مع بداية الأزمة التي فجرتها حائجة كورونا (كوفيد - 19)، ومع بدء تطبيق التدابير الاحترازية التي تفاوتت شدتها ومدتها تبعاً لتطور الأزمة، أُطلقت جملة من التطبيقات التقنية، التي قدمت خدمات متميزة، على الرغم من أنها لم تخل من بعض الملاحظات هنا أو هناك.

كان أشهر تلك التطبيقات، تطبيق «توكلنا» الذي اشتمل على منصة مركز الاتصال ccc الذي يرد يوميا على نحو 20 ألف مكاملة، و12 ألف معاملة، وقد بلغت نسبة الرضا عن جودة خدماته درجة عالية.

وإلى جانب استقبال المكالمات ومعالجة الطلبات الواردة لتطبيق «توكلنا»، تشمل خدمات موظفي مراكز الاتصال المساهمة في خدمة مركز المعلومات الوطني إضافة إلى الرد على رسائل البريد الإلكتروني والدردشة الاستعلامية والاستفسارات عبر تويتر.

تصاريح إلكترونية

كانت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، أطلقت تطبيق «توكلنا»، وذلك بغرض تمكين الجهات الحكومية والخاصة المستثناة من قرار منع التجوال من إصدار تصاريح الاستثناء إلكترونياً لموظفيها من خلال منصة للجهات الحكومية، وأخرى للقطاع الخاص.

يتيح التطبيق الحصول على تراخيص مباشرة لكل الذين تستدعي ظروفهم التنقل خلال فترة منع التجوال، لكنها بقيت محكومة بحالات خاصة، حتى لا يساء استعمالها.

يتطلب التطبيق توفر خدمة الإنترنت للاستفادة من خدماته، وهو تطبيق مجاني لا يستهلك من رصيد البيانات الشخصي، ويدعم اللغتين العربية والإنجليزية.

إشكاليات

مع الرضا والسهولة التي قدمها التطبيق، سجلت عليه بعض الإشكاليات، فقد ذكر مستخدموه أنه لا يوفر القدرة على تغيير مكان السكن إلا بعد شهر كامل، مطالبين بأن يكون التغيير أسبوعياً، خصوصا لمن لديه أكثر من عائلة يسكنون أحياء متفرقة، فيما طالب آخرون بوضع خاصية لتحديد أكثر من مكان بشروط معينة حسب عدد المساكن التي يقطن بها الشخص.

تجاوباً مع الملاحظات، ذكر التطبيق أنه «نظرا لكثرة الطلبات الواردة بخصوص تعديل مقر السكن، نود إعلامكم بأنه ستتم إتاحة تعديل مقر السكن لجميع المستخدمين لتسهيل الاستفادة من خصائص التطبيق في أوقات منع التجوال».

تشتت الجهود

يقول ماجد الجهني: «ظهرت مع الأزمة كثير من التطبيقات والبرامج، وهي تؤكد الجهود الجبارة لشباب هذا الوطن، لكن كثرة التطبيقات المتعلقة تقريبا بنشاط متماثل مثل «صحتي» و»موعد» و»صحة» و»طمني» و»أسعفني» ليس في صالحها، إذ يفترض توحيد الجهود ووضعها في برنامج واحد، فمثلا عند وجود حالة مرضية تحتاج نقل للطوارئ لا بد من تطبيق «أسعفني» الذي يقرر الموافقة وتستغرق ساعة كاملة، فهل من المعقول تصريح المشي أو تصاريح التموينات بشكل فوري وتصريح نقل مريض يتأخر إلى حدود ساعة».

يقول عبدالرحمن: «احتجت تصريح لنقل والدتي للمستشفى من برنامج أسعفني لكني أجد استجابة في وقتها، أتمنى أن تكون هناك تصاريح للحالات الطارئة والظروف الصعبة بشكل عاجل».

