أسهم أستاذ كرسي الجيولوجيا في هارفارد، أستاذ كرسي الأحياء في جامعة نيويورك، ستيفن جاي جولد في تطوير نظرية التطور لداروين بتقديمه لفكرة «التطور المتقطع» وتحول التغيرات الكمية إلى كيفية في طفرات، لكن الواقع الأهم الذي منحه قيمة إنسانية، أنه بالعلم توج واحدا من أكبر محاربي العنصرية، ومن أهم من كتبوا في «تبسيط العلوم» في القرن العشرين لدحض وتقويض الأفكار العنصرية.

كارهو السود

تبرز إسهاماته في مكافحة العنصرية بشكل واضح في كتابه The Mismeasure of Man عن «المقاييس المغرضة للإنسان»، مفندا كل الفرضيات «العلمية» التي تساند العنصرية كأفكار وممارسة، لافتا في سطور الكتاب إلى أن أبراهام لينكولن، زعيم تحرير العبيد في أمريكا كان مالكاً للعبيد، وكان حتى وفاته عنصريا يرى في الرجال والنساء السود كائنات أدنى على سلم التطور البشري.

يناقش جولد في الكتاب الأفكار العنصرية وما تحدثه من عمى في نفوس البشر الذين ينطلقون من مثل هذه الأفكار، مستشهدا بالفكرة العنصرية التي يروجها كارهو السود وهي «قياسات الوجه للسود وتشبيهه بالقردة» داحضا الفكرة من أساسها.

مقاييس مريضة

يشير ستيفن جولد إلى أن «العلماء» من العنصريين البيض خرجوا بمقياس آخر، هو مدى «استقامة» الوجه، فالسود ملامحهم بارزة قليلا إلى الأمام ولكن البيض ملامحهم «ممسوحة» نسبيا، ويوضح قائلا: لو كان ذلك صحيحا أي أن ملامح السود بارزة أكثر من البيض، فإن الصينيين سيكونون هم الجنس المتفوق لا البيض.

ويقوض جولد تلك الفكرة العنصرية، ذاكرا «أن أي محاولة للربط بين حجم الرأس وبين الميول الإجرامية، أو بروز الفك مثلا وبين القدرات العقلية وغيرها، التي استُخدمت كقياسات علمية لإثبات اختلاف الرجل عن المرأة وتفوقها، وتفوق البرجوازي على الطبقات الفقيرة، وتفوق الأبيض على الأسود وغيره من الأعراق، هي هراءات يمكن ببساطة تقويضها و»بالعلم» نستطيع قياسه.

ولا يتردد جولد في الجهر بقوة ضد العنصريين «سحقاً لكم ولمقاييسكم المريضة مثل أفكاركم». خذوا مقاييسكم المغرضة وخذوا عنصريتكم وخذوا العمى الذي تنشرونه والكراهية التي تبثونها وخذوا نظامكم كله واذهبوا إلى مزبلة التاريخ».

الموثوقية

جاءت محتويات الكتاب عن المقاييس الخاطئة، مؤكدة أنه «إن كنت تبحث عن معالجة للنظرية بشكل عام، فانظر النظرية».

النظرية العلمية هي التفسير الأفضل للحقائق التي نشاهدها حولنا في الطبيعة والتي يتم الوصول إليها باستخدام الأساليب العلمية، والتي تختبر مراراً وتكراراً ويتم تأكيدها باستخدام الملاحظة والتجربة. النظريات العلمية هي الشكل الأكثر موثوقية، ودقة، وشمولاً للمعرفة العلمية.

قدرات تفسيرية

قال ستيفن جاي غولد: "الحقائق والنظريات هما أمران مختلفان، ولكنهما ليسا درجات في التسلسل الهرمي من ازدياد اليقين. الحقائق هي البيانات العالمية، بينما النظريات هي الهيكليات التي تشرح وتفسر هذه الحقائق. من المهم جداً أن نفرق بين استخدام النظرية في مجال العلوم وبين استخدامها عند عامة الناس. وهو الخطأ الذي يقع فيه المعظم، فعند العامة تكون عادة بمعنى حدس أو رأي أو فرضية أو تنبؤ، وهذا الاستخدام هو النقيض لمعنى النظرية عند العلماء. يستخدم العلماء النظريات العلمية كأساس لاكتساب مزيد من المعرفة، ومن أجل تحقيق أهداف مثل اختراع التكنولوجيا أو علاج الأمراض. والمعرفة المكتسبة من خلال النظريات العلمية تعتبر استقرائية واستنباطية في الطبيعة، بمعنى أن لها قدرات تفسيرية وتنبؤية.

ستيفن جاي جولد

1972 وضع مع نيلز ألدريج نظرية التوازن النقطي عن التطور

كتب حوالي 300 مقالة في مجلة التاريخ الطبيعي

2000 أطلقت عليه مكتبة الكونغرس الأمريكية اسم الأسطورة الحيَّة

1982 منحته هارفارد لقب ألكسندر أجاسيز أستاذ علم الحيوان

شغل منصب رئيس جمعية الأحافير (1985 - 1986) وجمعية دراسة التطور (1990 - 1991)

كان ناشطاً في حركة الحقوق المدنية من أجل العدالة الاجتماعية

تحدث وكتب ضد الظلم الثقافي في جميع أشكاله

انتقد العلوم الزائفة المستخدمة في خدمة العنصرية والتمييز

يتحدث الفرنسية والألمانية والروسية والإيطالية