أقرت جماعة الحوثي المتمردة بمسؤوليتها عن مقتل اثنين من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أوائل الشهر الجاري. وقال رئيس ما تسمى بـاللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي إن المسؤول عن هذه الجريمة أحد كوادرهم، مشيرا إلى أنه يعاني من مرض نفسي.
وكشفت اللجنة أن الحوثي أكد خلال لقائه المدير الإقليمي للشرق الأوسط في المنظمة، روبرت مارديني، الأسبوع الماضي أن الحادث فردي. وهو التبرير الذي أكدت المنظمة أنها لا تعتبره كافيا، ودعت إلى توفير حماية أكبر لموظفيها، ومساعدتهم على القيام بالواجبات الإنسانية التي تقع على عاتقهم.
استهداف متعمد
وقالت المتحدثة باسم المنظمة في اليمن، ريما كمال، في تصريحات صحفية للأسف قتل اثنان من موظفينا بوحشية، بينما كانا عائدين من صعدة إلى صنعاء، في آليتين تحملان بشكل واضح إشارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وأضافت إن القتيلين أوقفا في منطقة عمران من رجل مسلح أطلق النار على السيارتين، حيث قتل أحد زملائنا على الفور، بينما أصيب الثاني بجروح خطيرة توفي على إثرها في أحد مستشفيات منظمة أطباء بلا حدود في عمران.
وتابعت قائلة إن أربعة موظفين كانوا في السيارتين، لكن الاثنين الآخرين نجوا.
وكانت وكالة الأنباء اليمنية سبأ، التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون قد أعلنت إلقاء القبض على المتهم بإطلاق النار على السيارتين في مديرية حوث، حيث أوقفته قوة من الشرطة واللجان الشعبية.
وأشار أحد شهود العيان إلى أن مسلحين حوثيين استوقفوا سيارتين تقلان أربعة من الأفراد العاملين لدى المنظمة، وقام أحد المسلحين، ويدعي أشرف حسن زليط، بإطلاق الرصاص الحي على إحدى السيارتين، ما أسفر عن مقتل الدكتور عبدالكريم غازي، الذي يعمل طبيبا لدى دائرة التعاون في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعاصمة صنعاء، وإصابة السائق محمد الحكمي بجروح خطيرة توفي على إثرها في المستشفى.
تخفيف الضغط
وأضاف الشاهد أن أفراد طاقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر كانوا يتميزون بالشارات الخاصة بالفرق والأطقم الطبية والملصقة على السيارتين، لافتا إلى أن الجاني مقاتل لدى جماعة الحوثي منذ فترة طويلة، ويتمتع بكامل قواه العقلية، وشارك معهم في عدة جبهات للقتال، فضلا عن أن تكليفه من الجماعة بالعمل في هذه النقطة يؤكد ثقة الجماعة به.
وأكد محلل سياسي أن الاعتداء على سيارات المنظمة كان متعمدا، وأن إطلاق النار على الموظفين لم يكن قرارا فرديا، مشيرا إلى أن المسلح الذي أطلق النار كان ينفذ توجيهات صدرت إليه. وبرر المحلل السياسي ناجي السامعي اعتداء المتمردين على موظفي اللجنة بأنهم أرادوا استخدام هذه الواقعة كورقة ضغط للتخفيف من وطأة الحرب المعلنة ضدهم من قوت التحالف العربي المساندة للشرعية في اليمن. وأنهم كانوا يريدون اتهام مقاتلي المقاومة الشعبية بارتكاب الواقعة، إلا أن انكشاف أمر القاتل الحقيقي أرغمهم على الاعتراف بالواقعة وادعاء أن المتهم يعاني من مرض نفسي.
وقال السامعي بالعودة إلى الخلفية الدينية والإيديولوجية التي قامت عليها هذه الجماعة نجد أن عدم إيلائهم أي اعتبار لحياة العاملين في أطقم الإغاثة الإنسانية والأطقم الطبية نابع من التعبئة الخاطئة التي تمارسها الجماعة بين مسلحيها، سواء عبر خطابات زعيمها عبدالملك الحوثي التي لا تكاد تخلو من التحريض ضد الآخر، وصف كل خصوم الجماعة بالعملاء والخونة، أو من خلال شعار الموت الذي ترفعه هذه الجماعة في كل حروبها ضد الخصوم الخارجين والداخليين.