لم يكن الإنجاز الذي حقَّقه مهاجم الأهلي عمر السومة في وقوفه على صدارة الهدافين التاريخيين لدوري المحترفين السعودي، بل إنه تفوق ميدانياً على جميع المهاجمين الأجانب والمحليين في دوري هذا العام، وأكد أنه حاضر في كل الأحوال، وحتى ولو غاب وهج فريقه وسط الميدان، فإن حسم نقاط الفتح بهدف لا يسجله إلا الكبار، وفي نزال الرائد سجل هدف الفوز بعد أن أرسل قذيفة على مرمى (دوخة) في الرمق الأخير، وأحدثت هذه الإصابة دوخة للمناوئين، فالأهلي خلال المواجهات الماضية سجل غياباً فنياً ملموساً، غير أن السومة تجلى في ساحة الوغى، وقلب المعادلة وحده، ومن خلفه الحارس العويس، وكان ذلك كافياً لكي ينتزع ست نقاط وضعته حذو القذة بالقذة مع المتصدر الهلال الذي تعثر في موقعة (الكلاسيكو)، وشهد هذا النزال غياباً تهديفياً (لقوميز) في الهلال والصربي (بريجوفيتش) بالاتحاد، حيث أهدرا العديد من الفرص السهلة الكفيلة بترجيح أحد الفريقين في حين كان مهاجم النصر هداف الدوري السعودي السابق (حمد الله) يغط في سبات عميق وبعيداً عن الأجواء التهديفية، وفي ظل هذا الانحسار التهديفي ممن يعول عليهم تجلى السومة بكل اقتدار وقاد فريقه.

أعود (للكلاسيكو) بين الهلال والاتحاد، حيث حضرت المتعة والإثارة على الرغم من الغياب الجماهيري وتبادل عشاق الفريقين الطرح على صدر المواقع الاجتماعية، كل يغني على ليلاه ويرمي بالتهم على الأجهزة التدريبية مرات، ولم يسلم التحكيم من حدة النقد الذي وصل إلى مؤشر لا يقبله الذوق.

الجولات الأخيرة شهدت ضياع أربع نقاط هلالية في حين حصد الأهلي العلامة الكاملة، وتعثر التعاون وعاد الفتح والشباب لدائرة الانتصارات وواصل العين جموحه، والرائد قدم أحلى العروض، لكنه لم يكمل الجمالية بترجمة الأهداف، واللافت أن النصر لا يزال متمسكاً في تلابيب القاع مع ضمك الذي فرض التعادل في افتتاح ملعب (مرسول بارك)، وكان البرتغالي فيتوريا أول المدربين المغادرين، وسبقه جوليانو وموسى والحلافي، وربما يكون مرابط أبرز الراحلين في الشتوية والإقالات قد تطول، ولن تكون الحل لنجاح المشروع المنتظر. ‫