صدارة دوري الكبار باتت سانحة لجميع الفرق عطفاً على المستويات المتدنية التي يرسمها الهلال والأهلي اللذان يتسابقان لتبوُّء القمة، فالأول فرط في نقاط كانت في متناول اليد وتمنحه فرصة الابتعاد بالصدارة، وفي غمرة التفريط الأزرق دانت الفرصة للثاني، وكان يكفية الفوز على التعاون ليختال وحيدًا، لكن المفاجأة حضور الخسارة المدوية التي أطاحت بالآمال وجددت وهج السكري الجامح الذي كان يضرب بقوة حينما يلاقي الكبار قبل موسمين، وفي الرياض فرط الهلال بـ4 نقاط متوالية خلال جولتين أمام الاتحاد والشباب وقبلها الخسارة من الوحدة والحصيلة إهدار 7 نقاط مقرون بتوارى غريب للعطاء الأمر الذي اثار حفيظة محبيه حول الأسباب التي أسهمت في التراجع المخيف خاصة وانه ينتظره بعد أيام نهائي حاسم امام المنافس التقليدي النصر في نزال السوبر، والذي يحمل في جعبته جملة تراكمات، أبرزها محاولة رد الاعتبار للنصر بعد الخسائر المتوالية التي تلقاها أمام الهلال واسهمت في ضياع الدوري الموسم الماضي وكأس الملك علاوة على التعثر في الدوري، لكن الزعيم الحالي مرهق ولاعبيه يشوبهم السرحان وسط الميدان والحال ذاتها للأهلي الذي لم يثبت عناصره على منوال معين حتى من كنا ننظر لهم بعين العافية السومة والعويس والبقية المتوهجة لم يكونوا بأحسن حال، وكانت الصدمة الأكبر الإصابة التي لحقت بلاعب الفريق المغربي إدريس فتوحي، الذي يمثل القوة الضاربة، وقد تطول غيبته والأكيد أن الأهلي يحتاج لمدافع متمكن يقود الخط الخلفي ويعيد التوازن، ولا يقل عن حجازي الاتحاد الذي منح عطاء فريقه الشيء الكثير وغيب الخسائر التي لازمت العميد، وهذا تأكيد على علو كعبه وسط الميدان.

الأهلي إذا أراد المنافسة على الدوري يتعين عليه ترميم الخطوط الخلفية ليعزز الحيوية التي يجسدها العويس إلى جانب المسيليم فضلاً عن الوسط الفعال والهجوم النهاز ويقيني لو تواجد مدافع صلب لرتق المعاناة التي تفسد وهج الفريق وتبدد الجهود، أخيرًا وليس بآخر قمة الدوري قد يتبوأها فريق لم يسبق أن حقق المجد سلفًا إذا واصل الأهلي والهلال التفريط غير المبرر، والأماني كبيرة لممثل الكرة السعودية في النهائي العربي بالتوفيق ويعيد الإنجاز الغائب.