مر المجنون برجلين قد صادا ظبية فربطاها بحبل، فلما نظر إليها وهي تركض في حبالهما دمعت عيناه، وقال، لهما: حُلاها وخذا مكانها شاة من غنمي، ثم أنشدهما:
يا صاحبيَّ اللذين اليوم قد أخذا
في الحبل شبهاً لليلى ثم غَلّاها
إني أرى اليوم في أعطاف شاتكما
مشابها أشبهت ليلى فحلَّاها
ثم أعطاهما الشاة فحلاها، فولَّت هاربة فقال: وقد نظر إليها وهي تغدو
أيا شبه ليلى لا تراعي؛ فإنني
لك اليوم من وحشيِّة لصديق
ويا شبه ليلى لو تلبَّثتِ ساعة
لعلَّ فؤادي من جواه يفيق
فعيناك عيناها وجيدك جيدها
ولكن عظم الساق منك دقيق
أقول وقد أطلقتها من وثاقها
لأنت لليلى ما حييت طليق