من نعم الله على هذه البلاد أن تحل هذه الليالي المباركة وأيام العيد السعيد بفرحة الوطن الكبرى، ذكرى تجدَّد البيعة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي هيأه الله لولاية عهد تدخل عامها الثالث بثقة ولي الأمر في شخصية فذةٍ تَتَّقدُ نشاطاً وقوة وعطاءً. في 26 من رمضان وفي ليلة من لياليه بايع الوطن محمد بن سلمان ولياً للعهد ليقف إلى جانب والده عضداً قوياً وقائداً مُلْهماً، أعطاه الله سبحانه وتعالى من سمات القيادة ما أبَهر العالم كلَّه، حتى رأينا الدوائر العالمية والمحافل الأُممية وهي تسجل إعجابها بهذه الشخصية التي تقود مع والدها دفة الحكم في هذا الوطن العزيز. وقد عاشت المملكة طفرة قوية في مناحٍ عديدة جعَلْتنا نسجُّل تمَّيزاً في التنمية على مختلف مناحيها، إذ رسم لهذه الدولة رؤية 2030، فأصبح التخطيط مدروساً والإبداع منهجاً، ورأينا النجاحات المتتالية في شتى القطاعات الحكومية والهيئات والقطاع الخاص، وسأذكر جانباً من ملفات عديدة تعجز الكلمُات عن تسَطْيرها أمام سجل كبير لولي العهد حفظه الله. يكفي أن ملف الرؤية أعطى نموذجاً مختلفاً عن إدارة الدولة، فبدأ سموه مع والده حفظهما الله بإصدار العديد من القرارات، ليكون المجلسان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية جامعين لكثير من المجالس السابقة التي كانت برئاسة الملك وسمو ولي العهد، وأصبح سمو ولي العهد رئيساً لهذين المجلسين اللذين يهدفان إلى عدة أمور، أهمها الإصلاح الإداري ومحاسبة الأجهزة الحكومية والشفافية وطرح الأفكار، واستعراض المشاريع أمام هذين المجلسين وبحضور الوزراء كل في تخصصه. وكان من محاور هذه الرؤية التي أطلقها سمو سيدي ولي العهد إطلاق المجالس العُليا كما ذكرت، وإبراز التوازن بين محاور التنمية ومتابعة إنتاج الاقتصاد الذي تقوم عليه الدولة، فأطلق الصناديق التي تنقل المملكة من الإعتماد على النفط إلى الاعتماد على الإنتاج في الصناعات العسكرية والوطنية وبناء الإنسان أولاً، وأتذكر عندما ذكر سمو ولي العهد بكلمات الواثق أن لدينا الحرمين الشريفين والموقع الجغرافي الإستراتيجي بين القارات، وأدخل القطاع الخاص كشريك في التنمية، ولدينا الموقع الديني كون المملكة تقوم على رعاية الحرمين الشريفين وقاصديهما، وقدمت المملكة عبر شراكاتها مع الدولة الصديقة برامج اقتصادية يشرف عليها ولي العهد مباشرة بقيام عدد من المشاريع في نيوم والقدية والبحر الأحمر وآمالا غيرها، وطرح شركة أرامكو التريليونية أكبر عملاق اقتصادي في العالم لللاكتتاب، ما جعل الدول جميعها تخطب ودَّ المملكة في المشاريع الاقتصادية والتنموية، وتقديم شراكات للإسهام في عجلة التنمية السعودية، وعُني سمو ولي العهد أيضاً بالإنسان فأطلقْ برامج التدريب وأكاديميات الأمن السيبراني، وجعل شباب المملكة من الجنسْين يتسابقون في إطلاق مشاريع ريادة الأعمال، وعمل على تطوير الذات وبرامجها المتنوعة بقيام أكاديميات مسك العالمية التي يسهم شبابُها بمتابعة بدر العساكر وتوجيهات عليا من سمو ولي العهد، إلى أن تحتل مكانة عالمية في برامجها المتنَّوعة. وكذلك دعم برامج التعليم والصحة والإعلام وزيادة رقعة الإبداع والابتكار، كل هذا في سياق هذه الرؤية العظيمة 2030. قلت كم يصعب حصر برامج الإبداع والتنوع في فكر سمو ولي العهد لكنها إشارات عابرة تذكر بفرحْتنا جميعاً مع ذكرى البيعة الثالثة لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وفقه الله وأعانه. حفظ الله قيادتنا وإلى مزيد من العطاء يا وطن الشموخ.