دخلت في الآونة الأخيرة الآلات الموسيقية الحديثة، مثل «الأورج والعود» في الموروث الشعبي والفنون الفلكورية التراثية الجنوبية، مثل الخطوة والربخة والدمة.

ويرى البعض أهمية التطوير، وأن الآلات الحديثة تضفي نوعًا من التطوير والجمال للرقصات والفنون الفلكلورية التراثية، وأنها وسيلة للإثراء والتجديد، وتتيح دمج الآلات الشعبية القديمة مع الآلات الموسيقية المعاصرة، كما في دمج الأورج والعود مع الآلات الشعبية الأساسية «الزلف والزير» في لعب الربخة والخطوة والدمة، في حين يرى آخرون أنها تدمر وتلوث الموروث الشعبي.

الخطوة والربخة


يقول علي أحمد، المختص بالتراث: إن هذه الآلات الموسيقية الحديثة تشكل تهديدًا للتراث، وتُضعف الأصالة، كما يرى عبدالله العسيري أن انتشار الآلات الحديثة وإقحامها في فنون الألعاب الشعبية، كالخطوة والربخة الجنوبية، يؤدي إلى تراجع استخدام الآلات التقليدية «الزير والزلفة»، مما يضعف الأصالة في الفنون الشعبية، وقال إن إدخال هذه الآلات على الفنون الشعبية إضافات مسيئة للتراث ولا تخدمه.

الحداثة في الفنون

عبده بيه الشهري، يرى أنه مع ظهور الحداثة في الفنون تم مزج التراث الشعبي ذي الأصالة بالآلات الحديثة، وإدخال بعض الآلات الموسيقية الحديثة، والتي راقت للجميع من باب أنها تزيد جمالاً للتراث، كآلة «العود والأورج»، ولكن أصبح التأثير سلبيًا، فأصبحنا نسمع إيقاعات ممزوجة أنتجت تلوثًا سمعيًا وبصريًا.

بينما يسوق، حسن الشهري، رأيًا آخر بأن الآلات الحديثة «العود والأورج» تمنح الفنون الشعبية بعدًا جديدًا، من خلال دمجها مع الآلات القديمة «الزير والزلفة»، مما يخلق جوًا جميلاً وتفاعلا كبيرًا من المشاركين والحضور، بل إنها جزء من التطوير لهذه الفنون.

وختم بقوله إن هذه الإضافات في الموروث الشعبي تجعل جيل الشباب يتفاعل معها بشكل كبير، ويشارك فيها بفعالية، ويتفق معه عبدالرحمن العمري، مشيرًا إلى أن تطوير الفنون الشعبية والفلكلور والموروث الشعبي، وإدخال أدوات جديدة للتطوير والمواكبة لمستجدات كل جيل أمر مهم وضروري وظاهرة صحية.

حفلات الزواج

يرى بعض المختصين في الفنون الشعبية والتراث، أن العديد من الألعاب الشعبية أدخل عليها آلات موسيقية حديثة، كالأورج والعود.

وأصبح هناك تزاحم للصفوف في لعب الخطوة والربخة، بعد سماع إيقاعات الأورج، وعزف العود مع الزلفة والزير، ووجدت هذه الآلات مكانها في حفلات الزواج والمناسبات الخاصة، لذلك فإن التأقلم مع الحاضر ومواكبة المستجدات في هذا العصر لابد منه، ولا يمنع أن نمزج الحاضر بالماضي ونطور الموروث والفلكلور الشعبي.

ويقول خالد بن محمد: إن الآلات الموسيقية كالعود والأورج وغيرها، إضافة إلى الإيقاعات لها تأثير إيجابي في عودة الجيل الجديد إلى موروثهم، وممارسة فنونه الشعبية، كالخطوة والربخة والدمة والتفاعل معها بإيقاعاتها وآلاتها الحديثة، بل إن حضور الجيل الجديد من الشباب لهذه الفنون وممارستها بحماس وتفاعل كان بسبب الآلات الموسيقية الحديثة، التي أدخلت على هذه الفنون الشعبية، والتي كان يقتصر أداؤها على الرعيل الأول من كبار السن، وبإيقاعات بطيئة لا تناسب شباب هذا الجيل، الذي اعتاد على الإيقاعات السريعة، ووجد ضالته في إدخال العود والأورج لفن لعب الخطوة والربخة والدمة.

تنوع ثقافي

يضيف أحمد عبدالله، المهتم بالفنون الشعبية: الفلكلور الشعبي يعبر عن التنوع الثقافي الكبير للمملكة في مختلف مناطق المملكة، التي تشتهر في كل منطقة بعدة ألوان شعبية وفلكلورية متنوعة، وبالتالي فإن تطوير هذه الفنون ومواكبتها لتسارع هذا العصر، من خلال إضافة آلات حديثة، لا يلغي هويتها أو يطمس تاريخها، بل يضيف لها.

وكل هذا من أساليب التسويق للممكلة سياحيًا وثقافيًا وفنيًا، وقال أحمد شارع الشهري: بالنسبة لاستخدام آلة العود في الفلكلور الشعبي أنا من المؤيدين لها، حيث إن آلة العود من الآلات القديمة التي لها طابع خاص، خاصة مع لون الخطوة والربخة، وليس كل عازف عود يؤدي نفس الرتم، فالفلكلور الشعبي له مخارج، وخاصة لون الخطوة القديم، أما بالنسبة لآلة الأورج، أرى ألا فائدة منها، وأؤيد وجود آلة العود فقط مع الفلكلور الشعبي.

ويختتم الشاعر جراد الثرباني بقوله: إن وجود الآلات الموسيقية الحديثة كآلة العود والأورج، وإدخالها في لعب الخطوة والربخة تعد إضافة جيدة، وتعطي الحماس للجمهور باللعب والمشاركة في هذه الألعاب الشعبية، خاصة الخطوة والربخة، بينما يعارض الثرباني دخول هذه الآلات على لون العرضة، حيث لا يتناسب ذلك مع هذا اللون من الفنون الشعبية.

المؤيدون للآلات الحديثة

- لا مانع من مزج الحاضر بالماضي.

- تأثير إيجابي في عودة الجيل الجديد إلى موروثهم.

- حضور الجيل الجديد كان بسبب الآلات الموسيقية الحديثة.

- تطوير الفنون لا يلغي هويتها أو يطمس تاريخها.

- تعد من أساليب التسويق للممكلة سياحيًا وثقافيًا وفنيًا.

المعارضون

- الآلات الحديثة تشكل تهديدًا للتراث وتُضعف الأصالة.

- تؤدي إلى تراجع استخدام الآلات التقليدية.

- تعد إضعافًا للأصالة في الفنون الشعبية.

- إضافات مسيئة للفنون الشعبية والتراث، ولا تخدمه.

- إيقاعات ممزوجة أنتجت تلوثًا سمعيًا وبصريًا.