلى الأخص نقل المرضى والجرحى، وإنشاء مستشفيات في المواقع التي تحددها القيادات العسكرية، وإعداد وسائل نقل ومساعدة منكوبي الحرب والأسرى، والتوسط في تبادل المراسلات الخاصة بهم، سواء داخل المملكة أو خارجها.

ويقدم الهلال الأحمر السعودي 5 برامج لخدمة المجتمع وتحسين جودة الخدمات الصحية، هي: برنامج المسعف الصغير، برنامج المستجيب الأول، برنامج المرحل الطبي، برنامج إعادة الروابط العائلية، برنامج سفير الحياة.