وبلغ عدد حالات التبرع أكثر من 60 حالة استفاد منها المرضى المحتاجون، وأن الأمراض التي تمت معالجتها بواسطة الخلايا الجذعية هي سرطان الدم، وسرطان الغدد اللمفاوية، وأمراض الدم المناعية والوراثية.
وتوفر الخلايا الجذعية والمنتجات المشتقة منها وعدا كبيرا بعلاجات طبية جديدة، والخلايا الجذعية هي المواد الخام بالجسم، وتتولَّد منها جميع الخلايا الأخرى ذات الوظائف المُتخصِّصة، حيث تجدد الأنسجة المريضة أو التالفة، وتصلحها، ويمكنها علاج مرضى مصابين بالحبل الشوكي، ومرض السكري من النوع الأول، ومرض باركنسون، والتصلب الجانبي الضموري، ومرض الزهايمر، ومرض القلب، والسكتة الدماغية، والحروق، والسرطان والفُصال العظمي.
علاج طبي
أوضحت مديرة السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية الدكتورة دنيا جودت أن الخلايا الجذعية هي الخلايا الأم المكونة والمنتجة لجميع الخلايا البالغة في أنسجة جسم الإنسان، وفي النخاع العظمي الموجود في عظام الجسم تكون الخلايا الجذعية هي المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم وتجديدها باستمرار طيلة حياة الإنسان، مبينة أن أي خلل أو مرض في النخاع العظمي قد يؤثر على الخلايا الجذعية وعلى إنتاج خلايا الدم.
وقالت لـ»الوطن» «زراعة النخاع العظمي أو زراعة الخلايا الجذعية علاج طبي يتم فيه نقل الخلايا الجذعية إما من نفس المريض أو من متبرع آخر لعلاج عدد من الأمراض مثل سرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية وأمراض فشل النخاع العظمي وبعض أمراض الدم أو نقص المناعة الوراثي. وخلافا للانطباع السائد فزراعة النخاع العظمي ليست عملية جراحية، وتتم بطريقة مشابهة لعملية نقل الدم بعد إعطاء المريض جرعات تحضيرية بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي، وللخلايا الجذعية القدرة على الانقسام وتعويض الخلايا التالفة في أنسجة الجسم، ومن هذه النظرية أتت فكرة زراعة الخلايا الجذعية في علاج أمراض فشل النخاع العظمي أو أمراض الدم الأخرى».
قاعدة بيانات
أبانت الدكتورة دنيا أن السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية تأسس عام 2011 بمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بمقر الشؤون الصحية بالحرس الوطني، وهو يهدف إلى تأسيس قاعدة بيانات للأشخاص الراغبين بالتبرع بالخلايا الجذعية للمرضى الذين هم في أمس الحاجة للزراعة (من مرضى سرطان الدم والمرضى المصابين بأمراض الدم الوراثية أو نقص المناعة الوراثي).
ويعد السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية الأكبر من نوعه في العالم العربي، ومصدرا رئيسا للمرضى الذين لم يجدوا متبرعا مطابقا لهم من أقاربهم، حيث إن 60% من المرضى الأطفال و30% من المرضى البالغين لا يجدون متبرعا مطابقا من نفس الأسرة.
ثلاثة اشتراطات
أشارت الدكتورة دنيا إلى ثلاثة شروط للانضمام والتسجيل لدى السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية، وهي أن يكون عمر المسجّل ما بين 18 إلى 49 سنة، وأن يكون بصحة جيّدة، ويكون مستعدا تماما للتبرع بالخلايا الجذعية في حال الحاجة للتبرع.
وعن طرق التبرع بالخلايا الجذعية فهناك طريقتان الأولى: التبرع بالخلايا الجذعية عن طريق جمع الخلايا من دم الوريد بعد إجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة وصحة المتبرع، وسيأخذ المتبرع جرعات حقن كعلاج محفز يهدف لزيادة عدد الخلايا الجذعية في مجرى الدم لمدة 4 الى 5 أيام ومن بعدها سيتم سحب الدم من المتبرع، وفصل وتجميع الخلايا الجذعية من مجرى الدم، وإعادة الدم إلى الجسم وذلك باستخدام جهاز فصل الخلايا.
وهذه الطريقة تستغرق من 3 إلى 5 ساعات، ويمكن للمتبرع الأكل والشرب ومشاهدة التلفاز أو القراءة خلال هذه العملية.
وقد يشعر المتبرع بصداع أو الآم في العظام أو العضلات بعد أخذ الحقن، وهي أعراض تختفي بالتدريج بعد عملية التبرع. ويعود المتبرع لوضعه الطبيعي خلال يوم أو يومين بعد عملية التبرع.
أما الطريقة الثانية، فهي التبرع بالخلايا الجذعية عن طريق النخاع العظمي، وهي عملية جراحية يتم فيها تخدير المتبرع حيث لا يشعر بألم أثناء العملية ويتم من خلالها إدخال إبرة في عظم الحوض الخلفي وتسحب عن طريقها الخلايا من النخاع العظمي، وتؤخذ من 1 إلى 5% من نسبة الخلايا في النخاع العظمي، وتتجدد الخلايا الجذعية بالنخاع العظمي في فترة قد تستغرق حتى 3 أسابيع.
وتستغرق عملية تجميع أو سحب الخلايا من النخاع العظمي من 30 إلى 40 دقيقة، وتتطلب بقاء المتبرع في المستشفى لمدة يوم واحد، وبعد عملية التبرع بالنخاع، قد يشعر المتبرع بألم في أسفل الظهر لعدة أيام، ويتوقع عودة المتبرع لروتينه اليومي خلال أسبوع.
نسق تصاعدي
عن إقبال المجتمع على التبرع بالخلايا الجذعية ذكرت الدكتورة دنيا أن الإقبال في نسق تصاعدي، وقالت «تصلنا طلبات بشكل يومي للتعاون معنا في إقامة حملات التبرع أو الانضمام في قائمة المتبرعين بالخلايا الجذعية، لكن ما زلنا بحاجة لتسليط الضوء من قبل الجهات الإعلامية حول أهمية التبرع بالخلايا الجذعية للمجتمع»، موضحة وجود منصات مثل الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لطرح كافة الأمور المتعلقة بالخلايا الجذعية والتبرع بها والإجابة عن الاستفسارات والتساؤلات حول ذلك، إضافة إلى التواصل مع معظم المهرجانات الكبرى والجامعات والوزارات والشركات والمؤسسات لتوعية منسوبيها حول الخلايا الجذعية.
شروط الانضمام لسجل المتبرعين بالخلايا الجذعية
1ـ أن يكون المسجل بين 18 و49 من عمره
2ـ أن يكون بصحة جيّدة
3ـ أن يكون مستعدا تماما للتبرع حال الحاجة
طرق التبرع بالخلايا الجذعية
- أولا:
جمع الخلايا من دم الوريد
يحتاج التبرع لحقن محفزة لزيادة عدد الخلايا
يأخذ المتبرع الحقن لمدة 4 إلى 5 أيام
يسحب الدم منه وتفصل وتجمع الخلايا
تستغرق من 3 إلى 5 ساعات
* آثار:
صداع أو آلام في العظام أو العضلات بعد الحقن وهي أعراض تختفي بالتدريج خلال يوم أو اثنين.
- ثانيا:
عن طريق النخاع العظمي
عملية جراحية يتم فيها تخدير المتبرع
تدخل إبرة في عظم الحوض الخلفي وتسحب الخلايا
تتجدد الخلايا الجذعية بالنخاع في فترة 3 أسابيع
تستغرق عملية تجميع أو سحب الخلايا من النخاع 30 إلى 40 دقيقة
يبقى المتبرع بالمستشفى يوما واحدا
* آثار:
الشعور بألم في أسفل الظهر لعدة أيام