في المقابل يخالف محمد الحربي، ويقول: «في الحالات الصحية الطارئة لا يستغرق الرد أكثر من 10 دقائق، فقد طلبت من «أسعفني» تصريح حالة مرضية، وحصلت على الموافقة خلال 10 دقائق، كانت مدته ساعة، ولو استغرق وجودي في المستشفى وقتا أطول لكانت أوراق المستشفى مبررا لتأخري».

تنبيه دون موافقة

يقول طلال الجهني: «طلبت تصريحا، لكني لم تصلني رسالة معرفة حالة الطلب، وقبل انتهاء التصريح بـ10 دقائق وصلني تنبيه أنه باق 10 دقايق على انتهاء مدة التصريح الذي كنت في انتظاره».

أضاف «يفترض أن تتوفر للجميع دورات تثقيفية عن بعد لمعرفة الدخول على الموقع ومعرفه كامل التفاصيل وخاصة البرامج التي يحصل فيها تحديث وإضافة».

صلاحية وتقنية

ذكرت هيئة الهلال الأحمر عبر موقعها الرسمي أن ‏الموافقة على إذن الخروج، تبقى من صلاحية الأمن العام، ويتمثل دور الهيئة من الناحية التقنية فقط لرفع الطلب للأمن العام عن طريق تطبيق «أسعفني».

من جانبه، قال مدير مشاريع التحول الرقمي وإخصائي إدارة التغيير المهندس عبدالرحمن الشهري لـ»الوطن» «قدمت المملكة نموذجاً رائداً في التطور التقني الذي تنهجه مختلف الجهات الحكومية في مواجهتها للجائحة، حيث أطلقت عددا من الخدمات عبر التطبيقات التقنية لمختلف الأجهزة والهواتف الذكية».

يضيف «كانت البداية مع تطبيق (توكلنا) الذي طورته وأشرفت على تنفيذه وزارة الداخلية ويقدم خدماته في تنظيم الخروج من المنزل لأغراض تموينية طارئة أو لاحتياجات أخرى».

لتحقيق التكامل التقني مع هذه الخدمات، بذلت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات جهوداً إضافية لتنظيم قطاع شركات التوصيل والشحن، وحرصت الوزارة على استمرار جميع التطبيقات التقنية المتعلقة بخدمات التوصيل لتعمل دون انقطاع عبر تحسين الإجراءات للتصاريح النظامية وتهيئة كافة السبل لتشجيع المواطنين للانضمام إلى فرق العمل المختلفة لهذه التطبيقات.

بدورها، طورت وزارة الصحة تطبيقاتها التقنية بسرعة فائقة، فقدمت خدمات الاستشارات الطبية المباشرة (المرئية والصوتية)، ضمن الخدمات المقدمة في تطبيق (صحة)، وتقديم جميع المعلومات والإرشادات الصحية التي أسهمت بشكل واضح في تقديم خدمة طبية متميزة عبر فرق احترافية من الأطباء والاستشاريين والممارسين الصحيين.

كما أن تطبيق (أسعفني) الذي طورته هيئة الهلال الأحمر السعودي، قدم خدمات أكثر من رائعة في مباشرة الحالات والبلاغات الإسعافية من خلال خدمة البلاغات الإلكترونية مباشرة ومعرفة الموقع الجغرافي للبلاغ.

استمرت وزارة الصحة في جهودها التقنية، فأطلقت تطبيق (تطمّن) ضمن مجموعتها التقنية، والذي تم تطويره في وقت وجيز خصيصاً لمتابعة المستفيدين من خدماتها ممن تم وضعهم في العزل الطبي أو المنزلي، حيث يمكن من خلاله متابعة الحالة الصحية، الفترة الزمنية للعزل والإطلاع على التوجيهات الطبية والتوعوية».

تطبيقات أطلقت خلال أزمة كورونا

مركز الاتصال في توكلنا

20

ألف رد يومي على المكالمات

12

ألف معاملة