ولم يأت هذا القلق من فراغ؛ بل نجم عن سلسلة من الملاحظات الميدانية التي يرددها المستهلكون ويتناقلونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى تجارب شخصية عدة أثارت عددا من علامات الاستفهام حول مدى صلاحية تلك المنتجات وسلامتها.
صلاحية مثيرة للجدل
يؤكد محمد القحطاني أن بعض أنواع اللحوم المعبأة تحمل تواريخ صلاحية مثيرة للجدل، مؤكد أنه لاحظ اختلاف اللون أو الرائحة رغم كون المنتج ضمن فترة الصلاحية، مما يفتح باب التساؤلات حول طريقة التخزين أو إعادة التغليف.
ويشير إلى أن «وجود عروض سعرية مخفضة مفاجئة على اللحوم تثير أحياناً الشك في مدى رغبة بعض المتاجر في تصريف كميات منها شارف تاريخ صلاحيتها على الانتهاء».
اختلاف اللون
بدوره، يتخوف مصطفى الغامدي من تغير واختلاف لون اللحم من الخارج والداخل، ويقول «كثير من المرتادين للمتاجر الكبرى لبيع السلع الغذائية يشكون من اختلاف لون اللحوم المعروضة في السوبرماركت، حيث يظهر اللحم أحمر فاتحًا من الخارج، بينما يكون داكنًا أو مائلًا للبنفسجي من الداخل عند تقطيعه. وهذه الظاهرة أثارت تساؤلات حول طزاجة اللحم وجودته، وهل هناك أي ممارسات قد تؤثر على سلامته».
تفاعل صبغة الميوغلوبين
يوضح أخصائي التغذية أحمد قتيبة أن «السبب الرئيس لهذا الاختلاف في لون اللحم من الداخل والخارج يعود إلى تفاعل صبغة الميوغلوبين الموجودة في العضلات مع الأوكسجين».
وتابع، «الجزء الخارجي من اللحم يتعرض للهواء داخل التغليف الشفاف، فيتفاعل الميوغلوبين مع الأوكسجين ويعطي اللون الأحمر الفاتح، وهو اللون الجذاب للمستهلك. أما الجزء الداخلي فلا يتعرض للهواء، فيبقى داكنًا طبيعيًا، وهذا لا يعني أن اللحم فاسدًا».
وأضاف أن «التغليف يلعب دورًا مهمًا في إبراز اللون الأحمر، حيث تُستخدم أغلفة بلاستيكية شفافة تسمح بمرور الأوكسجين، وهو ما يجعل اللحم يبدو طازجًا من الخارج». لكنه شدد على أن «اللون وحده لا يكفي للحكم على جودة اللحم، بل يجب فحص الرائحة، والملمس، وتاريخ الذبح، وطريقة التخزين».
قلق متواصل
يجزم مستهلكون أنهم يشعرون بالقلق عند ملاحظة اختلاف اللون داخل القطعة الواحدة من اللحم المباع، مؤكدين أنهم يفضلون شراء اللحوم ذات اللون الأحمر الموحد، رغم أن الخبراء يشيرون إلى أن تعرض الجزء الداخلي للهواء لمدة دقائق قليلة يعيد اللون الأحمر الطبيعي، كما أنهم يرون أن هناك عوامل أخرى تؤثر على لون اللحم، مثل عمر الحيوان، نوع التغذية، ودرجة التبريد، مما يجعل اختلاف اللون أمرًا طبيعيًا في كثير من الحالات.
ويؤكد الخبراء أن اللون الداكن للجزء الداخلي من اللحم ليس مؤشرًا على فساد اللحوم، وأنه على المستهلك الانتباه إلى علامات حقيقية لفساد اللحم، مثل الرائحة الكريهة، والملمس اللزج، وذلك لضمان شراء لحوم صحية وآمنة».
كيف نعرف اللحم الطازج
يبين الطبيب البيطري، الدكتور حامد المصري أن «هناك علامات يستطيع المستهلك أن يميز من خلالها بين اللحوم الطازجة، والفاسدة، والقديمة».
ويضيف، «أولى هذه العلامات لون اللحم، اللون الأحمر الفاتح للحوم الحمراء يدل غالبًا على تعرضها للأوكسجين، وهو أمر طبيعي في اللحوم الطازجة المعروضة، لكن يجب الحذر من اللون البني الداكن أو الرمادي، إذ قد يكون مؤشرًا على قدم اللحم أو سوء التخزين. أما لحوم الدواجن فيجب أن يكون لونها ورديًا مائلًا للبياض دون أي بقع خضراء أو صفراء».
ويتابع «العامل الثاني هو الرائحة، إذ تعد الرائحة النفاذة أو الكريهة علامة واضحة على فساد اللحم، بينما اللحم الطازج تكون رائحته خفيفة أو شبه معدومة». وينصح بعدم التهاون في هذه النقطة حتى لو بدا مظهر اللحم جيدًا.
ويتابع «يلعب ملمس اللحوم دورًا مهمًا في تقييم طزاجتها؛ فاللحم الطازج يكون متماسكًا ومرنًا عند الضغط عليه، ويعود إلى شكله بسرعة، في حين أن اللحم الفاسد يكون لزجًا أو طريًا بشكل غير طبيعي«.
ويكمل «من المؤشرات الأساسية كذلك تاريخ الإنتاج، وتاريخ الانتهاء، المدونين على العبوة، فلا بد من قراءة البطاقة الغذائية بعناية، والتأكد من أن اللحم محفوظ ضمن درجات الحرارة الموصى بها. ويُفضل شراء اللحوم المبردة بدلًا من تلك التي اقترب موعد انتهاء صلاحيتها».
ويواصل «أما بالنسبة إلى الحوم المفرومة، فيحذر منها كونها أكثر عرضة للتلف السريع»، وهو ينصح بشرائها بكميات قليلة وطهيها في أسرع وقت ممكن، مع التأكد من أن لونها متجانس، وأنها خالية من السوائل الزائدة«.
طريقة العرض
من جانب آخر، يشدد مختصون في سلامة الغذاء أن طريقة العرض والتخزين داخل السوبرماركت تعكس مدى التزام المنشأة بالاشتراطات الصحية، مثل نظافة الأرفف، ووجود تبريد مناسب، وعدم تكدس اللحوم فوق بعضها بعضا.
ويركز هؤلاء المختصون على أن وعي المستهلك هو خط الدفاع الأول لضمان شراء لحوم طازجة وآمنة، فاتباع هذه الإرشادات البسيطة يسهم في تقليل المخاطر الصحية ويحفظ السلامة، مع التأكيد على أهمية الإبلاغ عن أي ملاحظات أو مخالفات للجهات الرقابية المختصة.
الالتزام بمعايير التخزين
تتطلب سلامة اللحوم الالتزام بمعايير عالية لتخزينها، منها الالتزام الصارم بدرجات التبريد وسرعة النقل، حيث إن أي خلل بسيط في سلسلة التبريد قد يؤدي إلى نمو البكتيريا الضارة وتلف المنتج، حتى وإن ظهر شكل اللحوم طبيعيًا.
ويؤكد خبراء أن إعادة تغليف اللحوم أو إعادة تجميدها بعد ذوبانها يُعد من أخطر الممارسات التي قد يلجأ إليها بعض المخالفين، وقد تتسبب في مشكلات صحية خطيرة.
مراقبة رسمية
تراقب هيئة الغذاء والدواء السعودية وتضع الاشتراطات لبيع اللحوم الحمراء المحلية والمستوردة لضمان سلامتها، وحلالها، وتطلب من المستوردين والمنشآت الالتزام باللوائح الفنية والمواصفات القياسية، مع توفر آليات للاستعلام عن المنتجات عبر تطبيقها، مع التأكيد على أن جميع الأغذية في المملكة يجب أن تكون حلالاً ومطابقة للمواصفات.
بدورها، أوضحت وزارة الشؤون البلدية والقروية من خلال لائحة الاشتراطات الصحية لمحلات إعداد وتجهيز وبيع اللحوم والدواجن ومنتجاتها، وفي ما يتعلق بالتخزين أنه»في حالة اللحوم الطازجة فإنها تعلق، وتغطى ذبائح كل نوع، والقطع غير المعبأة بالشاش الأبيض النظيف، أو توضع على طاولات مناسبة مقاومة للتآكل، وبطريقة تسمح بمرور الهواء حول اللحوم، ولا تسمح بسقوط السائل المنفصل من قطعة إلى أخرى، ولا تلامس اللحوم الجدران، أو الأسقف، أو الأرضيات، ولا يجوز أن تلامس الذبائح جدران الثلاجة، ويمنع تخزين الذبائح على أرضية الثلاجة، على أن يرتب كل نوع على حيز مستقل حسب أقدمية تاريخ الذبح، كذلك عدم تحميل ثلاجة التخزين بذبائح أكثر من سعتها التخزينية المعتمدة الموصى بها من الجهة المصنعة للمحافظة على كفاءة التبريد، وجودة توزيع البرودة داخلها، وعدم فصل التيار الكهربائي عن الثلاجة لأي سبب من الأسباب طالما كانت محملة بالذبائح، مع توفر مولد كهربائي يستخدم في حال انقطاع الكهرباء. وأن تكون الرطوبة النسبية في غرف تخزين اللحوم المبردة في حدود 90 – 95%، مع ترك مسافة تسمح بالتهوية بين اللحوم المبردة، وعدم الخلط بين أنواع اللحوم الطازجة أو المبردة واللحوم المجمدة، أو صهر اللحوم المجمدة وبيعها في صورة الطازجة أو مبرد، ويمنع منعاً باتاً تقطيع اللحوم أو تجهيز أو عرض اللحم المفروم ويكون تقطيع اللحم أو الفرم أمام الزبون، في حالة اللحوم الطازجة والمبردة يجب أن تحتوي الأختام على البيانات الأساسية تبعا للنظام المعمول به في المملكة.
