لن تكون هناك حضارة أو تطور أو تحول أو تغير أو إصلاح أو نزاهة أو عدل أو مساواة، إلا بوجود الأخلاق، فهناك شعوب تتوارث الأخلاق فحققت النجاحات والمراكز المتقدمة بالعدل والنزاهة والتطور والأمن، وهناك شعوب حققت عكس ذلك لأنها لم تتوارث الأخلاق وتتعلمها ففشلت وتأخرت وفسدت.

لذلك بقوة النظام والعقوبات والرقابة والحزم، سوف تتكون عند هذه الشعوب الأخلاق التي تعلمها النجاة من العقوبات المغلظة، ونتأمل مع الزمن أن تكون هذه الأخلاق من طبيعة وسلوك وإنسانية بعض المجتمعات، وليست خوفا من العقوبات.

نظاما التحرش والذوق العام، وضعا لكي يوقظا ويوجها ويعاقبا فاقد التربية وعديم الأخلاق، وهذا مؤشر يوضح أننا نسير نحو التغيير والإصلاح والتطور، إذا تمكنا من الوعي وإدراك أن الأخلاق من أهم سلوكياتنا وتعاملنا في حياتنا العملية والعلمية والتجارية والدينية والرياضية والثقافية.

كذلك الذوق العام هو مجموعة الآداب السلوكية الاجتماعية، التي تنطوي تحت إطار اللباقة التي يفرضها المكان والزمان، ومنبعها الثقافة الإنسانية والسلوكيات المتعارف عليها. وتحكمها لائحة تنظيمية تمنع كل ما من شأنه المساس بالذوق العام والتقليل من احترام الثقافة والتقاليد أو الإساءة إليها.

أنظمة وعقوبات التحرش والذوق العام، حققت على أرض الواقع نتائج ملموسة وباهرة وشاملة.

رحم الله شوقي حين قال:

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا».