طوال تاريخ الشباب لم يتكامل ويصبح مرعباً بالقدر الذي يجسده أفراده حالياً داخل الميدان وتحديداً بعد إقالة المدرب السابق البرتغالي كايشينيا وتعيين الإسباني هيرنانديز الذي قلب المعادلة وغيب الخسائر وباتت المكاسب عنوان الفريق، وعطفا على هذا التميز تصدر الليث الركب وبفارق مريح، وأصبح مخيفا يضرب بالأربعات ويرسم الإبداع في إشارة لتكامل عافية لاعبيه علاوة على حسن توظيف المدرب لجميع العناصر.

ولا شك أن النقلة الأدائية التي ظهرت على العطاء كان خلفها إدارة واعية بقيادة الخبير خالد البلطان الذي حرص على اختيار أفضل الأسماء الأجنبية حسب احتياجات الفريق وبالتالي أعطى هذا التميز والواقعية التي يلعب بها المدرب، واكتمل مثلث النجاح، اللافت أن هناك رؤساء أندية استبعدوا عناصر فعالة بلاعبين تقليدين أصبحوا عالة على الفريق ولم يحركوا ساكنا تجاه التخبطات التي يجسدها المدرب إلا بعد «خراب مالطا»، مما أدى إلى اختلال في المنظومة.

الارتقاء الفني الذي رسمه الشباب يدرس والأكيد أن البلطان فارق عن البقية على صعيد الفكر الفني والإداري، ويقيني لو أن الشباب الحالي طرف في سباق كأس الملك لتبوأ ناصية المرشحين قياساً على تميزه في مسيرة الدوري وبات مرشحاً لنيل اللقب بعد أفول الهلال الذي لم يسبق أن وصل لمؤشر متدن منذ انطلاقة الدوري السعودي بعد أن فرط في نقاط عديدة أدخلته نفقا مظلما، وكان من أبرز الملامح تلقي الفريق ولأول مرة خسائر في دوري المحترفين من فرق تقطن مواقع متأخرة بالدوري علاوة على التعادلات مع أخرى والسؤال: ماذا سيكون حال الزعيم عندما يواجه الفرق الأقوى؟

ما يحدث للهلال تتحمله الإدارة في المقام الأول لأنها تساهلت في العبث الذي كان يرسمه رازفان ومنحته مساحة واسعة من تجديد الثقة، وكشفت المباريات الماضية عدم قدرته على إيجاد الحلول لأنه لا يملك إلا طريقة واحدة، وحالياً الكرة في مرمى فهد بن نافل والبقية للنهوض بالمعنويات وتجديد الروح وشحذ الهمم وإذا لم يتحقق ذلك فتنحية رازفان لن يكون لها تأثير، والأهم أن تسلخ الإدارة وهم الإرهاق من أذهان اللاعبين.