لم يطرق السعودية أبواب مهنة عرض الأزياء الـ(Modeling) إلا منذ وقت قصير للغاية، وحتى الآن لم يشكلوا أعرافًا خاصة بالمهنة، ولم يعتمدوا معايير لاختيار عارضيها وعارضاتها، على الرغم من قدم وتقاليد المهنة في الخارج، حيث تزدهر وتقام لها المهرجانات، ويحظى كثيرون من عارضيها بفرص كبيرة لاقتحام عوالم أخرى من الترويج، وحتى التمثيل في أكبر الأفلام السينمائية ومع أبرز شركات الإنتاج.

وتواجه مهنة عرض الأزياء في المملكة تحديات كثيرة، من أهمها غياب المعايير التي يتم بناء عليها انتقاء العارضين، واختيارهم لتقديم العروض، إضافة لاقتحام بعض الدخلاء للمهنة ما يؤثر على فرص العاملين والممتهنين لها.

معايير غائبة

يوضح العارض (model) محمد إسكندر: «هناك معايير عالمية يتم على على ضوئها اختيار العارضين والعارضات، لكننا في المملكة لم نأخذ بعد بها، ومع ذلك يوجد بعض المصممين والملمين بطبيعة العمل بشكل جيد يقومون بطلب معايير وتقييمات تخدم تصاميمهم».

وتابع: «ثمة أمور بالغة الأهمية في مهنة عرض الأزياء، ومنها شخصية العارض والكاريزما الخاصة به، إضافة إلى مقاييس الجسم والملامح، وهذه أشياء يجب الانتباه إليها والتركيز عليها جيدًا».

تكيف

تقول العارضة بيلا: «إن مسألة المعايير وتحديد الوزن والطول من وجهة نظري لا أهمية لها، فالعارضة ينبغي أن تعرض جميع القطع بكافة المقاسات واختلافاتها، فأجسام السيدات تختلف وأوازنهن كذلك، ويجب أن توجد العارضة التي تعرض الـ(plus size)؛ لأن المتمتعات به كذلك من الفئات المستهدفة في الشراء، وهكذا».

وتتابع: «أرى أن الموديل الحقيقية هي التي تعرف كيف تتعامل مع الكاميرا بغض النظر عن المقاييس الجسدية».

اقتحام الدخلاء

يشير اسكندر إلى أن أبرز المشكلات التي تواجه مهنة عارض الأزياء هي «وجود أشخاص لا يمتّون للمهنة بصلة، ويقومون بالتصوير بشكل احترافي، ويصنفون أنفسهم على أنهم موديل، وهذا يؤثر على العارض المحترف من النواحي المادية، فغير المحترف يرض بمبالغ أقل من تلك التي يتقاضاها العارض المتمرس، وبالتالي يؤثر وجود هؤلاء على طلب المصممين للعارض المتمرس، وقد ينصرفون عنه إلى الأقل سعرًا». وأكدت العارضة بيلا ذلك قائلة: «انصراف المصممين أو خبيرات التجميل للعارضات الأقل خبرة لا يؤدي في النهاية إلى خروج المنتج أو الصورة بالشكل المطلوب».

غياب القبول

تشدد بيلا على أن المهنة واجهت عدم التقبل الاجتماعي، وتقول: «كانت الفتاة التي تمتهن مهنة العرض (modeling) تتعرض للانتقادات والهجوم، والغريب أننا كنا نجد أن صورة العارضة في حساب خبيرة التجميل تجد التفاعل والإعجاب، وتحظى بكثير من التعليقات الإيجابية، بينما إذا ذهبنا لصفحة العارضة نفسها نجدها تتعرض للنقد اللاذع من نوع.. كيف تطلعي نفسك، كيف تطلعي شعرك، وغيرها من التعليقات السلبية». وتابعت: «حاليًا استوعب كثيرون أن العارضة تؤدي عملا، وهو عرض منتج معين، أزياء أو مكياج أو نحوه». وفي هذا الصدد، يوضح إسكندر «في السابق كان الذي يمتهن عرض الأزياء يُقابل بتهكّم شديد، ولكن مع مرور الزمن أصبح الناس يستوعبون هذه المهنة، وتحولت إلى مصدر دخل، حيث إن بعضهم مكتفٍ بها، ولا يعمل في أي وظيفة أخرى، عكس السابق حين كانت مجرد هواية أو مهنة جانبية إلى جانب الوظيفة الرئيسة».

لون البشرة

تواجه عارضات الأزياء مشاكل أخرى غير تلك التي تتعلق بتقبل المجتمع لمهنتهن، فحتى لون البشرة قد يشكل عائقًا أحيانًا أمام فرصهن، خاصة في مجال عرض المكياج، وتقول العارضة روح: «إن بعض خبيرات التجميل يرين أن الجمال حصرًا على ذوات البشرة البيضاء أو الحنطية، وبعضهن لا يفضلن التعاطي مع البشرة السمراء لصعوبة التعامل معها من ناحية اختيار الألوان المناسبة ونحوه، ولكن هذه ليست قاعدة عامة، فبعض خبيرات التجميل نجحن كثيرًا، خاصة في مكياج البشرة السمراء».

مصممو الأزياء

تؤكد مصصمة الأزياء خلود عيسى أن الاعتماد على العارضات بات كبيرًا في السنوات الأخيرة، وتقول: «زاد الاعتماد بشكل ملحوظ على العارضات في تقديم التصاميم، فهن يظهرن التصاميم بأبهى صوره، ويترجمن عمل المصمم بشكل جيد، سواء تعلق ذلك بتصميم الأزياء أو المجوهرات أو عرض المكياج، والمهنة ليست حكرًا على السيدات فقط، بل حتى الرجال باتوا يمتهنون المهنة ويحققون فيها نجاحات كبيرة».

بدوره، يرى المصمم أيمن الرابغي أن مهنة عرض الأزياء لا تحتاج إلى دراسة، وإنما تحتاج فقط إلى التدريب وتنمية المهارات، لأن الموديل أو العارض ممثل صامت يعرض القطعة دون كلمات، ومن أهم الشروط أن يكون مرنًا وسريعًا في إعطاء المصمم ما يريد من نظرات أو وضعيات مختلفة أمام الكاميرا، والوسامة ليست شرطًا للموديل بعكس مسألة القوام، خاصة في عرض الأزياء، بعكس عارضي الدعايات.

فكرة العرض

توضح خلود عيسى أن فكرة العرض هي التي تفرض شروط العارضين والعارضات، وتقول: «في عرض الأزياء التراثية لا يهم عمر العارضة، فقد نحتاج إلى عارضات في منتصف العمر، وذلك وفقًا لطبيعة العرض التي تتطلب حقبة معينة، وكذلك في عرض أزياء الأطفال نحتاج لعارضين وعارضات أطفال وهكذا، أيضا الاختيار يتم بناء على الفكرة، مثلا إن كان التصوير لغلاف مجلة أو ملابس رياضة أو تصوير لدعاية عطور ونحوه».