عصفت جائحة كورونا بالعالم وأكلت في طريقها كثيرا من الأخضر واليابس، وتم فرض حجر دولي ثم رفع، والآن أعادته بعض الدول، ولا زال الكثير منا متوجسا هل سيعود الحجر لدينا في المملكة أم لا؟

في واقعنا السعودي خصوصا الجميع أصبح «استشاري أمراض معدية» إلا شيء.. وأنا أقول ذلك ليس تهكما، بل واقعا. لقد تلقى المجتمع جرعات مكثفة متتابعة توعوية بشأن الفايروس «المشؤوم» كوفيد19، التعقيم وطرق الحماية وكيفية الانتقال والفئات الأكثر خطرا...الخ بل وصلوا إلى أن يناقشوا ويطلعوا باستمرار على مستجدات اللقاح والأدوية المعتمدة، ووصلوا إلى أبعد من ذلك فأصبح الكثير يربط الدواء «الفلاني» بالبيت الأبيض والانتخابات ومن هذا القبيل.

ما رأيته وأريد قوله أني -كطبيب- عندما أتحدث إلى أحد الأشخاص «أبغى أوعيه» عن الجائحة أجده «يكمل» جملي ويزيد، ويأتي أحيانا بكلام قد ألقيته في قناة تلفزيونية أو وسيلة تواصل اجتماعي أو ألقاه طبيب آخر.

الجميع دون استثناء أصبح واعيا مدركا متقنا لفن التعامل الوقائي مع الفايروس وبالتالي فإني -ومن منطلق شخصي- أرى أن لا يكون الحجر في مستقبل الأيام هو الحل لمكافحة انتشار المرض؛ سيقول قائل: طيب وش الحل؟!

الحل الذي أراه وأتبناه بشدة هو بما أن «الجميع» أصبح واعيا مدركا بل «استشاريا» وقائيا، تبقى هناك نقطة واحدة فقط، وهي الفئات الأكثر خطورة، هذه الفئات أرى أن تتولى المراكز الصحية الحكومية متابعتها «باستمرار» ولو بشكل أسبوعي؛ فكل مركز صحي تتبعه منطقة جغرافية محددة بـ«قوقل إيرث»، بالتالي يكون هذا المركز الصحي (س) مسؤولا عن منطقته الجغرافية؛ يقوم بحصر جميع التابعين أصحاب عوامل الخطورة ويتابعهم بشكل أسبوعي على الأقل، ويعمل لهم فقط قياس حرارة وقياس تشبع الأكسجين بالدم ومسحة أنفية فموية، وعما إذا كان قد اختلط بحالة إيجابية من عدمها..

ومن توجد لديه من هؤلاء الأشخاص علامة إيجابية من هذه الأربع يتم التعامل معه كمصاب وفقا للمعايير الصحية، حجر وعلاج ومتابعة حتى تنتهي مدة حجره، ومن بعدها سيكون مكتسبا مناعة تحصنه من سنة إلى سنتين ضد الوباء بإذن الله.

وليعط جوازا صحيا يثبت أنه قد أصيب وأن لديه مناعة ولو لمدة 6 أشهر على الأقل؛ بالتالي يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي..

هذا ما أراه بديلا عن الحجر الكلي الذي سيكبد الجميع خسائر نفسية أولا ومادية ثانيا.. مجرد اقتراح؛ ودمتم بصحة..