فيما تتنوع أدوات الاستثمار من شراء العقارات إلى الأسهم والسندات وصولا للذهب، يبحث البعض عن الربح السريع فيتجه إلى شراء الأسهم، بينما يُعتبَر الاستثمار في السندات أكثر أمنا وأقل مخاطرة، حيث تعد السندات أداة جيدة لتوليد الدخل، كما أنها استثمار آمن خاصة عند مقارنتها بالأسهم وفي ظل التداعيات الاقتصادية التي يعيشها سوق الاستثمار العالمي يبدو التساؤل عمن يفوز بثقة رأس المال الأسهم أم السندات؟

معدل فائدة ثابت

بحسب موقع Investopedia الأمريكي المختص في الاستثمار والتمويل، فإنه رغم المزايا العديدة للاستثمار في السندات، فإن المستثمرين يحتاجون أن يكونوا على دراية تامة بالمخاطر المحتملة للاستثمار في سندات الشركات والحكومات، ومنها: مخاطر أسعار الفائدة وهي أشهر أنواع المخاطر المعرض لها حامل السندات، وهي المخاطر الناتجة عن تقلب وارتفاع أسعار الفائدة مقابل انخفاض أسعار السندات. فعند شراء السندات يتلقى حاملها معدل فائدة ثابتًا لفترة محددة، وإذا ارتفع سعر الفائدة في السوق في يوم الشراء، فسوف يتبع ذلك انخفاض سعر السند، وسوف يتم تداول السند بخصم يعكس انخفاض العائد.

كذلك مخاطر إعادة الاستثمار واستعادة السندات؛ حيث يتمثل الخطر في ذلك في اضطرار المستثمر لإعادة استثمار العائدات بمعدل أرباح أقل مما كان يحصل عليه سابقًا. وثالث المخاطر، معدل التضخم ومدة السندات، فعندما يشتري المستثمر السندات يحصل على عائد ثابت أو متغير طوال مدة احتفاظه بالسندات.

الأصول المالية السائلة

أوضح الخبير الاقتصادي أحمد الشهري لـ"الوطن" أن الأسهم والسندات تعد من الأصول المالية السائلة أو القابلة للتحول النقدي بشكل أسرع من الأصول غير السائلة من العقارات والحصص في الشركات غير المدرجة في الأسواق المالية وهذا ما يميز الاستثمارات في الأصول المالية، كما أن الأسهم والسندات من الأدوات الاستثمارية، إلا أن السندات أكثر تحوطا واستقرارا بالرغم من انخفاض عوائدها وكذلك نوع آخر من الاستثمارات المالية كصكوك الإسلامية إلا أنها أعلى من حيث العوائد من السندات.

مخاطر الائتمان

تتضمن المخاطر ما يعرف بمخاطر الائتمان؛ فعندما يشتري المستثمر سندات، يكون قد اشترى سند دين فعليًا، فهي أموال مقترضة ينبغي على الشركة سدادها ودفع فائدة عليها، وقد تعجز الكثير من الشركات عن السداد.

ومن المخاطر خفض التصنيف الائتماني للسندات، حيث يتم تقييم قدرة الشركة على العمل وسداد ديونها بشكل منتظم من قبل مؤسسات كبرى مثل "ستاندرد آند بورز". ويهتم المستثمرون كثيرًا بهذه التصنيفات، فإذا كان التصنيف الائتماني للشركة منخفضًا، فسوف تلاحظ البنوك ومؤسسات الإقراض ذلك وتفرض معدل فائدة أعلى للقروض المستقبلية، مما يؤثر سلبًا على قدرة الشركة على سداد ديونها.

توجد مخاطر السيولة، فهناك دائمًا سوق جاهزة لطرح السندات الحكومية إلا أن الوضع مختلف مع سندات الشركات. ويواجه المستثمر خطر عدم القدرة على بيع سندات شركته بسرعة بسبب عدم قلة أعداد المشترين والبائعين للسندات.

مخاطر منخفضة

أضاف الشهري أنه من حيث درجة المخاطر تعد الأسهم الأعلى وفي العوائد الأعلى، أما السندات فذات مخاطر منخفضة جدا وعوائد منخفضة أيضا، أما الصكوك الإسلامية فتأخذ حالة متوسطة من حيث المخاطر والعوائد، ولكن تظل أقرب إلى الأسهم بسبب تأثرها بحركة السوق من حيث الارتفاع والانخفاض، في مقابل أن السندات لا تتأثر بحالة السوق بعد الشراء لأن الفائدة مضمونة ورأس المال مضمون وهي ملائمة لأصحاب المبالغ لمالية العالية جدا، مثل صناديق التقاعد والتأمينات وفوائض الأموال لدى الحكومات والشركات الكبرى بعكس الأسهم التي تلائم الجميع.

