أهلا رمضان، بلغنا الله وإياكم الصيام والقيام. كلنا نعرف أن رمضان شهر مختلف، تتغير فيه عاداتنا الحياتية من أوقات أكلنا ونوعه وأوقات نومنا. التغيير من المفترض أن يكون للأفضل لتخليص الجسد من السموم. فخلال الصيام تتحول كميات كبيرة من الشحوم المختزنة في الجسم إلى الكبد حتى تؤكسد وينتفع بها، وتستخرج منها السموم الذائبة، وتزال سميتها، ومن ثم يتخلص منها الجسم. التركيز الذهني يزداد أيضا ودون جرعات الكافيين، وينخفض هرمون الكورتيزول من أثر الصيام، وهذا يعني أن مستويات التوتر تنخفض بشكل كبير خلال شهر رمضان، وبالطبع هناك فوائد عديدة للصيام نفسيا وروحيا ورسولنا الكريم يقول «صوموا تصحوا»، ولكن هل عاداتنا في رمضان تحقق كمال هذه الفوائد؟ وكيف يمكننا تحقيق الهدف الأسمى من الصيام وهو نقاء الروح والجسد؟

قبل رمضان يسرف البعض في شراء الأطعمة التي عادة تكون على السفرة الرمضانية، وبدلا من أن يكون رمضان فرصة للتخلص من العادات الغذائية السيئة وفقد بعض الوزن الزائد، نجد البعض يبالغ في كمية الأطعمة والتي غالبا ما تكون غنية بالسعرات الحرارية من المقالي والسكريات والمشروبات عديمة الفائدة، والتي يعتبرها البعض أحد الطقوس الرمضانية، بينما رمضان بريء منها. تكفي حبات من التمر وكوب من الماء أو اللبن كي لا تصدم جهازك الهضمي عند الإفطار، وبعد ذلك يمكنك أن تشرب السوائل الدافئة وما شئت من الطعام بحدود. ومن الجيد استبدال العصائر والمشروبات بالفواكه الطازجة، ودائما حاول أن تحدد ما تأكل وألا تقع ضحية إحساسك بالجوع. حاول من الإفطار حتى وقت السحور أن تكثر من شرب الماء، الماء هو المشروب الذي ينظم عمل أعضائك، كل الذين مارسوا من قبل الصيام لغرض غير ديني، كالصيام المتقطع، يدركون النظام الصحي للصيام وفوائده العظيمة على الصحة، فمن باب أولى إذا كان الصيام كفريضة دينية. رمضان فرصة لحياة صحية تنعكس على الروح والجسد.

ومن عادات الطعام في رمضان إلى عادات النوم السيئة، فهناك من يحرم نفسه من نوم الليل وينام لساعات متأخرة من النهار، وهناك العديد من الدراسات التي وجدت أن اضطراب النوم يسبب العديد من المشاكل الصحية، ومنها ارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع معدل الإصابة بالسكري، ونقص في الذاكرة وقلة المناعة، ولأجل أداء أفضل للطلبة والذين سيؤدون اختباراتهم في رمضان، يجب على العائلة الحفاظ على نمط نوم صحي. لو سألنا آباءنا القدامى لوجدناهم غالبا ينامون بعد صلاة التراويح ويستيقظون قبل الفجر ليتسحروا، سحورهم خفيف، بسيط لتحقيق السنة ( تسحروا فإن في السحور بركة).

ونحن نعيش عصر جائحة كورونا نحتاج إلى مناعة جيدة، واللقاح لا يوفر لك مناعة ما لم تكن مناعتك نشطة وقابلة للتحفيز، الحفاظ على نظام غذائي جيد ونمط نوم صحي مهم لتبقى بصحة وعافية. رمضان ليس شهر أكل وشرب وفوضى بل هو شهر روحانية وصبر وإرادة، وكل عام وأنتم بصحة.