شروط خاصة لمحلات إعداد وتجهيز اللحوم
ـ أن تكون الذبيحة خالية من الأحشاء الداخلية ومنزوعة الرأس والأطراف وشحم
الكليتين، ويسمح ببقاء جزء من الذيل للتعرف على نوع الحيوان
ـ تكون ناتجة من حيوانات ذبحت بحسب أحكام الشريعة الإسلامية في مسالخ معتمدة
ـ تكون لحوم الذبيحة وأجزاؤها محتفظة بجميع خواصها المميزة وخالية من الكدمات والبقع الملونة وأية مؤشرات تدل على فسادها
ـ لا يسمح بإضافة المواد الحافظة وعوامل التطرية والمواد الملونة في ما عدا اللون المستخدم في ختم اللحوم
ـ عدم وجود سائل منفصل داخل عبوة اللحوم المبردة
ـ ألا يكون هناك أي دلائل على وجود فقد في مستوى التفريغ في حالة التعبئة تحت التفريغ الهوائي، أو فقد في الغازات في حالة التعبئة في جو من الغازات الخاملة للحوم المبردة
ـ ألا يظهر على اللحوم المجمدة أية علامات تدل على ذوبان الثلج أو إعادة التجميد أو التلوث أو سوء التداول
ـ تكون اللحوم المجمدة خالية من حروق التجميد
ـ أن تعمل وسائل النقل على حماية اللحوم من الأتربة والحشرات ومصادر التلوث الأخرى، ويمنع نقل الذبائح في وسائل النقل المكشوفة
ـ أن تكون مواد التعبئة والتغليف متينة وسليمة وصحية ولا تسبب أي تغيير في خصائص اللحم وألا تنقل إليه أية مواد ضارة بصحة الإنسان أو تلوثه بأية مادة غير مرغوبة، ولا يسمح فيها باستخدام أي مواد معادة التصنيع
ـ أن يكون التغليف أو التعبئة أو كلاهما بصورة كافية لتحقيق حماية كاملة للحوم
ـ ألا يعاد استخدام العبوات والأغلفة في تعبئة أو تغليف اللحوم
اشتراطات تخزين اللحوم
ـ في حالة اللحوم الطازجة تعلق وتغطى ذبائح كل نوع والقطع بالشاش الأبيض النظيف أو توضع على طاولات مناسبة
ـ لا يسمح بسقوط السائل المنفصل من قطعة إلى أخرى
ـ ألا تلامس اللحوم الجدران أو الأسقف أو الأرضيات
ـ لا يجوز أن تلامس الذبائح جدران الثلاجة
ـ أن ترتب اللحوم داخل الثلاجة كل نوع في حيز مستقل بحسب أقدمية تاريخ الذبح
ـ عدم تحميل ثلاجة التخزين بذبائح أكثر من سعتها التخزينية المعتمدة للمحافظة على كفاءة عملية التبريد الموصى بها من الجهة المصنعة وجودة توزيع البرودة داخلها
ـ عدم فصل التيار الكهربائي عن الثلاجة لأي سبب من الأسباب طالما كانت محملة بالذبائح ويوفر مولد كهربائي لاستخدامه حال انقطاع الكهرباء
ـ تطبيق دوران اللحم بقاعدة أن اللحوم الداخل أولا يخرج أولاً
ـ تكون الرطوبة النسبية في غرف تخزين اللحوم المبردة في حدود 90 – 95 %
شروط عرض اللحوم وبيعها
ـ عدم الخلط بين أنواع اللحوم الطازجة أو المبردة واللحوم المجمدة أو صهر اللحوم المجمدة وبيعها في صورة الطازجة أو مبردة
ـ تعرض جميع ذبائح كل نوع داخل ثلاجات عرض مستقلة مع وضع بطاقة توضح نوع اللحم (محلي طازج، مبرد، مجمد (أو مستورد) مبرد أو مجمد، بلد المنشأ)
ـ يمنع منعاً باتاً تقطيع أو تجهيز أو عرض اللحم المفروم، وتقطيع أو فرم اللحم يكون أمام الزبون فقط
ـ في اللحوم الطازجة والمبردة يجب أن تحتوي الأختام على البيانات الأساسية تبعا للنظام المعمول به بالمملكة
ـ في حالة اللحوم المجمدة يوضح تاريخ الذبح أو التجميد وتاريخ انتهاء صلاحيتها للاستهلاك الآدمي