تحوّل شارع الموسيقى العتيق في حلة الرياض إلى وجهة للراغبين بتعلم الموسيقى، ليضيفوا إلى نشاط السوق المتمثل في البيع والشراء وصيانة الآلات الموسيقية نشاطًا جديدًا، يتمثل في تعليم الموسيقى، وهو نشاط يقوم عليه عدد من المخضرمين الذين يتقاضون مبالغ بسيطة مقابل تلقين الراغبين مبادئ الموسيقى ووضعهم على أول خطوات المشوار الطويل لإتقان العزف.

وبدا الشارع هو المقصد السليم للراغبين بتعلم العزف في أقل مدة ممكنة، إضافة إلى رغبتهم بعدم تحمل تكاليف كبيرة.

ويقول العم حمود الذي يعمل في أحد محلات بيع العود في شارع الموسيقى، وهو يمارس هذه المهنة منذ حوالي 30 عامًا «بدأت تعليم العزف على العود منذ 28 عامًا، وقد تتلمذ على يدي عدد من الأشخاص من مختلف الأجيال، ومن بينهم من بات اليوم من الشخصيات المعروفة والشهيرة، مثل الفنان فايز المالكي الذي علمته عزف العود منذ 23 سنة تقريبًا».

الأساسيات وأشياء أخرى

يقول العم حمود «أبدأ بتعليم الراغبين أساسيات العود والسلم الموسيقي والمقامات، إضافة إلى الأغاني البسيطة، ومن ثم يبدأ بتطوير نفسه من خلال الممارسة الدائمة».

وعن مدة دورة تعليم العزف، يوضح «الدورة تتضمن «كورس» كامل، بعض الأشخاص سريعو التعلم، وهم يتقنون العزف في أقل من شهر، وهناك من يحتاج إلى ضعفه».

وبالنسبة لتكلفة الدورة، قال «تقريبًا تتكلف الدورة نحو 1000 ريال، وإذا لم يتقن الشخص العزف بالشكل المطلوب نعيد عليه الدورة من جديد دون أي تكاليف إضافية، لأن المهم في النهاية هنا هو أن يتقن الشخص العزف بشكل كامل».

وعن المطلوب توفره لدى الراغب في التعلم، قال «المهم أن يكون لدى الشخص الإرادة والصبر»، مضيفا «نواجه عددًا من الأشخاص الذين بدأوا التعلم ولكن بعد عدة حصص أحسوا بالملل ولم يكملوا الدورة». ويكمل «كان الإقبال سابقا أكثر من الوقت الحالي».

غياب الإناث

يشدد العم حمود على أنه لم يكن من بين طلابه يوما أي فتاة، وقال «لم يكن من بين طلابي أي فتاة، وقد يكون أحد أبرز أسباب ذلك هو شارع الموسيقى نفسه، فمعظم الفتيات لا يعرفن مكانه أو كيفية الوصول إليه».

وعن أماكن التدريب، قال «أدرب الطلاب في المحل نفسه، وأحيانًا في أي مكان يرغب العميل بالتدرب فيه».

وعما إذا كان يجب على الراغب بتعلم العزف شراء عود معين، أوضح «ليس هناك عود بعينه لتعلم العزف، فكل شخص يشتري آلته حسب إمكانياته، ولكن غالبًا ما يبدأ المبتدأون مع أعواد رخيصة، لأن المهم هنا هو التدريب والتعلم».

معلمون من مختلف الجنسيات

يزخر شارع الموسيقى بمعلمي موسيقى من مختلف الجنسيات، بينهم سعوديون ويمنيون ومصريون وسودانيون، ويعمل هؤلاء في تعليم الراغبين على مختلف الآلات الموسيقية، مثل الكمان والطبلة والأورج والبيانو والربابة، وإن كان العود يتصدر الرغبات لشعبيته وسهولة التدريب عليه.

وأوضح مهند العويدان، وهو أحد المتدربين على تعلم العزف على العود «حاليًا سأدخل الحصة الثانية لي في تعلم العزف على العود.. وقد سمعت بشارع الموسيقى من والدي، وقد أحببت التعلم على العود لأنه آلة موسيقية لها وقارها وهيبتها، وأتمنى أن أصبح يومًا عازفًا محترفًا».

بدوره، أوضح محمد نور «أزور الشارع منذ قرابة العامين، وبدأت خلاله التعلم على العزف، وقد واجهت بعض الصعوبات في البداية، خصوصًا أنه لم يكن لدي أي معرفة بأسس وقواعد العزف أو حتى بالسلم الموسيقي، ولكن بسبب الاستمرارية والإصرار إضافة إلى النصائح والتشجيع الذي وجدته من معلمي أصبحت أعزف بشكل ممتاز بعد حوالي 8 أشهر من تلقي الدروس».

ويكمل «كنت آخذ الدرس ثم أكرر ما تعملته بعد عودتي إلى المنزل، وكانت الحصة تستغرق ساعتين على الأكثر، لكنني كنت أتدرب يوميًا مدة إضافية لا تقل عن 3 ساعات، وهو ما جعلني أتقن العزف خلال فترة زمنية تعد قليلة مقارنة مع الآخرين».

أما مشعل البلوشي، فيقول «زرت الشارع قبل عدة أشهر لشراء عود لتعلم العزف، واقتنيت عودا بمبلغ 500 ريال، وبدأت التعلم على يد أحد معلمي السوق، كما تعلمت كيف أوزن أوتار العود، وأكملت المشوار سماعيًا لوحدي دون معلم».

تعليم الموسيقى

معلمون من جنسيات مختلفة يقدمون خبراتهم للطلاب

1000 ريال مقابل دورة تعليم العزف على العود

مدة الدورة من شهر إلى شهرين

تعاد الدورة مجانا للطالب في حال عدم تعلمه

جنسيات المعلمين في شارع الفن

سعوديون

يمنيون

مصريون

سودانيون

أبرز الآلات التي يتم التدريب عليها

العود

الكمان

الطبلة

الأورغ

البيانو

الربابة