لم تعد عمليات قص أو شد الجفون مجرد مظهر جمالي تسعى النساء وحتى الرجال إليه، بل باتت كذلك مطلبا طبيا رفع عدد إجراء مثل هذه العملية التي تتراوح تكلفتها في كثير من عيادات ومستشفيات المملكة بين 9 و15 ألف ريال، وقد تتجاوز هذا الرقم تبعا للحالة وللمستشفى وسمعة الطبيب الذي يجريها، ودرجته المهنية، وتجارب المرضى عنده، والمراكز المعتمدة، والمراكز ذات التقنيات الحديثة.

ويرى كثيرون أن تكلفة هذه العمليات قد تزيد أكثر، خصوصاً مع التقنين الذي تتجه إليه العمليات التجميلية التي باتت بحاجة إلى أطباء بتخصصات محددة، بعد تأييد ديوان المظالم قرار هيئة التخصصات الصحية الذي ينص على إلغاء جراحة الجلد التجميلية العامة، وتغيير مسمى «تخصص الجراحة الجلدية» ليكون «طب الجلد التجميلي»، والذي تتجه معه عيادات التجميل إلى تقنين العمليات التجميلية التي تحتاج إلى أطباء مختصين في مجال تجميل منطقة العيون والجفون تجنباً لوقوع أخطاء طبية مخالفة لقرار هيئة التخصصات الطبية.

مبررات عمليات الشد

تعد منطقة العين من المناطق الحساسة جدا في جسم الإنسان، وتظهر عليها علامات تقدم العمر بسرعة، مثل الانتفاخات والتجاعيد، وتنعكس عليها سلبيات الممارسات السلوكية اليومية غير الصحية مثل السهر، التدخين، والنوم دون إزالة المكياج، والتعب.

ومع جلاء نتائج الترهل والانتفاخات والتقدم في العمر على الوجه، يترهل الجلد بسرعة تستلزم إزالته وإزالة والدهون والعضل الزائد من الأجفان سواء العلوية كانت أم السفلية، خصوصاً وأن هذا الترهل لا يتعلق فقط بالحالة الجمالية وحدها، بل ويؤثر كذلك في بعض الأحيان على الرؤية السليمة ويزعج النظر، وقد يشكل مصادر خطر وقلق شديدة كأن يحجب جزء من الرؤية مثلا إذا ما كان المصاب به سائقا أو عاملا في مصنع ما.

ويمكن إجراء هذه الجراحة كجزء من عملية شد الوجه والأجفان، أو كعملية قائمة بحد ذاتها في مرحلة واحدة أي قص الأجفان العلوية والسفلية معاً، وهذا يعود إلى اجتهاد الطبيب الجراح ورغبة المريضة.

وفي وقت كانت فيه هذه العمليات على الأغلب حكرا على السيدات، إلا أن الرجال بدأوا ينتبهون أخيراً إلى أهميتها وجدواها، ولذا زاد إقبالهم عليها، خصوصا مع ازدياد الوعي الذي بات كثيرون يدركون معه أن العمليات التجميلية لا تنعكس فقط على المستوى الجمالي، بل قد تكون في بعض الأحيان مسألة ضرورية للصحة، حيث تساعد عملية رفع الأجفان الجراحية على إعادة إطلالة العين الجميلة وإزالة الدهون والعضلات والجلد الزائد المترهل.

أطباء يفقدون زبائنهم

أفاد الدكتور رائد الغامدي، وهو أخصائي تجميل وجه في حديثه لـ«الوطن» أن تأييد قرار هيئة التخصصات الصحية الصارم يحدّ من قيام أطباء التجميل بعمليات التجميل غير الدقيقة مثل عمليات (قص الجفون) التي باتت تقتصر على أطباء الجراحة الجلدية، وأطباء تجميل العيون بشكل دقيق، ولا يستطيع أي طبيب في تخصص آخر مثل الجراحة والتجميل العامة عملها وفقاً للنظام الصادر، مما قد يجعل كثيرا من الأطباء يتجهون إلى الحصول على رخص أو تخصصات في مجالات تجميلية دقيقة لمواكبة تأثيرات القرار.

