يغرد المنتخب السعودي متصدراً مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 في قطر، ما لفت نظري في أخضرنا الجميل هو المستوى الفني الذي يقدمه نجوم كبار قيمة وصغار عمراً، وما أعجبني أكثر أنهم لم يهابوا أنهم يقابلوا منتخباً يختلف عنهم في البنية الجسدية، منتخب أستراليا لم يهزم على أرضه منذ 13 عاماً كاد منتخبنا يكسر هذا الصمود ويحصد النقاط، فتقريبا الشوط الثاني بلغة أهل الكرة كانت «بابا واحدا».

في هذه التصفيات ككل وحتى قبلها استوقفتني اختيارات المدرب هيرفي رينارد، لم يهتم بالأسماء ولا الجماهيرية اختار من يخدم خطته دون الالتفات أين يلعب وفريقه في أي مركز، وربما هو محظوظ لأن إعلامنا الرياضي منشغل بالأندية، وربما لو التفتوا للمنتخب لشاهدنا تشجيعا بنظارات الأندية، والقلة بدأت بذلك، لذا آمل من هذا المدرب (المحترم) أن يجهز اللاعبين نفسياً لذلك.

ورينارد أيضاً محظوظ بوزير الرياضة وبإدارة اتحاد كرة قدم لا يتدخلان في عمله واختياراته ولا خططه الفنية، وأقول ذلك بثقة رغم أنني لم أسأل عن المعلومة، ولكن يظهر ذلك من النتائج، وجميعنا شاهد ماذا فعلت التدخلات بالمنتخب سابقاً.

كنت أنتظر نتيجة مباراتينا الأولى مع اليابان، والثانية مع أستراليا، لأقول إننا فعلاً بدأنا العمل بمنهجية، وحققت تلك المباريات ما كنا نآمله، فمن يعمل يحصد، فالرياضات عموماً تسير بمنهجين متوازيين، الأول هو تحقيق أعلى النتائج الممكنة وفق إمكانات اللاعبين الموجودين مع محاولة تطويرهم، والمنهج الثاني تجهيز جيل رياضي من خلال أكاديمية مهد والابتعاث لصناعة عقلية وبدن لاعبين يحملون فكرا احترافيا، الأولى خطة قريبة المدى ويظهر جزء من نتائجها مع المنتخبات، والثانية ننتظرها بعد ما يقارب العشر سنوات.

وزارة الرياضة وبالتعبير الأجنبي أرفع لكم القبعة، وأرفع القبعة لاتحاد القدم وجميع الاتحادات الذين لم يبحثوا عن مجد شخصي بل عملوا مع وزارة الرياضة في تحقيق أهداف المملكة في المجال الرياضي.