الأوراق المالية

بين الشهري أن سوق الأوراق المالية يحتوي على نوع آخر من تلك الأوراق المالية وهو ما يعرف بالوحدات العقارية المتداولة REITs ريت والتي تستخدم كأدوات مدرة للدخل من خلال الاستفادة من العوائد التي توزع على ملاك تلك الوحدات ولعل ما يميزها ثباتها وأقل خطورة من الأسهم من حيث التذبذب قصير المدى، بالإضافة أن العوائد المحققة في الأصول العقارية توزع على ملاك تلك الأوراق المالية بنسبة 90 في المائة وهذا يعد ميزة إضافية عن الأسهم.

رأس المال الجريء

قال المحلل الاقتصادي سليمان العساف لـ"الوطن": إن الاستثمار في الأسهم مختلف عن الاستثمار في السندات فهما على طرفي نقيض بالنسبة للاستثمار، لأن السندات تعتبر استثمارا آمنا، بينما الأسهم يعتبر استثمارا مخاطرا، الأمر الآخر، أن السندات عائدها مضمون، بينما الأسهم عكس ذلك، فالسندات عائدها قد يكون منخفضا جدا، والأسهم قد يكون عائدها كبيرا جدا، وقد تكون خسائرها مهولة.

بين أن من يستثمر في السندات عادة يكون إما مخاطرا وغالبا لا يتجه للسندات ويفضل الأسهم، والاستثمار في رأس المال الجريء، أو متحفظا يتجه غالبا للسندات والعقارات أو إيداع المال والحصول على فائدة سنوية من الودائع أو معتدلا يرغب في تحمل قدر متوسط من المخاطر في سبيل تحقيق قدر متوسط من الأرباح والمكاسب.

المضاربة في الأسهم

أكد العساف أن المستثمر الجريء يفضل الأسهم، لأن الاسثمار فيه أفضل، بشرط اختيار القطاع الناجح والشركة الجيدة، بالإضافة إلى توفر العوائد والتدفقات المالية وتاريخها ونتائجها وتوزيعاتها، لافتا إلى أن مسألة المضاربة في الأسهم فاشلة وفق دراسات عالمية لا سيما وأن 95% من المضاربين يعتبرون خاسرين ولا يربح إلا 5% لأن المضاربة تحتاج إلى خبرة ودراية ومعلومات وطول النفس.

الفروق بين الأسهم والسندات

1. يعتبر السهم جزءا من رأس مال الشركة ويطرح بهدف زيادة الأرباح وفقًا لحالة البورصة. بينما تطرح السندات عند حاجة الشركة للأموال أو الاقتراض.

2. يعتبر مالك السهم واحدا من مالكي الشركة، بينما تعتبر السندات التزامًا ماليًا يجب أن يتم دفعه من قبل الشركة.

3. من الممكن أن تخسر أو تربح الأسهم ﻷن صاحبها من مالكي الشركة، بينما السندات لا يمكن أن تخسر لأن صاحبها دائنا للشركة.

4. يعتبر طرح السندات استثمارا آمنا أكثر من طرح الأسهم للبيع.

ما العائد من السندات والأسهم؟

أولا: العائد من السندات

- تتضمن السندات سعر فائدة محددا، نفس الشيء مثل القرض، وهذا هو العائد منها.

- عند انتهاء مدة القرض يحصل مالك السند على المبلغ الذي قام بدفعه مضافًا إليه سعر الفائدة.

ثانيًا: العائد من الأسهم

- يتم الحصول على الربح عن طريق الاحتفاظ بالأسهم حتى موعد توزيع الأرباح في الشركة

- يمكن الحصول على الربح من الأسهم عن طريق طرحها للبيع عند ارتفاع سعرها

- من الممكن أن تتم صفقة البيع والشراء خلال جلسة واحدة

3 شخصيات للمستثمرين

1-المستثمر الجريء

هو الإنسان المخاطر لا يتجه للسندات عادة يفضل الأسهم أو الاستثمار في رأس المال المخاطر.

2-المستثمر المتحفظ

يتجه غالبا للسندات والعقارات أو إيداع المال والحصول على فائدة سنوية من الودائع.

3-المستثمر المعتدل

الذي يرغب في تحمل قدر متوسط من المخاطر في سبيل تحقيق قدر متوسط من الأرباح والمكاسب.