تقام هذه الأيام مسابقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتفسيره وتدبره، في جميع مناطق المملكة العربية السعودية، بدعم خاص من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وهي حسنة عظيمة، دأب الملك سلمان على رعاية هذه المسابقة ودعمها كل عام منذ أكثر من عشرين عاما ولا يزال، حفظه الله.

ولا يستغرب من قادتنا الاعتناء بالكتاب والسنة، اللذين هما دستور البلاد، ولذلك فإن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى لغات العالم، وتوزيعه مجانا، وهكذا مجمع الملك سلمان لطباعة الحديث الشريف، لا نظير لهما في العالم، فخدمة الكتاب والسنة هي ديدن قادتنا، وهذا أمر يشهد به جميع الناس، باستثناء الحاسدين والمنحرفين ومرضى القلوب.

وأنا أشاهد المتسابقين عبر الاتصال المرئي من كافة المناطق، يرتلون كتاب الله غضا طريا، بعد أن حفظوه وفهموا معانيه، برعاية وعناية من الملك سلمان حفظه الله، وهي حسنة كبرى من حسناته، فإني أنظر كذلك إلى حسنة أخرى من حسناته، وهي أيضا في كتاب الله، وهي تطبيق ما جاء في كتاب الله من قتل الخوارج المجرمين الذين يسعون في الأرض فسادا، فهم -أي الخوارج - لم يكتفوا بقتل الأنفس المعصومة، مع كونه جريمة من أبشع الجرائم، بل زادوا عليه ارتكاب جرائم عديدة ومنها: الخطف والتعذيب والاغتصاب والسطو بالسلاح والقنابل اليدوية، وتهريب الأسلحة والذخائر والقنابل للمملكة، يهدفون من خلال ذلك زعزعة الأمن، وزرع الفتن والقلاقل، وإحداث الشغب والفوضى، وتتفيذ مخططات الجهات المعادية في الخارج، واستهداف الدعاة والعلماء ورجال الأمن وإيواء المطلوبين أمنيًّا، واستهداف بعض المواطنين، وتوفير الأسلحة والمتفجرات والأحزمة الناسفة والتدريب عليها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي وتجنيد الأشخاص، وإطلاق النار على رجال الأمن وعلى مراكز الشرط والمقار الأمنية.

وهذه جرائم فاقوا بها جرائم الخوارج بمراحل والعياذ بالله، إذ إن جريمة من هذه الجرائم تستحق القتل، فكيف إذا اجتمعت؟ وقد وفق الله ولي أمرنا الملك سلمان -حفظه الله- للجمع بين الحسنيين، الأمر بحفظ كتاب الله، وأيضا تطبيق ما جاء في كتاب الله، وما أمره الكريم بتنفيذ الحكم الصادر من المحاكم الشرعية بقتل مجموعة من الخوارج المارقين الذين قتلوا وأفسدوا، إلا عمل بكتاب الله، وامتثال لقول الله تعالى القائل: (إنما جزاء الذين يحاربون اللَّه ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)، ويقول تعالى (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج (اقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم) رواه البخاري ومسلم.

إن الأمن كالهواء لا يستغني عنه أحد، فلنكن يدا واحدة مع قيادتنا، ولنَحْذر ونُحَذِّر أبناءنا من الأفكار الضالة، والجماعات الإرهابية، التي لا تريد لنا أمناً في بيوتنا وبلادنا، ولا تريد لنا رغدا في العيش، ولا طمأنينة في العبادة، فهم ومن أرسلهم أعداء، فلنتخذهم عدوا، ولنحصّن أبناءنا بالعقيدة الصحيحة، والمنهج القويم، ولنحافظ على كيان الدولة والقيادة، ولا نسمح لكائن من كان أن يهوّن من شأنهما.

حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وحفظ الله ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وأدام توفيقهما إلى الخير، وأصلح لهما البطانة، وأعانهما على القيادة.