عزز فوز منطقة عسير بلقب منطقة فنون الطهي العالمية، 2024 والذي يمنحه المعهد الدولي لفن الطهي والثقافة والفنون والسياحة (IGCAT)، من أهمية سياحة الطهي التي تتمثل في سياحة اكتشاف الطعام الخاص بكل منطقة، وهو عنصر مهم للغاية في التجربة السياحية يندرج تحت اكتشاف الموروث الثقافي.

ويهتم كثير من السياح بهذا الجانب، ويجدون فيه المتعة، وتنعقد لأجله الرحلات والجولات والبرامج والزيارات، وقد بدأ هذا النوع من السياحة في البروز في عدد من مناطق المملكة.

مرشدون لسياحة الطهي

يوضح المرشد السياحي عبد العزيز الهديب أن رحلات الطهي أو رحلات الأكل أو ما تسمى بالإنجليزية Culinary Trip أو Food Trip جانب مهم في السياحة، وتبدو في اتجاه السائح إلى مكان اشتهر بأكلة معينة، حيث يتم تنظيم رحلة تبدأ عادة بتجميع متطلبات الطبخة أو مقاديرها، وقطف الخضار والفواكه من المزرعة، وبعد ذلك يشارك السائح في طبخ هذه الأكلة مع خبير في الطهي، حيث لا تقدم للسائح جاهزة، وحين لا يرغب السائح بالمشاركة في إعدادها، يتم إطلاعه على خطوط إنتاجها وتقدم له جاهزة، وهذه هي سياحة الطهي بمفهومها العالمي.

اهتمام وزاري

أضاف الهديب «هناك اهتمام من وزارة الثقافة ممثلة في هيئة فنون الطهي والتي تعمل حالياً على إعداد مرشدين سياحيين لسياحة الطهي بشكل عام على مستوى المملكة، وقد بدأت مشروعها الأول في منطقة القصيم وذلك لما تشتهر به هذه المنطقة من أكلات شعبية، حيث دخلت مدينة بريدة ضمن شبكة اليونيسكو للمدن المبدعة في فن الطهي، أما المرحلة الثانية فبدأت في منطقة عسير حيث تم تسجيل الأكلات الشعبية كاملة، حيث سيتم تنظيم الرحلات لمدينة بريدة بمنطقة القصيم ثم لمنطقة عسير، تمهيداً لعمل رحلات طهي على مستوى مناطق المملكة جميعاً، وذلك لتنمية النشاط السياحي والإيرادات غير النفطية للمملكة.

رحلات الطهي بالقصيم

يقول الهديب إن: «رحلات الطهي بمنطقة القصيم استهدفت أكلات كثيرة أشهرها الكليجا حيث يتم تنظيم الرحلات لأجلها، ويتجه السائح لمكان صنع الكليجا ويرى مكوناتها، ويقدم له شرح عن كيفية صنعها، كما تقدم له معلومات ثقافية حول قصة وصول هذه الأكلة لمنطقة القصيم، وسبب تسميتها، مما يحقق له تجربة خاصة ومميزة تشتمل على الترفيه والمعلومة والثقافة».

ويضيف أن «أجمل رحلات الطهي هي رحلة طهي الكبسة السعودية حيث يتم الطبخ بمخيمات أو مكان بري، حيث يتم وضع اللحوم بمشاركة السياح، ومن ثم إضافة المقادير حيث تتحقق المتعة للسائح في المشاركة في الطبخ ورؤية مراحل هذه الأكلة في مكان جميل».

فعاليات للجذب

ذكر الهديب أن «هناك فعاليات مهمة للطهي في جانب السياحة تجذب السائح، ومن الفعاليات الغريبة الجاذبة للسياح طبخ اثنين من الإبل في قدر واحد كبير وضخم، وهي طبخة تستهلك كميات ضخمة من المكونات مثل البصل و الزيت و الأرز، ويتم طبخها وتوزيعها على زوار الفعالية من سياح و غيرهم».

وأضاف «من الأكلات المشهورة أيضاً دوار السعادة، وهو الطبخ على الصاج، و أيضاً الكبسة بالطريقة القديمة بالحطب دون استخدام الكهرباء، كما أن القصيم تتميز بوفرة مهرجاناتها خاصة المهرجانات الزراعية مثل التمور و العنب و الرمان و غيرها من المهرجانات الزراعية والتي تعد رحلات أكل خاصة بمنطقة القصيم، كما يرافق سياحة الطهي السياحة الاجتماعية، حيث يتم من خلالها زيارة أحد سكان المنطقة و الجلوس معهم في منزلهم والطبخ معهم دون تكلف، حيث تعد سياحة مجتمعية تعرف بالمجتمع وعاداته الغذائية».

تحديد هوية السياح

يقول الطاهي خالد السلمي، أحد الطهاة في الفعاليات الخاصة بالسياح إنه «من المهم معرفة هوية السياح ليتم تقديم أطباق شعبية بمعايير عالمية، فلكل دولة طريقة في طبخ الأكل، ولا بد أن يراعى ذلك في تقديم الأكل للسائح».

ويضيف «من الأكلات الشعبية المشهورة في المهرجانات، والتي تهم السياح و الزوار، السليق والجريش والمطازيز ومرق اللحم والفتيت وقرص الجمر والحنيني».

ويتابع «محلات الرحلات لها أثر كبير في دعم هذه الفعاليات و المسابقات في الطبخ بالمهرجانات».

تكافل اجتماعي

ويروي السلمي مراحل تطور فعاليات الطبخ، ويقول «فعاليات الطبخ موجودة منذ القدم بشكل شعبي، وعلى شكل تكافل اجتماعي مثل الطبخ في الأعياد، ثم تطور الموضوع إلى أن وصل إلى مسابقات طبخ في المهرجانات عن طريق تقديم فعالية طبخ لزوار المهرجانات، حيث تمت صناعة أكبر طبق كليجا عام 1421، ووزنه 20 كيلوجراما، وقطره قرابة متر، وأكبر طبق أرز في العالم، ودخل منافسات عالمية حيث بلغ قطره قرابة 10 أمتار وارتفاعه قرابة مترين».