وأشار الدكتور مشعل الشمري، وهو طبيب تجميل وجلدية إلى أن تخصص الجراحة يشمل عددا من التخصصات، ومنها جراحة التجميل، جراحة العيون، وجراحة الوجه والفكين، وجراحة الأنف والأذن، وكل طبيب يخضع للتدريب المكثف في تخصص محدد لممارسة عمله بطريقة قانونية وأكثر احترافية، مضيفاً «إن هناك عددا من الأطباء يحترفون تخصصين أو أكثر من خلال وجود ما يثيت ذلك من شهادات معتمدة، وقد يمارس البعض الآخر عمله في تخصصات مختلفة معتمدا على الخبرة».

مكانة متقدمة

ترمز البشرة المشدودة والوجه الخالي من التجاعيد إلى ذروة الجمال بالنسبة للنساء والرجال على حدٍ سواء، ولذا لاقت عملية شد الجفون إقبالاً كبيراً، بل واحتلت المرتبة الرابعة ضمن أكثر العمليات شيوعاً على مستوى العالم عام 2016.

وتبوأت الرياض مكانة مرموقة على مستوى مجالات التجميل الجراحية وغير الجراحية، وانتعشت فيها عمليات شد الجفون، وهي تقنية جراحية استحدثت في العقد الماضي لمعالجة انتفاخات العين والترهلات حول العيون المرهقة، وهي ترهلات تؤرق أصحابها، وتتمثل بكونها مشكلة نفسية بالنسبة لهم.

ويلجأ الأطباء عادة إلى شد الجفن العلوي لعلاج الجفون المتهدلة والمترهلة على الأخص عند كبار السن أو في بعض الحالات الوراثية، فيما يبدو ترهل الجفن السفلي على شكل أكياس منتفخة، يمكن أن تختفي عبر الشد من حولها فتختفي الترهلات والتجاعيد، ولعل الأكثر شيوعا هو شد الجفنين معاً.

وتدخل التطور العلمي قبل فترة لصالح هذه العمليات التي باتت تتم بشد الجفون بالليزر، وهو ما رفع نسب نجاح هذه العمليات وتجنب مضاعفاتها والتخدير الكلي (تجرى بتخدير موضعي)، كما قلل ضرورة المكث بالمنزل، وربما أيضا ألغى الحاجة إلى تضميد العين بعد الجراحة.

الأكثر طلبا

تبين نهلة الحفاوي، مسؤولة علاقات المرضى في إحدى العيادات لـ «الوطن» أن «عمليات شد الجفون تعد الأكثر طلباً خلال هذه الفترة».

وأضافت «عياداتنا تقوم بعمل هذه العمليات من خلال الاستعانة بأطباء مختصين في مستشفيات كبرى مثل مستشفى الملك خالد للعيون، حيث نقوم بإجراء مقابلات عبر الإنترنت ـ أون لاين ـ بين المريض والطبيب، ويتم خلالها شرح الحالة سواءَ الحالات التجميلية أو المرضية، ومن خلال استشارة الطبيب المختص نقوم بتحديد موعد العملية».

وبينت «تختلف أسعار العملية حسب الحالة، فهناك مرضى يعانون من بعض التشوهات التي تحتاج إلى عملية دقيقة تستلزم تجهيزات أكثر وربما كادر جراحي أكبر وكل هذا مكلف».

وأشارت إلى أن «عملية شد الجفون (قص الجفون)، كانت تُجرى في السابق لاستعادة الشكل القديم لمنطقة غطاء العين الذي تظهر فيها علامات الشيخوخة ببطء مع تقدم العمر، وعامل الجاذبية المستمر والذي تصعب مقاومته، لهذا تزداد الحاجة لإجراء عملية شد الجفون، إضافة إلى أنها عملية تعالج مخلفات التقدم في السن وقلة الاعتناء بالبشرة، والتي تؤدي إلى انخفاض الأنسجة الدهنية في البشرة وحول العين، وعندها من المستحيل للجلد أن يقاوم الارتخاء، مما يؤدي إلى ترهله».

وأوضحت أن «الحاجة تصبح ملحة لإجراء عملية شد الجفون حين يعجز الجفن عن مقاومة الجاذبية، ويبدأ في الترهل كما يؤثر الجفن المتدلي على جودة الرؤية، ويُشعر العين بالتعب والثقل، مما يجعل الوجه يبدو أكبر سنًا بشكل عام، لكن العملية تعدت اليوم آخر صيحات التجميل الشبابية، ما يجعل أسعارها متفاوتة، وقد تشكل مطمعا لكثير من الأطباء غير المختصين للقيام بها في كثير من العيادات».

إقبال نسائي

يوضح طبيب التجميل، الدكتور أحمد الصالح أن معظم المقبلين على عمليات تجميل الجفون وتحديدا عمليات قص الجفون التي تعُدّ من العمليات الحديثة القديمة هم من النساء، وقال «أقصد بالعمليات القديمة الحديثة أن هذه العمليات كانت موجود قبل عدة سنوات، لكنها لم تكن تشهد هذا الإقبال الذي تجده حاليا، لكن مع بداية عام 2021 أصبحت تشهد إقبالأ أشد من قبل النساء، مع إقبال من الرجال أيضا، ففي عيادة التجميل التابعة نصادف 3 حالات لعمليات قص الجفون لنساء كل شهر مقابل حالة من الرجل، ولكن منذ مطلع 2022 بدأنا نشهد ارتفاعا في حالات الإقبال من الرجال وبنسبة زيادة بلغت 100 %، حيث بدنا نصادف حالتين للرجال كل شهر يبحثون فيهما عن تجميل الجفون».

وأكد أن «عمليات قص الجفون تجري عادة للأشخاص الذين يعانون من وجود تهدل في الجفن، وهو تهدل يترك شكلا غير مرغوب فيه في منطقة العين فتضيق المنطقة السفلية أو العليا للعين، وتصبح منطقة العين صغيرة».

وتابع «في السابق كنا لا نجري هذه العمليات إلا لكبار السن، لكن منذ سنوات قلة باتت تُجرى لكافة الحالات التي تعاني من وجود تهدل في منطقة الجفن، كذلك تجرى لأشخاص غير مدخنين، ولمن يعانون من أي أمراض مزمنة، أو غير مصابين بأي عدوى نشطة، أو أي مرض خطير في العينين».

وأضاف «ليس هناك أضرار لهذه العملية، بل هي تجمل منطقة العيون وتعطيها مساحة بحيث يصبح شكل العين أوسع وأجمل، كما أنها تساعد الأشخاص على الرؤية جيدا، وهذا في الغالب يتعلق بقص الجفون السفلى، أما قص الجفون العلوي فيكون لتجميل منطقة العين وهو ما تقبل عليه النساء أكثر من الرجال».

تباين الأسعار

تتفاوت أسعار عمليات قص الجفون كما أشارت مسؤولة الاستقبال في عيادة تجميل بشارع التحلية بجدة سهام آدم، حيث بينت أن «أسعار عمليات قص الجفون تكون حسب الحالة، ومن يحدد السعر هو الطبيب المشرف على الحالة، وفي العادة تتراوح العمليات من 8 آلاف إلى 15 ألفا، وتتفاوت الأسعار حسب العيادات، فمن المعروف أن عمليات التجميل تختلف من عيادة إلى أخرى».

تكلفة عملية شد الجفون في المملكة

9000 ـ 14000 ريال شد الجفن العلوي أو السفلي

15000 حتى 20000 ريال شد الجفنين معاً

2000 ريال شد الجفون بالليزر

الهدف من العملية

تجميل شكل العين

تساعد على الرؤية الجيدة

أنواع عمليات الجفون

ـ عملية قص الجفون العلوية

ـ عملية قص الجفون السفلية

ـ عمليات شد الجفون بالليزر بدون القص

ـ جراحة رأب الجفن

من مزايا عملية شد الجفون بالليزر

* لا تؤلم وسريعة

* لا تحتاج إلى فترة نقاهة

* نادرا ما تترك ندوبا أو ورما

* لا تؤثر في وضوح الرؤية

* نادرا ما تحتاج إلى غرفة عمليات