جميعنا شاهدنا وبأم أعيننا ازدياد حدة الملاسنات في المدرجات الرياضية والتي صدرت من بعض مسؤولي الأندية السعودية - قبل أيام - وقد انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق وشبابنا وأطفالنا يستمعون ويتناقلون المقاطع التي وصلت لحد الابتذال والتراشق بالكلمات، ولك أن تنظر - عزيزي القارئ- أن رسائل التعصب الرياضي الممزوجة بالسخرية انتقلت على هاشتاجات تويتر ومعها جنبًا إلى جنب العبارات العنصرية.

وهنا أقدم عدة مقترحات، أولا، لماذا لا تنظم وزارة الرياضة واتحاد الكرة في المملكة دوريا مخصصا للأخلاق الرياضية بين جميع المتنافسين في كل الاتحادات الرياضية؟ ويكون له قواعد مثل القواعد التي تطبق على كؤوس اللعب النظيف والمثالي ويكون كأسه أكبر الكؤوس الرياضية في المملكة بحيث يحصل الفريق الفائز على أكبر دعم مالي يعطى للاعبين والفنيين والإداريين.

وثانيًا، من المفيد أن تشترط وزارة الرياضة بأن على أي مسؤول يتم اختياره لإدارة أي فريق أن يكون مجتازًا لبرنامج دراسة الماجستير في أخلاقيات ونزاهة الرياضة وذلك من أجل تثقيف مديري الرياضة والعاملين بحيث يظهرون وجهة نظر منتظمة ومتماسكة حول طبيعة الرياضة والنزاهة والجانب الأخلاقي في الإدارة والذين هم قادرون على جعل أداء المنظمات الرياضية والأشخاص الذين يعملون في بيئة رياضية بجودة أفضل.

يجلب هذا النوع من التعليم جيلاً جديدًا من مديري الرياضات مع فهم عميق لطبيعة الرياضة والقيم الرياضية. والهدف هو منح الخريجين القيمة الاجتماعية للرياضة من سوء استخدامها، وكذلك دعم القيمة الرياضية الخالصة. وتمكينهم من الدفاع عن نزاهة المؤسسات الرياضية والرياضة نفسها وتصميم إستراتيجيات رياضية تعتمد على مبادئ قوية.

وحتى عندما ننظر للتاريخ الرياضي وقبل 500 عام قبل الميلاد كانت الأخلاق الرياضية هي أساس المنافسات في كل الألعاب الموجودة آنذاك، كان اليونانيون القدماء يعتمدون الأخلاق قبل المهارة كمعيار. نعم، الرياضة اليوم تعد مؤشرًا رئيسيا للتنمية والتحضر وسيادة الأخلاق.

وهنا أذكر أشهر أقوال مانديلا عن الأخلاق الرياضية «الرياضة لها سلطة تغيير العالم، سلطة الوحي وسلطة توحيد الناس. الرياضة تخلق الأمل في مكان لا يوجد فيه إلا اليأس، إنها أقوى من الحكومات في إسقاط الحواجز العنصرية».

للأسف أقولها بكل صراحة ووضوح، ما حصل يجب عدم التهاون فيه ولا نتركه يمر مرور الكرام فما حصل يعد كارثة ثقافية وأخلاقية ورياضية يجب النظر لها بكل جدية وإلا فستنتج الرياضة لدينا عكس ما وضعت من أجله إنسانيا ووطنيا، وستتحول إلى عوامل الكره والفرقة وسوء الأخلاق بدلا من تحولها لعوامل التربية والأخلاق والمحبة والإعجاب.

وفي نظري يجب أن نبدأ أولا وقبل الشروع في الحلول، أن نعترف بالمشكلة وهي أن عبارة الروح الرياضية التي لطالما نطنطن بها مرارًا وتكرارًا هي ليست أكثر من كلمات نطلقها في الهواء الطلق حتى إذا حمي الوطيس في الساحة يأتي المعلق الرياضي ويعيد علينا إسطوانة «الروح الرياضية» المشروخة.