جدة: يُمن لقمان

علمت «الوطن» أن هناك عدة مشاريع حيوية لوزارة الثقافة من أجل إعادة تهيئة بعض المواقع التاريخية والقديمة في مدينة جدة، من بينها برج قصر خزام ليكون موقعا للفنون، حيث ستعيد وزارة الثقافة إحياء قصر خزام بالثقافة والفنون، والذي أعلن عنه وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان مؤخرا.

معلم تاريخي

رصدت «الوطن» منطقة قصر خزام في جولة ميدانية، حيث يعد برج قصر خزام أول برج مياه في جدة بعد السقاية والبيزان القديم، ويعتبر البرج المضخة الرئيسية لجدة، وكان به مكتب وزير الزراعة والمياه سابقا، ويعتبر برج خزام معلما تاريخيا للزيارات والجلوس في مشاتل الزراعة لكن المنطقة المحيطة به أصبحت خاوية. وأعلن وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان، أن هناك مشروعا تطويريا قادما لبرج خزام بجدة ليكون مفعما بالثقافة والفنون من جديد.

مراكز ثقافية

أوضح الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية سلطان البازعي، أن كل القصور والمواقع والمعالم التاريخية يجب إحياؤها من جديد وتحويلها إلى مراكز ثقافية أو متاحف على أن تشمل نشاطات مستمرة وفعاليات وندوات أو أن تكون منطقة متاحف أثرية قديمة.

إعادة الاستثمار

قال مشرف العلاقات العامة والإعلام بجمعية الثقافة والفنون بجدة صادق الشعلان «إنني أتوقع أن يكون متحفا ومن الممكن إعادة استثماره هو وغيره من الأماكن التاريخية القديمة؛ لأن في ذلك أثرا إيجابيا بجانب عدم تكلفة بناء أماكن جديدة مما يعني توفيرا ماليا.

قصر الملك

يوجد في المنطقة قصر تاريخي كان أحد القصور الملكية التي سكنها الملك عبدالعزيز آل سعود، بعد أن كان يقيم لفترة من الزمن في بيت نصيف. ويعد القصر أول بناء في السعودية يستخدم فيه الإسمنت والحديد، وقد كانت صورة بوابته على العملة الورقية السعودية، لكن العقار اليوم معروض للبيع.

ويتكون القصر من طابقين وملحقات في الجهتين الجنوبية والغربية، ويحيط به سور بارتفاع ثلاثة أمتار تقريبا، وللقصر مدخل رئيسي عبارة عن بوابة عالية تتكون من برجين متقابلين متشابهين في التصميم المعماري والزخرفي. وقد شيدت البوابتان في وقت لاحق بعد الانتهاء من تشييد القصر الذي شيد بالأحجار الجيرية الصلبة المقطوعة من ساحل البحر الأحمر والمعروفة باسم «الحجر المنقبي»، وهي المادة الأساسية التي كانت تستخدم في بناء المباني بمدينة جدة، كذلك استخدمت مواد أخرى مثل البطحاء والإسمنت والرمل وحديد التسليح والأخشاب. وللقصر ثلاث وجهات، الجنوبية وتطل على حي النزلة اليمانية، ثم الواجهة الشمالية التي تطل على مصلى العيد، فالغربية التي تطل على منطقة السبيل. ويقول معاصرون لتاريخ قصر خزام إن القصر يدل على نمط الطراز المعماري الذي كان سائدا في البناء في تلك الحقبة.

متحف سابق

كان يوجد مبنى قريب من القصر، كان عبارة عن متحف جدة الإقليمي الذي يعتبر واحدا من أبرز المتاحف السعودية، وكان قد انتقل القصر لوكالة الآثار والمتاحف، وتم تحويله في 1981 إلى متحف بتوجيه من الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، فقامت وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف بترميم جزء من مقدمة القصر، وافتتح في مارس 1995، وقد روعي في الترميم المحافظة على طابع المبنى المعماري، وتم تحويل جزء من القصر إلى متحف، لكنه اليوم تحول إلى مبنى إداري.