عليك أن «تغسل يدك» من النتائج المرجوة من هذا المجلس، الذي كانت نتائج زياراته للأحياء والقرى والهجر التابعة له واللقاءات العامة وورش العمل مع المواطنين تساوي صفرا في منطقة يوجد بها 28 مجلسا، وهذا يعني أنهم يحتاجون إلى 28 بناية، وبالتأكيد أنهم لن يتركونها «بلاطة»، بل تحتاج أثاثا وديكورا وميكرفونات وبروجكتور «على إيش ما أدري». وإن حزّ في نفسك، كمواطن تتمنى أن ترى مدينتك أو محافظتك في أبهى حلة، من عدد هذه المباني للمجالس البلدية، فـ«هو انت لسه شفت حاجة»، فما عليك إلا أن تأخذ جولة في محافظتك أو مدينتك، وستلاحظ وكأن وزارة الشؤون البلدية والقروية لديها معماريون «بالشة فيهم»، ولديها مليارات «ما عرفت وين توديها»، وأصدرت قرارات لتتخلص من الفلوس والبطالة المقننة لمعمارييها، بصرف هذا على ذاك.
فما إن تتجول حتى في قرى لا يتجاوز عدد سكانها 1000 نسمة، حتى تجد مبنى «مسطرة جدرانه» وقد كتب عليه «مبنى الخدمات البلدية»، وفي كل حي تقريبا في المدينة «البلدية الفرعية للحي الفلاني» وفي تلك المباني من المداخل والمخارج وأنظمة التبريد والتدفئة وكشف الحرائق والحماية من الزلازل والبراكين والانهيارات الجليدية، ودورات المياه والمطابخ المزودة بكاميرات لمراقبة آلية تحمير الدجاج، و...... و...... إلخ، ما يُشعرك وكأن داخل كل مبنى من الموظفين ما سيجعل طرقات تلك القرية أو المحافظة أو المدينة مفروشة بالحرير المعطر، ومع ذلك تجد طرقاتها مكسرة ومتشققة، وبلاط الأرصفة بالأطنان على جنبات الطريق، لأن بنت ولد خال المقاول في المستشفى وذهب لزيارتها قبل عامين.
السؤال هنا: هل سمعت وزارة الشؤون البلدية والقروية ما يعرف ببساطة
بـ«التكلفة مقابل الإنتاجية»، وهل هذا المبدأ لديها في الحسبان حينما فرشت الأحياء والقرى والهجر بمبانٍ «مبهرجة»، كلفت ميزانية الدولة مليارات، بينما تخلو فيها أدوار كاملة من الموظفين والعاملين، والأدوار الأخرى لا يعمل فيها سوى عدد قليل من الموظفين.
في حال لم تسمع وزارتنا الموقرة بذلك، فعليها أن تزور البنوك والشركات لترى كيف تستغل تلك المنشآت مبانيها بـ«السنتيمتر»، وتعرف كيف تستفيد من هذا الموقع في كل يوم، وما زلنا ننتظر إجابة عن السؤال: «كم مبنى تملكين يا وزارة البلدية؟!».