«يستحيل، من المستحيل» كلمة تستصعب قولها، لأنها تسبب لك في بعض الأمور التعب والوقوف، لا تستطيع أن تحرك ساكناً، فهذه الكلمة إن قيلت في ناحيةٍ إيجابية، مثل «يستحيلُ أن أنسى موقفاً نبيلاً بدر منك تجاهي»، يكون الأمرُ هنا مختلفاً عن نطقها في النواحي السلبية من أمور الحياة.

فقول «يستحيل أن يحصل لك الشفاءُ من مرضٍ عُضال!!»، هنا يبدأ ثأثير المستحيل يتسللُ بكلِ حرفٍ من تلك الكلمة إلى جميع ذرات الفكر قبل أجزاء الجسد، ويحدثُ بذلك كما الصدمة القوية لمركز العصب، ويصعبُ التحكم في اتزاننا، وتشعرُ بكم الدوار الذي يصحبك متحكماً بك، ويُتعب أعضاءك، فلا تشعرُ بمن حولك، أو ما قد تصطدمُ به أمامك، وتأخذُ بالدوران، وتعتقدُ أنه يُلف بك بسرعةٍ قصوى حول الكرةِ الأرضيةِ، وتخرجُ عن السيطرةِ على جسدك.

هنا يتغلغلُ إليك عبر ترددات انهيار، وفلتان قدراتك تلك الذرة الصغيرة، حيث تعملُ بك عملاً جباراً، وتقلبُ كيانك، فتردد «لا يوجد لدى الله ما يُدعى بالمستحيل»!!.

أفق من سكرِ تلك الكلمات، واسترجع وجودك من العدم، واحبس أنفاسك طويلاً، وأهطل غزير دمعات العيون لكي تستبين ماحقيقة أن من قال للشيءِ كن فيكن فكان.

الأمرُ هنا بين الكافِ والنون، استدر قليلاً وانظر إلى جميع ما حولك، حينها ستعلمُ أن تدابير الله أعظم من قول المستحيل.

اغرس ذلك في أعلى مركزٍ لطاقةِ فكرك، لكي توقدها بوقودِ عظمة الخالق، وتقتبس هنا ذلك النور الذي يُبدد جميع مخاوف المستحيل.

يا لها من حياةٍ لا نكادُ نعيشُها إلا لحظاتٍ جاريةٍ سرعان ماتنقضي!

فلمِ نستصعبُ ما نُلاقي من أمورِ وجودنا، وأعمالِنا وأعمارنا تجري بنا لا محالة إلى أقدارنا،حيثُ مركب الأمان.. هناك لا وجود للإستحالة.

قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا).