ترى الأب صامتًا منشغلًا بشاشته، والأم تتابع المقاطع، والأبناء في غرفهم بين الألعاب والتطبيقات، وكل فرد يعيش في عزلةٍ رقميةٍ رغم قرب المسافة.. أليست هذه كارثة بشرية تهدد العقول والأجيال؟!.
لقد عطل الإدمان الرقمي التواصل الإنساني، وأضعف الإيمان، وبدّد الوقت والعمر فيما لا ينفع، وإننا اليوم بحاجةٍ إلى وقفةٍ صادقةٍ مع النفس نعيد فيها التوازن بين التقنية والحياة، بين الواقع والافتراض، قبل أن تضيع القيم وتتفكك الأسر.
أيها الآباء والأمهات: ازرعوا في قلوب أبنائكم حب القرآن والذكر والقراءة، وروح الحوار والمجالسة، وممارسة الأنشطة النافعة.
وأيها الشباب: تذكّروا أن وقتكم هو رأس مالكم، وأنكم خُلقتم لعبادة الله وطاعته، فلا تهدروا أعماركم أمام شاشةٍ لا تعرف الرحمة.
كما ندعو الجهات الحكومية والمؤسسات التعليمية والإعلامية إلى توحيد الجهود في حملة وطنية شاملة للحد من هذا الخطر، عبر التوعية، والتشريعات، وإنشاء مراكز علاجية واستشارية تُعالج الإدمان الرقمي وتعيد بناء الأسر المتضررة، فلنعد إلى الله، ولنستعد وعينا قبل أن تستعبدنا الأجهزة الذكية.
التقنية نعمة عظيمة، لكنها إن تجاوزت حدها، تحولت من نعمة إلى نقمة، ومن أداة نفعٍ إلى كارثة بشرية تهدد العقول والقلوب.. وما أجمل أن نستخدمها بوعيٍ يرضي الله، وينفع أنفسنا، ويحفظ بيوتنا من الضياع والتشتت والفشل الذريع.