عنيزة: عبدالرحمن الفنيخ

شهدت محافظة عنيزة تدشين مجسم «عنيزة التاريخية»، الذي يعيد إلى الأذهان صورة المدينة التاريخية التي طُمست بعض معالمها مع موجات التغيير والتنمية والتطوير.

ويهدف هذا المشروع إلى حفظ ذاكرة المدينة، وربط الأجيال الجديدة بتاريخها العريق، وقد انطلقت فكرة إطلاق المجسم بمبادرة من عضو لجنة أهالي عنيزة عبدالله السليم، ودشنه محافظ عنيزة سعد السليم في سوق المسوكف الذي يحكي قصة عنيزة قبل عام 1390 للهجرة، أي قبل قرابة 60 عامًا، ليكون بمثابة إعادة بناء رمزية وواقعية في الوقت ذاته.

دوافع إنشاء المجسم

انطلقت فكرة المشروع من غياب المعالم القائمة على أرض الواقع التي تجسّد هوية عنيزة التاريخية. فالمساجد والأسواق والأحياء والمدارس القديمة لم يعد لها وجود، الأمر الذي خلق شعورًا مشتركًا لدى عدد من أبناء المدينة بضرورة إيجاد وسيلة تحفظ صورتها التراثية.

مراحل العمل

أوضح القائمون على المشروع أنهم اعتمدوا لإطلاق المجسم على 3 مصادر رئيسة:

1. المصورات الجوية القديمة التي وثّقت تفاصيل المكان.

2. الخرائط التاريخية للمدينة.

3. ذاكرة ومعايشة أهل الأحياء القديمة، التي أسهمت في استعادة تفاصيل دقيقة للمباني والطرقات والأسواق.

وقد تكاملت هذه المصادر مع إشراف عبدالله السليم، وجهود الفريق الفني بقيادة الفنان التشكيلي عبدالله السويلم ونجله عمار اللذين أشرفا على الجانب الفني والإبداعي، إلى جانب تصحيح المعلومات اعتمادًا على شهادات وتجارب عايشها أبناء عنيزة القدامى.

كما جرت الاستعانة بتصنيع بعض المجسمات المصنّعة خارج المملكة مثل النخيل والعناصر المكملة، لضمان دقة أكبر في تفاصيل المشهد النهائي، وتم استخدام مواد الجبس والطين والرمل لبناء المجسم فيما طبع بعضها من البلاستيك.

3 سنوات للإنجاز

استغرق العمل على المجسم أكثر من 3 سنوات متواصلة، شملت جمع المعلومات، بناء النماذج، مراجعة الأخطاء.

ويبلغ طول المجسم 6 أمتار وعرضه 3.5 أمتار.

من جهته، قال المشرف العام على المجسم عبدالله السليم «هذا المجسم لم يكن مجرد عمل فني، بل هو مشروع ذاكرة. أردنا من خلاله أن يرى أبناؤنا وأحفادنا صورة عنيزة القديمة التي لم تُوثّق كما يجب في الصور أو الخرائط».

وأضاف «اليوم يستطيع الزائر أن يتجول بعينيه في أزقة وأسواق المدينة التاريخية، ويقف أمام معالمها التي ذكرها الرحالة والمستشرقون، لكنها غابت عن أرض الواقع».

قيمة تاريخية وتعليمية

يحمل هذا المجسم قيمة مزدوجة، فهو من جهة يوثق تاريخ المدينة ويعيد بناء صورتها التراثية، ومن جهة أخرى يشكل أداة تعليمية للأجيال القادمة التي لم يتسنَّ لها التعرف على عنيزة القديمة إلا من خلال روايات الآباء والكتب.

مجسم عنيزة التاريخية

ـ مجسم يعيد إلى الأذهان صورة مدينة عنيزة التاريخية

ـ يهدف إلى حفظ ذاكرة المدينة وربط الأجيال الجديدة بتاريخها

ـ يحكي قصة عنيزة قبل عام 1390 للهجرة

ـ اعتمد فيه على المصورات الجوية القديمة، والخرائط التاريخية، وذاكرة الأهالي

ـ استعين فيه ببعض المجسمات المصنّعة خارج المملكة

ـ استغرق العمل 3 سنوات متواصلة

ـ طوله 6 أمتار وعرضه 3.5 أمتار