وصف مختصون في التاريخ، الأرقام والرموز التي يتداولها بعض الشباب والمراهقين كتعريف للقبائل لا تعدو أن تكون عصرا جديدا من العنصرية، مشددين على أنه لا أصل مطلقا لهذه الأرقام والرموز التي تمادى البعض في استخدامها والتركيز عليها حتى بلغ فيها الحال أنها فتحت سوقا سوداء لأرقام لوحات السيارات وأرقام الجوالات وغيرها.

ويتداول عدد من الشباب والمراهقين أرقاما ورموزا، ويستخدمونها كنوع من التعارف بينهم؛ لتوضيح انتماءاتهم القبلية، وذلك خلال تخاطبهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما باتوا يحرصون عليها في لوحات سياراتهم وحتى أرقام هواتفهم كنوع من التباهي والتفاخر.

ونفى المؤرخ الدكتور عبدالله التنومي، أن يكون لهذه الرموز أو الأرقام أي جذور أو أساس في التاريخ، مؤكدا أنه «لا صحة لها تاريخيا لتحديد القبائل بالرموز والأرقام، وهي في طبيعتها لا تعدو أن تكون نتاج عصر جديد، وفكر بعض الشباب الذين يخترعون مفردات خاصة يرون أنها لازمة للتعريف بانتماءاتهم، مع التأكيد على أن الرموز العربية الدينية والثقافية والاجتماعية مؤرخة ومعروفة، فيما ثقافة الترميز والترقيم التي يتداولها الشباب حاليا جديدة وطارئة ويعنى بها شيء ما».

عصر جديد

يؤكد التنومي لـ«الوطن» أن «تحديد أرقام القبائل ووضع رموز لها هو عصر جديد من العنصرية وتفكيك لحمة الوحدة الوطنية، بدأ في فكر بعض الشباب المنتسبين للقبائل العربية، وذلك عبر وضع أرقام دالة على كل قبيلة».

وأضاف «ليس هناك أي جذر أو أصل في التاريخ لاستخدام الأرقام تعريفا وتحديدا للقبائل، لكن انتشار هذه الثقافة الذي يشبه انتشار النار في الهشيم، والتفاعل مع ترقيم القبائل وتصنيفها وكتابتها على المركبات يقود إلى ثقافة عنصرية غير مرغوبة، وقد ارتبط الترقيم بمصطلح «الدرباوي» الذي ظهر أخيرا أيضا، وله خط سير وطبيعة ولبس وسيارة معينة ومحددة، كما يحرص البعض أيضا على إضافة الرقم القبلي للوحة السيارة، وتزدهر هذه الظاهرة في مناطق المنازعات، ولها أغانٍ خاصة مثل الشيلات التي تزرع العنف في أنفس الشباب والمراهقين».

تفشي الظاهرة

لفت التنومي إلى أن «هذه مشكلة تؤرخ المفكرين منذ عدة سنوات، ولا يوجد إطار تربوي أو ديني أو اجتماعي موضوع أو يتعامل مع هذه الظاهرة لمحاولة قمع انتشارها، ولو وجدنا أسلوبا للتوعية مدروسا بعناية ويتناسب مع أفكار الشباب ويلامس مشاعرهم فقد نلمس نتائجه، وقد يجدي نفعا في الحد من هذه الظاهرة ويقمع انتشارها».

ورأى أن «التوعية، والعقوبات القانونية من جهة ثانية مطلوبين للتعامل مع هذه الظاهرة، وعلى مستشاري جميع الجهات المختصة دراسة هذه الظاهرة ورفع توصيات بها ووضع الحلول، ومسح الأرقام المخصصة للقبائل»، لافتا إلى أن مراكز الأبحاث هي المعنية في دراسة هذه الظاهرة اجتماعيا، ورفع التوصيات بشأن التعامل معها، واتخاذ إجراءات نظامية وصارمة حيالها، وفرض عقوبات على من يستخدمها حتى نجنّب المجتمع التفكك، وحتى نعزز الوحدة الوطنية التي أسسها الآباء والأجداد دون رموز وأرقام».

وأوضح «هناك أساليب موجودة لدى المركز الثقافي للوعي الفكري تنص على مثل هذه الأمور، ونحن في بداية المشكلة، وعلى الرغم من أن تداول أرقام تعريفة للقبائل بدأ منذ عدة سنوات، إلا أن الوقت ما يزال متاحا للتعامل مع هذه الظاهرة، وقمع تفشيها، ومنع آثارها السلبية، وتجنب استغلالها من قبل المغرضين».

محاولات مراهقين

قال مدير مركز التاريخ بمكة المكرمة الدكتور فواز الدهاس لـ«الوطن» إن «أرقام القبائل المتداولة في الشوارع والأحياء لا تمت للحقائق صلة، وليس لها على أرض الواقع أي اعتبار فهي مجرد محاولات من الشباب والمراهقين لاختراع أرقام ونسبها لقبائل معينة، وأن هذا رمز القبيلة، والقبائل لدينا معروفة دون هذه الأرقام».

وحول ما يشاع عن أن هذه الأرقام تعد موازيا عصريا للوسم الذي كانت تضعه القبائل على إبلها، يؤكد الدهاس «الوسم كان معروفا لدى العرب، وهو مرتبط بتاريخهم، وله جذوره، ويعد من قبيل الإشارات والخطوط التي تضعها القبائل على الماشية حتى تعرفها القبائل الأخرى، فترد الماشية المفقودة لأصحابها في القبيلة، وهكذا جرت العادة، أما أن الأرقام والرموز تدل على القبائل فليس لها أي مصدر تاريخي إطلاقا، ويجب أن نمنعها لأنها غير صحيحة، وهي شكل من أشكال العنصرية والمنافسات الجاهلية في التفضيل والتمييز».

الأرقام والرموز

ـ يستخدمها مراهقون للدلالة على القبائل

ـ المؤرخون يشددون على أنه لا أصل لها

ـ متخصصون يعدونها نوعا من العنصرية

ـ يصفونها بأنها منافسات جاهلية في التفضيل والتمييز

ـ مطالبات بدراسة ظاهرة انتشارها والتوعية منها

ـ تحذيرات من تأثيرها السلبي على اللحمة الوطنية

أرقام القبائل

قبيلة عتيبة 512

قحطان 505

شمر F-16

الحارثي 501

سبيع 911

العجمان 711

الحروب F_15

مطير 603

زهران 702