«الحق للأقوى».. عبارة ألهبت رغبة الدول في التسلح والإنفاق العسكري، حتى سجل الإنفاق العسكري العالمي رقما قياسيا في حجمه في عام 2021 وحقق أرقامًا قياسية جديدة مع استمرار روسيا في تعزيز جيشها قبل غزوها لأوكرانيا، مع اتجاه أوروبي جماعي تقريبا لزيادة الإنفاق على السلاح.

واللافت أن رفع حجم الإنفاق العسكري العالمي زاد في جميع أنحاء العالم على الرغم من التداعيات الاقتصادية لجائحة كوفيد، محققا ارتفاعا بنسبة 7% العام الماضي، وفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Sipri)، ووصل إلى 2.1 تريليون دولار، وهذا أعلى رقم على الإطلاق.

رغبة بالجملة

اتخذت الدول الأوروبية قرارا برفع نفقاتها العسكرية بشكل غير مسبوق، على الرغم من أنها قاومت هذا الاتجاه لسنوات، كما قاومت الضغط الأمريكي الذي طالبها بضرورة رفع نفقاتها العسكرية إلى ما فوق 2% من الناتج الداخلي الخام، لكن الحرب الروسية على أوكرانيا وتغير العقيدة العسكرية الأوروبية التي كانت تقوم على تقليص النفقات العسكرية، بل وتقليص عدد الجنود تغيرت بشدة، حيث أعلنت ألمانيا وإيطاليا والدنمارك والسويد عن رفع الإنفاق العسكري، بشكل غير مسبوق.

ففي ألمانيا رفعت الميزانية العسكرية من 56 مليارا سنويا إلى 100 مليار في السنة، ورفعت بريطانيا إنفاقها لتكون الأعلى إنفاقا في أوروبا متجاوزة ألمانيا بعدما كانت تنفق 87 مليار دولار سنويا، وزادت هولندا إنفاقها العسكري 6.5% هذه السنة، وأعلنت استثمارها 15 مليار دولار في الدفاع خلال السنوات الثماني المقبلة. وحذت إيطاليا حذو سابقيها وسترفع نفقاتها العسكرية لما فوق 2% من الناتج الداخلي الخام، بعد أن ظل مجمدا في حدود 1.3%.

وزادت فرنسا ميزانية الدفاع لهذه السنة بأكثر من ملياري دولار.

الصدارة أمريكية

على الرغم من أن أمريكا تتقدم الجميع بإنفاقها 801 مليار دولار على الدفاع، فإنها سارت عكس الاتجاه العالمي وخفضت إنفاقها بنسبة 1.4%.

وعلى مدى العقد الماضي، ارتفع الإنفاق الأمريكي على البحث والتطوير بنسبة 24%، بينما انخفضت مشتريات الأسلحة بنسبة 6.4%. وفي حين انخفض كلاهما في عام 2021، لم يكن الانخفاض في البحث عاليا، مما يسلط الضوء على تركيز البلاد على «تقنيات الجيل التالي».

الصين تواصل المطاردة

من جانبها، عززت الصين، الثانية في مستوى الإنفاق العسكري في العالم بما يقدر بنحو 293 مليار دولار، نفقاتها بنسبة 4.7%، مسجلة زيادة في الإنفاق للعام الـ27 على التوالي.

أدى التعزيز العسكري للبلاد بدوره إلى قيام جيرانها الإقليميين بزيادة ميزانياتهم العسكرية فأضافت اليابان 7 مليارات دولار، بارتفاع قدره 7.3%- وهي أعلى زيادة سنوية بالنسبة لها منذ عام 1972.

كما أنفقت أستراليا 4% أكثر على جيشها، وصولا إلى 31.8 مليار دولار عام 2021. وزادت الهند، ثالث أكبر دولة إنفاقاً في العالم مع 76.6 مليار دولار، تمويل ترسانتها عام 2021، لكن بنسبة أكثر تواضعاً بلغت 0.9%. واحتلت المملكة المتحدة المرتبة الرابعة، مع زيادة الإنفاق العسكري بنسبة 3% إلى 68.4 مليار دولار.

الإسكندنافية في السباق

دخلت دول لم تكن تؤمن بالتسلح وأهميته ومن بينها السويد وبقية الدول الإسكندنافية السباق، فقررت السويد رفع الإنفاق العسكري بين 2021 وحتى 2025، ليصل إلى 10 مليارات دولار، بارتفاع تبلغ نسبته 45%، مقارنة مع ميزانية سنة 2020. بدورها، أعلنت الدنمارك أنها سترفع تدريجيا إنفاقها العسكري ليتجاوز 2% من الناتج الداخلي الخام سنة 2033، وهو ما يعادل زيادة سنوية بقيمة 2.6 مليار دولار سنويا.

شرق أوروبا

بدورها، سارعت دول شرق أوروبا لزيادات غير مسبوقة في نفقاتها العسكرية، فرفعت رومانيا نفقاتها العسكرية من 2% من الناتج الداخلي الخام، إلى 2.5% بداية من العام الحالي، ومثلها فعلت لاتفيا، فيما رفعته بولندا إلى 3%، حيث ستصل ميزانيتها العسكرية إلى 22.2 مليار دولار بحلول 2023، ما يعادل ارتفاعا بنسبة 47%، مقارنة بميزانية 2022 التي وصلت إلى 15.1 مليار دولار.

روسيا تثير الدوافع

نما إنفاق روسيا 2.9% للعام الثالث من النمو على التوالي إلى 65.9 مليار دولار. ووصل إنفاقها العسكري إلى 4.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي، وزاد إنفاقها على الأخص خلال تحضيراتها للحرب على أوكرانيا.

على الطرف الآخر، ارتفع الإنفاق العسكري الأوكراني 72% منذ 2014 حين ضمت روسيا القرم. وفي حين انخفض الإنفاق بأكثر من 8% عام 2021 إلى 5.9 مليارات دولار، فإنه ما زال يمثل 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا.

حجم الإنفاق العسكري

أمريكا

801 مليار دولار

الصين

293 مليار دولار

الهند

76.6 مليار دولار

المملكة المتحدة

68.4 مليار دولار

روسيا

65.9 مليار دولار

أستراليا

31.8 مليار دولار

بولندا

22.2 مليار دولار