شغفت كثير من الفتيات السعوديات بحب ممارسة الرياضات القتالية، وفي مقدمتها الكاراتيه، فبعد أن كانت رياضة الإناث في المملكة أمرا ثانويا، مقتصرة على الألعاب الأساسية من أجل رفع اللياقة البدنية، باتت فتيات كثيرات يحرصن اليوم على ممارسة رياضات تصنف على أنها رياضات عنيفة بما فيها الكاراتيه ومحاكاة القتال، حيث انتظمن في حصص رياضية مستمرة للتعبير عن روحهن القتالية.

واللافت أن بين الممارسات لهذه الرياضة أمهات وطالبات جامعيات، إضافة إلى حوامل لم يعقهن الحمل عن مواصلة شغفهن بحب.

فوائد إيجابية


تقول المدربة راضية خضر، إن لعبة الكاراتيه كان لها الأثر الكبير في تغير حيوات وشخصيات اللاعبات على المستوى الاجتماعي والبدني والنفسي، وساهمت في خلق الثقة العالية بالنفس وتقويم الأخلاق والانضباط وقوة التحمل والتحكم بالانفعالات، ورفع مستوى اللياقة البدنية، ودرجة المرونة والسرعة والتركيز وزيادة الكتلة العضلية عند اللاعبات، إضافة إلى تطوير حركات الجسم الدفاعية والهجومية المضادة.

أيضا كان لها الأثر الكبير في مساعدة اللاعبات في اتخاذ أسرع رد فعل في جميع أنشطة الحياة اليومية مثل القيادة واتخاذ القرارات وتخفيف التوتر وتحسن الحالة المزاجية.

العطاء والتشجيع

في ظل جائحة كورونا التي يمر بها العالم، لم تتوقف المدربة راضية الخضر عن العطاء وتشجيع اللاعبات على الاستمرار في مسيرتهن نحو الحصول على الحزام الأسود.

تعبر عضوات في الفريق عن التجربة بالقول «جعلتنا كابتن راضية نواجه هذه الجائحة بقوة ولم تتركنا لأوقات الفراغ المهدرة ووجهتنا للاستفادة من كل دقيقة في تطوير أنفسنا وعدم التوقف عن مواصلة هدفنا. وعلى الرغم من تردد بعض أعضاء الفريق في ممارسة هذه الطريقة الجديدة في مواصلة التدريب عن بعد، حيث ظنن أن التدريب لن يصل لمستوى التدريب الحضوري داخل النادي من حيث التركيز والمتابعة، إلا أن مدربتنا دعمتنا وأثبتت لنا أن الإخلاص في العمل يمكن أن يطبق بأي طريقة كانت. وطبقت التدريب عن بعد عبر منصة (زووم) بجدارة وإتقان كما تعودنا منها في كل شيء، فكانت تعطي كل عضوة في الفريق حقها من المتابعة والتدقيق في الأداء، فما كان من الفريق إلا أن يقابل هذا العطاء بشغف والتزام واحترام لكل ما تبذله مدربتنا لجعلنا أفضل من كل النواحي. كانت تجربة أكثر من رائعة مر بها الفريق، تعلمنا فيها كيفية تشجيع ودعم بعضنا والإخلاص في عملنا وتأديته بحب، فأصبحنا أقوى وأكثر ثباتا وقدرة على تحدي كل ما يواجهنا».

الظروف لا تعيق

كان تنوع بيئة وظروف المتدربات واختلافها سببا في وجود تحد كبير لكل واحدة منهن. تقول الخضر إن «هناك طالبات في كلية الطب وطالبات في مراحل دراسية مختلفة ومتزوجات ممن لديهن أطفال وموظفات حتى أنه يوجد بين المتدربات من أصبحت حاملا أثناء التدريب، وهي نجيلة إمام التي هي حاليا بالشهر السادس ومستمرة بالتمرين ولديها عزيمة ورغبة قوية في أن تحصل على الحزام الأسود، فهذا التنوع لم يمنع أو يعق أيا منهن على مواصلة تحقيق أحلامهن، بل تكاتفن لبذل مزيد من المجهود وحضور التدريب المتواصل والالتزام بالمواعيد وإظهار الجد والاجتهاد في هذه الرياضة».

ولم تقتصر المتدربات على حضور الحصص الأسبوعية المقررة بل حاولن جاهدات أن يتدربن خارج أوقات الحصص الرسمية بهدف تنمية مهاراتهن والحرص على رفع أدائهن الجسدي لإتقان اللعبة بشكل أفضل.

-الفتيات يحرصن على ممارسة الرياضات القتالية.

-الكاراتيه يغير حياة وشخصية اللاعبات اجتماعيا وبدنيا ونفسيا.

-تنوع بيئة وظروف المتدربات واختلافها من أسباب التحدي.

-بلوغ الأولمبياد هو حلم الفتيات لرفع علم المملكة عاليا.